تعاني الصادرات المصرية من حالة تراجع ملحوظ على مدار السنوات الأخيرة، نتيجة التحديات التي تقف عائقا أمام زيادة قيمة الصادرات، ومنها ضعف الخطوط الملاحية وارتفاع تكاليف الخاصة بالنقل وشحن البضائع، فضلا عن عدم تقديم حوافز وتسهيلات ائتمانية لدعم المُصدرين من أجل فتح أسواق كبرى جديدة بالقارة الأفريقية.
وكان الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، من خلال النشرة الشهرية لبيانات التجـارة الخارجية، قد أوضح هبوط قيمة صادرات مصر غير البترولية إلى نحو 18.76 مليار دولار خلال الفترة من يناير إلي سبتمبر 2020 مقابل 19.23 مليار دولار خلال نفس الفترة عام 2019 بنسبة انخفاض 2.5%.
وتراجعت قيمة صادرات مصر من الأجهـزة كهـربائيـة وأجـزائهــا من نحو 1,126 مليار دولار مقابل 1.268 مليار دولار، تليها مجموعة خضر ونباتات ودرنات صالحة للاكل إلى 813 مليون دولار مقابل 878 مليون دولار، تليها الملابس الجاهزه بنحو 685 مليون دولار مقابل 812 مليون دولار، وانخفاض قيمة الصادرات من القطن الخام والمواد الخام حيث بلغت 1.872 مليار دولار مقابل 1.981 مليار دولار عام 2019.
ويرى الدكتور محمد عبد الرحيم الخبير الاقتصادي، أن مصر طموحة في الوصول إلى زيادة حجم الصادرات المصرية إلى 100مليار دولار، وهو رقم يمكن لمصر الوصول إليه حتى وإن استغرق بعض الوقت فهناك دول في الشرق الأوسط تخطت أرقام صادراتها 100 مليار دولار على الرغم من عدم امتلاكها مقومات مصر البشرية أو الجغرافية.
التحديات التي تواجه زيادة الصادرات المصرية
وأضاف عبد الرحيم في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أن المُصدر المصري يواجه ارتفاع تكلفة 'النقل والشحن'، حيث توجد صعوبات في نقل البضائع، بسبب ضعف البنية التحتية لبعض دول القارة، كما أن هناك بعض التحديات التي تخص التأمين وضعف الخطوط الملاحية وارتفاع التكاليف الخاص بالتصدير، فضلا عن عدم وجود تسويق أمثل للمنتجات المصرية.
وتابع حديثه، أن المنافسة شرسة للغاية مع بعض الدول المصدرة للقارة مثل الصين والولايات المتحدة وتركيا والهند ، هذا بالإضافة إلى المشكلات التي تتعلق بالروتين الحكومي والتمويل المصرفي.
السوق الافريقي هو المستقبل الحقيقي للصادرات المصرية
وأكد الخبير الاقتصادي، أن السوق الافريقي هو المستقبل الحقيقي للصادرات المصرية، فهو سوق استهلاكي واعد وضخم به أكثر من مليار و300 مليون نسمة، فلابد من زيادة التركيز على الصادرات الصناعية تحديدًا، كما يمكن القول أن الأجهزة الكهربائية هي أكثر الصادرات المصرية تملك فرص في القارة الأفريقية، وبالنظر إلى متطلبات السوق تكون نواه في المستقبل لرفع الطلب علي المنتجات المصرية علي مستوى العالم، بالإضافة إلى الفرص التصديرية في الملابس الجاهزة والأدوية وغيرها.
مقترحات تدعم زيادة الصادرات المصرية
وأوضح عبد الرحيم، أن مصر تعمل علي تسريع و تطبيق اتفاقية التجارة الحرة للقارة الافريقية التي تضم أغلب دول الاتحاد الأفريقي، من أجل إزالة العوائق الجمركية أمام المنتجات المصرية المصدرة للدول الأفريقية، مشيرا إلى أن مصر تعمل علي تنظيم مؤتمرات اقتصادية خاصة بالقارة الافريقية بهدف تدعيم العلاقات بين مصر ودول القارة السمراء.
وأكد الخبير الاقتصادي، أن هناك شركة مصرية بالفعل جاري إطلاقها في القارة الأفريقية للعمل علي إزالة المعوقات التصديرية في 6 دول أفريقية، حيث يقترح على الشركات والمصانع المصرية وبالتعاون مع الحكومة المصرية في انشاء معارض مصرية دائمة في القارة الأفريقية في المدن ذات الكثافة السكانية العالية والأبرز إقتصادًيا في القارة بهدف التغلب على عائق تسويق المنتجات المصرية.
إطلاق خط ملاحي يعمل علي الربط بين مصر والقارة الافريقية
وأشار إلى أهمية دعم القطاع المصرفي في تقديم حوافز وتسهيلات ائتمانية لدعم المصدرين للقارة الافريقية تحديدًا من خلال برامج تمويل مناسبة، مؤكدا على ضروروة إطلاق خط ملاحي يعمل علي الربط بين مصر والقارة الافريقية، وبالتالي تسهيل حركة نقل البضائع للقارة، من خلال التعاون مع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا ووزارة التجارة والصناعة ومكاتب التمثيل التجاري المنتشرة في القارة لدراسة كافة احتياجات السوق والمجتمع الافريقي وتحويل الفرص التصديرية الي واقع ملموس .
وأكد على أهمية دراسة التجارب العالمية للدول المصدرة للقارة ' كصين وفرنسا والهند ' لإيجاد حلول علمية والاستفادة منها من أجل النفاذ إلى الأسواق الإفريقية.