تحديث واتساب.. سرقة البيانات بموافقة المستخدم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أثار إعلان تطبيق واتساب فرض مشاركة البيانات مع تطبيقات ومنتجات فيسبوك قلق المستخدمين خلال الأيام الماضية بعدما اعتبرها الكثيرين اختراق للخصوصية خاصة أن رفض ذلك التحديث سيؤدي لحذف التطبيق حسابات مستخدميه .

وزاد ذلك من فضول المستخدمين حول تغيير آليات سياسة التطبيق ونوعية المعلومات التي سيشاركها وتأثيرها على سرية بياناتهم وإلى أي مدى يحد ذلك من التزامه نحو الحفاظ على الخصوصية وسلامة الرسائل وتأمينها وتشفيرها بما يعني أن المستخدمين يروا أن التحديث سلبي التأثير على بياناتهم.

وفي ذلك الصدد تعاونت "أهل مصر" مع نخبة من محللي البيانات العالميين بموقع TECHCRUNCH.COM المتخصص بتقنيات المعلومات ليجيبوا عن أبرز استفسارات مستخدمي التطبيق موضحين إن واتساب سيحتفظ ببعض المعلومات التي تساعده في خدمة التطبيق ومعالجة بيانات وغيرها من المعلومات التي ستساعده في إدارة الأنشطة التجارية مثل (أرقام هواتفك - مزود خدمة الإنترنت - عنوان ال server..وغيرذلك).

كما سيشارك التطبيق أي ارتباطات بجهاز الهاتف مع المنتجات التابعة لفيسبوك والذي يعني مشاركة بيانات المستخدم مع منتجات فيسبوك كلها (Facebook - Instagram- Snapchat - WhatsApp ...) بما يعني أن ذلك التحديث يتضمن مفهوم جديد من الخصوصية حيث أوضحته الدراسات العلمية في إطار تطور عصر رأسمالية المراقبة.

وتجاوز الأمر بذلك خوارزميات تحليل البيانات لفيسبوك الموضوع والتي كانت تظهر اعلان اي منتج أو علامة تجارية معينة على فيسبوك أو انستجرام ..فور الحديث عنها في غرف الدردشة أو البحث عنها على محاكات البحث المختلفة .

وجاء التحديث الجديد لواتساب ليكشف الإعلان عن مشاركة تلك البيانات بكل وضوح بعدما كان يتم جزء كبير منها في الخفاء.

وبعد حصول الفيسبوك وواتساب على تلك البيانات سيتم تخزينها على سيرڤرات، ثم يتم التعامل معها ومعالجتها بتقنية الذكاء الاصطناعي ليكون ناتج تلك البيانات "منتقي" بعناية حيث يتم اختياره وتحديده بدقة بما يساعد تلك التطبيقات في التنبؤ بسلوك المستخدم على أي مستوى ولن يقتصر على السلوك الشرائي فقط.

ومع ذلك قد لايرى البعض أدنى ضرر يقع على الفرد طالما تم تأمين رسائله وحماية بياناته والحفاظ على سريتها خالص لكن المشكلة هنا إن شركات تلك التطبيقات مع الكم الهائل من تلك البيانات وبعد معالجتها ستمتلك أغلبية التوقعات الاقتصادية والسياسية والثقافية كما سيكون لديها القدرة على التنبؤ بالسلوك المستخدمين وبالتالي إمكانية توجيهه لسلوك معين تمت موافقة المستخدم عليه بشكل قانوني ومعلن مسبقاً.

وعلق الدكتور محمد حجازي رئيس لجنة التشريعات والقوانين السابق بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات "أن تطبيقات تليجرام وسجنال وإن كانت أفضل من واتس اب من ناحية التأمين نظرا لاستخدامها تكنولوجيا التشفير بطريقة أكثر فعالية إلا إنها أيضا تستخدم بيانات المستخدمين موضحا أن الأمر لا يستحق تلك الضجة باعتبار كل تطبيقات المراسلة المجانية تقوم بتسجيل بيانات مستخدميها بصورة تلقائية حيث لا يوجد في العالم خدمة أو سلعة مجانية وبالتالي يجب النظر لما يتم سداده مقابل استخدامنا المجاني لتلك التطبيقات".

من جانبه قال المهندس وليد حجاج خبير أمن المعلومات إن التحديث الجديد لواتساب سيؤدي لتخزين المعلومات حيث سيمثل عملية تجسس على المستخدمين بجانب بيزنس لأنه سيقوم بتسجيل البيانات لدى شركة الفيسبوك باعتبارهم شركة واحدة.

وأكد حجاج في تصريحات لـ"أهل مصر" أن تحديثات الواتس آب الجديدة جاءت ردا على تحديثات شركة أبل الأخيرة التي استهدفت حماية بيانات المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي.مضيفا أن هذا الأمر يحدث في العالم أجمع إلا أوروبا والمملكة المتحدة.

ونصح حجاج الملقب بصائد الهاكرز المستخدمين بإزالة التطبيق تماما من الهاتف وتعطيل للحساب تماما وليس مسحه من الجهاز.مشيرا إلى أن قيود استخدام التليجرام أقل بكثير من واتساب ويمكن استخدامه من على الكمبيوتر بدون الهاتف.

من جانبها علقت واتساب في بيان رسمي حول الأمر قائلة "كما سبق وأعلنا في شهر أكتوبر الماضي، يعمل تطبيق واتساب على مساعدة المستخدمين في إجراء عمليات الشراء بالإضافة إلى الحصول على خدمات الأعمال مباشرة عبر التطبيق، فبينما يستخدم معظم الأشخاص تطبيق واتساب لإجراء محادثة مع الأصدقاء والعائلة، يتزايد عدد المستخدمين الذي يحاولون الحصول على خدمات الأعمال أيضًا".

وأضافت، "ومن أجل المزيد من الشفافية.. قمنا بتحديث سياسة الخصوصية بحيث يمكن للشركات التي ترغب في تقديم خدماتها عبر تطبيق واتساب مستقبلاً اختيار تلقي خدمات استضافة آمنة من خلال شركتنا الأم "فيسبوك" بهدف تيسير إدارة تواصل تلك الشركات مع عملائها عبر تطبيق واتساب. مع ذلك، يظل لدى مستخدم واتساب حرية الاختيار ما إذا كان يرغب في التواصل مع إحدى الشركات عبر التطبيق أو لا يرغب في ذلك".

وتابعت "لا يتسبب هذا التحديث في أي تغيير فيما يتعلق بممارسات مشاركة البيانات عبر واتساب مع فيسبوك، كما لا يؤثر إطلاقًا في خصوصية تواصل المستخدمين مع أصدقائهم أو عائلاتهم في جميع أنحاء العالم، وتؤكد شركة واتساب التزامها التام بحماية خصوصية مستخدمي التطبيق".

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً