استمر تسليط الأضواء خلال الأسبوع على البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث تفاعل المستثمرون مع نتائج اجتماع اللجنة الفيدرالية وتصريحات عدد من مسؤولي البنك.
تعرضت سندات الخزانة الأمريكية لخسائر على مستوى جميع الآجال، بينما حققت مؤشرات الأسهم العالمية مكاسب هذا الأسبوع، وانخفض معدل تقلب الأسواق إلى مستويات ما قبل تفشي جائحة فيروس كورونا نتيجة هدوء مخاوف الأسواق من شبح تشديد الاحتياطي الفيدرالي لسياسته النقدية.
وكان هذا الأسبوع مليئًا باجتماعات السياسة النقدية في الأسواق الناشئة مع اتجاه عدد من البنوك المركزية إلى تشديد سياستها النقدية.
تحركات الأسواق
سوق السندات:
تعرضت سندات الخزانة قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل إلى خسائر، وتكبدت السندات ذات الآجال الأطول خسائر أكبر، وذلك بسبب تحذير بعض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي من أن معدلات التضخم والتي جاءت أعلى مما كان متوقعًا قد تستمر لفترة طويلة.
تعرضت سندات الخزانة لأجل 10 أعوام لخسارة وذلك للمرة الأولى في خمسة أسابيع، مع تجاوز مؤشر عائد سندات الخزانة لأجل 10 أعوام المستوى النفسي البالغ 1.50%.
العملات:
جاء أداء مؤشر الدولار هذا الأسبوع أقل من أداء معظم نظرائه في مجموعة العشرة الكبار، حيث أنهى الأسبوع أقل من أعلى مستوياته في شهرين، وذلك بسبب ركود الإنفاق الشخصي في مايو مع ارتفاع الأسعار. ارتفع اليورو بنسبة 0.60% على خلفية ضعف الدولار، كما ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.50% بسبب ضعف الدولار، على الرغم من انخفاضه في نهاية الأسبوع بسبب اتجاه بنك إنجلترا إلى استمرار السياسة التيسيرية. وأنهى الذهب هذا الأسبوع على ارتفاع للمرة الأولى منذ شهر بسبب انخفاض مؤشر الدولار.
العملات الرقمية المشفرة:
لعبت حملات الصين المستمرة ضد العملات الرقمية المشفرة دورًا كبيرًا في هبوط قيمة العملة الرقمية الأسبوع الماضي، وذلك بعد إعلانها أنها ستكثف جهودها لمنع عمليات تعدين العملات الرقمية المشفرة.
وأدت جهود الصين إلى انخفاض يبلغ 300 مليار دولار من إجمالي القيمة السوقية للعملات الرقمية، حيث كسرت عملة البيتكوين مستوى الدعم الرئيسي للعملة والبالغ 30,000 دولار، يوم الثلاثاء قبل أن تعوض جزءاً من خسائرها لاحقًا لتنهي الأسبوع على انخفاض بنسبة 9%.
أسواق الأسهم:
شهدت مؤشرات الأسهم العالمية انتعاشاً قوياً بعد هبوطها الاسبوع الماضي نتيجة عمليات البيع المكثفة التي شهدتها الأسواق عقب اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة حيث يأمل المتداولون أن يساعد الاتفاق حول البنية التحتية بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، والذي أعلن عنه الرئيس بايدن، على تعزيز النشاط الاقتصادي للبلاد.
ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500 بنسبة 2.74% ليصل بذلك إلى مستويات قياسية جديدة في نهاية الأسبوع، ويسجل بذلك أفضل مكاسب أسبوعية له منذ فبراير بعد انخفاض المؤشر عن متوسطه المتحرك لمدة 50 يومًا للمرة الأولى منذ شهور.
على غرار ذلك، ارتفع مؤشر ناسداك المركب Nasdaq Composite للأسهم التكنولوجية الكبيرة بنسبة 2.35%.
في غضون ذلك، ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي Dow Jones بنسبة 3.44%، ليشهد بذلك أكبر انتعاش بين المؤشرات الرئيسية.
انخفض مستوى تقلب الأسواق بشكل كبير بعد ارتفاعه في الأسبوع الماضي، حيث انخفض مؤشر VIX لقياس توقعات تذبذب الأسواق بمقدار 5.08 نقطة ليصل إلى 15.62 نقطة.
ويقف مؤشر VIXعند مستويات ما قبل تفشي جائحة كورونا، ولا يزال أقل من متوسطه في عام 2021 البالغ 20.67 نقطة.
وبالانتقال إلى الأسواق الأوروبية، اتبع مؤشر STOXX 600 خطى نظرائه في الولايات المتحدة، حيث ارتفع بنسبة 1.23% مع احتمالية حدوث انتعاش اقتصادي ذو وتيرة ثابتة.
ارتفع مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة MSCI EM stocks بنسبة 1.35%، متماشياً مع الأسهم العالمية.
كانت أسهم الأسواق الناشئة في حالة تأهب في بداية الأسبوع مدفوعة بانخفاض الأسهم الآسيوية بعد توجيهات بنك الاحتياطي الفيدرالي بتشديد السياسة النقدية الأسبوع الماضي، كما عانت أسهم العملات الرقمية المشفرة في الصين بعد إشارة بنك الشعب الصيني إلى أنه سيزيد من إجراءاته الصارمة، ومن ثم، انعكست الخسائر بسرعة في منتصف الأسبوع حيث تعافت الأسهم الآسيوية بشكل كبير، لا سيما الأسهم الكورية الجنوبية التي حققت مكاسب كبيرة في مؤشر ناسداك، بدعم من أسهم تكنولوجية عملاقة.
كما انتعشت الأسهم الصينية متزامنة مع الأسهم الأمريكية ومع تركيز المستثمرين على حقيقة أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لن يرفع أسعار الفائدة قريبًا.
البترول:
واصلت أسعار النفط ارتفاعها، حيث صعدت للأسبوع الخامس على التوالي، مسجلة بذلك أطول سلسلة ارتفاعات لها منذ ديسمبر، ووصلت بذلك إلى أعلى مستوى لها في عامين وسط اتساع قوي في الصناعة العالمية ونقل البضائع، ومع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على القاضي الإيراني المتشدد حيث أثارت المزيد من الشكوك حول الصفقة النووية، ومع ورود تقارير البيانات القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) انخفاضًا في مخزون النفط الخام للأسبوع الخامس على التوالي، حيث انخفض مخزون النفط الخام الأمريكي بمقدار 7.6 مليون برميل الأسبوع الماضي ليصل إلى 459.1 مليون برميل.
إضافه إلي ذلك، تراجعت مخزونات النفط الصينية إلى 934.8 مليون برميل اعتبارًا من 24 يونيو، وهو أدنى مستوى لها منذ أوائل فبراير.
وتجدر الإشارة إلى أن أسعار النفط الخام تجاوزت 75 دولارًا، وهو المستوى الذي شوهد آخر مرة في أكتوبر 2018.