شهدت أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، في مصر، انخفاضا بمقدار 4 جنيهات وسجل عيار 21 وهو الأكثر تداولًا في مصر 799 جنيه للجرام.
وتخضع أسعار الذهب لعامل العرض والطلب، ويلقى السوق العالمي للذهب خلال الفترة الأخيرة إقبالًا، نتيجة مخاوف المستثمرين من التوجه ناحية الاستثمار في السندات، بفضل تراجع العائد المنتظر منها، ويعتبر الذهب الأكثر استقرارًا، والملاذ الآمن للغالبية العظمي من الاقتصاديين.
ويرى د.رمزى الجرم، الخبير الاقتصادي، أن بدء توزيع لقاح كورونا في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوربية، والحزم التحفيزية للاقتصاد الأمريكي، التي تم الإعلان عنها، وسيتم تطبيقها في الأجل القريب، كان لها دور كبير في تراجع الطلب على الملاذات الآمنة ومن بينها المعدن الأصفر، حيث انخفض سعر الذهب بمقدار 5 جم في السوق المحلي، بعد تراجع سعر أوقية الذهب عالمياً عند مستوى 1830 جم، بسبب وجود ركود شديد في الأسواق العالمية.
وأوضح 'الجرم'، في تصريح لـ'أهل مصر' ؛ أن استمرار انخفاض أسعار الذهب على هذا النحو؛ سوف يكون له انعكاسات إيجابية على أداء القطاعات الأخرى في الاقتصاد؛ نتيجة توجيه الأموال نحو الاستثمار في تلك القطاعات ، دون توجيها إلى قطاع واحد فقط، لضخ تلك الاستثمارات بها، خصوصاً في ظل حالة الكساد الذي يواجه الاقتصاد العام.
وأشار إلى أن سعي الحكومة بين وقت وآخر، نحو تَبني سياسة تَحفيز الاستهلاك، لزيادة الطلب الكلي على السلع والخدمات، بهدف زيادة معدل دوران عجلة الإنتاج، فضلا عن أن الاستثمار في الذهب، ورغم أنه استثمار آمن وواعد على المستوى الشخصي؛ إلا أن استئثار الاستثمار فيه بشكل كبير للغاية، وحرمان القطاعات الأخرى، سوف يكون له انعكاسات سلبية شديدة الخطورة على المستوى الجَمعي، نتيجة عدم قدرة الاستثمار في المعدن النفيس، في دعم خطة الدولة نحو النمو المستدام ومحاربة البطالة وزيادة دوران عجلة الإنتاج، وتحقيق العدالة الضريبية بين المواطنين المخاطبين بأداء عبء الضريبة العامة.
وتوقع استمرار حالة الانخفاض في أسعار الذهب خلال الفترة القادمة، نتيجة تعافي الاقتصاد العالمي، وتعايش العالم مع تداعيات فيروس كورونا.