ناقشت جلسة تكنولوجيا المستقبل للمستشفيات الجامعية وصحة المواطن، المقامة على هامش اليوم الثاني من المعرض والمؤتمر الدولي للتكنولوجيا للشرق الأوسط وإفريقيا CairoICT أبرز جهود القطاع الصحي لسلك مسار تكنولوجيا المعلومات وسعيه لتوطين الأدوات الرقمية بهدف تسريع وتطوير العملية العلاجية وتحسين كفاءة علاج المرضى فضلا عن بحث دور القطاع الخاص من المؤسسات العلاجية والشركات في المشاركة في تعزيز المنظومة وإنتاج حلول تقنية تدعم الدولة في رحلتها نحو تحقيق أهدافها في الوصول إلى الاستدامة الطبية.
حجم المستشفيات الجامعية
وقال حسام عبد الغفار - أمين عام المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية أن هناك نحو ١٢٠ مستشفى جامعي في مصر تضم نحو ٣٦ ألف سرير تمثل ثُلث عدد الأسّرة في مصر ١٣٤ ألف مضيفا أنها تستقبل نحو ٢٠ مليون زائر سنويا يتم حجز منهم ٣ ملايين مريض فيستقبل مستشفى الطوارئ القصر العيني وعين شمس نحو مليون متردد سنويا كما تقدم تلك المستشفيات نحو أكثر من ٦٠٪ من العمليات المتخصصة كالقلب والكبد والكلى وغير ذلك.
وأكد عبد الغفار أن القطاع الصحي يشكل نحو ٥٪ من إجمالي الانبعاثات الكربونية يشكل ٤٠٪ من تلك النسبة رحلة المريض للحصول على العلاج من المنزل إلى المستشفى موضحا أن تلك النسبة كبيرة جدا لتصدر من قطاع الصحة مما يفرض مواكبة التوجه للمستشفيات الخضراء لتقليل رحلة المريض من خلال الاعتماد على الأدوات الرقمية في العلاج مثل التشخيص عن بعد وإصدار الملف الطبي الإلكتروني وإرسال الداتا الطبية والتحاليل أون لاين بالإضافة إلى تطبيق الأشعة الرقمية والاستعلام التليفوني.
جلسة تكنولوجيا المستقبل للمستشفيات الجامعية وصحة المواطن
مبادرة التشخيص
واستعرض عبد الغفار مشروع تلي ميدسين الذي يتم تنفيذه بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات موضحا أن أن المرحلة الأولى من مبادرة التشخيص عن بعد تعمل بطاقة 150 وحدة للتشخيص، وذلك ضمن الـ300 وحدة المستهدف إنشاؤها بمختلف محافظات متابعا أنه تم عرض الحالات على الاستشاريين والأخصائيين لتشخيص الحالة المرضية فى أى وقت وأى مكان، من خلال التطبيقات والتقنيات الحديثة، وذلك فى وجود طبيب وسيط بالوحدة، مضيفا أنه ذلك المشروع يهدف لخفض الأعباء المالية التي تتحملها الدولة دون المساس بالمريض الذي يعتبر خارج الأعباء المالية للعلاج.
وأوضح الدكتور هشام فاروق مستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي للتحول الرقمي توحيد ملف طبي موحد لكل مريض على مستوى الجمهورية بهدف تسهيل تقديم الخدمات الصحية لكل المواطنين على مستوى الجمهورية من خلال توفير البيانات اللازمة لخدمة البحث العلمي.
المنظومة الصحية
وأكد فاروق أن المشروع يساهم في إغلاق أبواب الفساد والحفاظ على مقدرات الدولة عن طريق تتبع جميع عناصر المنظومة الصحية تعظيم الاستفادة من الأجهزة الطبية وعدم تكرار الصرف وعدم تكرار شراء الأجهزة داخل نفس الرقعة السكانية عمل حصر لجميع الأجهزة والخدمات الطبية في جميع المستشفيات الجامعية لخدمة القطاع الصحي كذلك إدارة الموارد الطبية والبشرية في القطاع الصحي.
كشف اللواء حازم سعفان - الرئيس التنفيذي لشركة الدلتا للإلكترونيات أن شركته نفذت المرحلة الأولى من عقد الاختبارات الجامعية لكليات القطاع الطبي في نحو ٢٧ جامعة مضيفا أن الشركة تستهدف المساهمة في التحول الرقمي مع وزارة التعليم العالي كذلك زيادة نشاطها بمجال الصحة خاصة بعد ميكنة المستشفيات الجامعية والتي بلغ عددها نحو ٧٩ مستشفى والتي وصلت إلى المرحلة الثالثة.
وتابع سعفان أن الشركة حصلت مؤخرا على رخصة التوقيع الالكتروني والتي تستهدف تطويعها لخدمة المرضى في استخراج الملف الصحي إلكترونيا متابعا أن تلك الخدمة ستساهم في تسهيل الخدمات الصحية بنسبة كبيرة وهو ما يشكل طرفي المعادلة الصعبة لاستضافة البيانات وتأمينها في نفس الوقت.
من جانبه استعرض الدكتور ريك مناسا - الرئيس التنفيذي للشركة هيلث كير بكندا عدد من الحلول والتجارب التي يتم تنفيذها خارج مصر قائلا أن شركته تشارك في بناء نظام تقني في كندا يعتمد بالكامل على الاونلاين دون معاملات بشرية فلا يحتاج الى الورق وبدأت تستخدمه ٣٥ دولة حول العالم أيضا وضرب مثالا بأن الحكومة هناك تتجه لتقليل دعم اية مستشفى في حالة عودة المريض للعلاج بها خلال ٣٠ يوم مرة أخرى لاعتبارها غير مؤهلة لتنفيذ العلاج على جودة عالية.
الذكاء الاصطناعي
وأكد ريك مناسا أنه يتم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في إنتاج تطبيقات الهاتف الذكي او نظام تقني لتقديم الدواء للمريض إلى أقرب محطة استلام مع التعاون بين كل الجهات المنوطة بعلاج المريض _ وتشمل المستشفى ومقدم العلاج ومركز الاشعة وغيرها_ في نظام واحد، موضحا أن المانيا لديها اكبر عدد المسنين بعد اليابان فيه بدأت تتجه للصحة الرقمية من خلال رقمنة المستشفيات وعمل تخطيط وترتيب لرحلة المريض لتلقي العلاج منذ ولادته بإنشاء ملف طبي منذ تلقي التطعيم الطفولة وتسجيل اي موقف صحي لتمكين اي طبيب في أي وقت وأي مكان من علاج العلاج اعتمادا على الملف الطبي الإلكتروني للمريض.
وقالت سحر قنديل - مدير قسم التحول الرقمي ، جامعة عين شمس أنه تم رقمنة ٦ مستشفيات من أصل ١٤ مستشفى تابعة لمستشفى عين شمس الجامعي مؤكدة أن ثقافة التعامل الإلكتروني هي التحدي الأكبر والصعوبة الأبرز في رحلة علاج المرضى في مصر خاصة مع حاجته لتغيير طريقة التعامل الأساسي التي هو اعتاد عليها بالاصل إلى أخرى جديدة معتمدة كليا على وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الوقت الذي يجب أن تراعي قدراته الفكرة ومستواه التعليمي
التحول الرقمي
واضافت سحر أن التحول الرقمي بالمستشفيات أصبح ضرورة ملحة للعاملين بالمنظومة الصحية والتعليمية من أجل مواكبة التطور التكنولوجي السريع للعصر الحالي مشيرة إلى أن الطريق الأساسي لإعداد الطبيب الرقمي هو توطين ادوات تعليمية رقمية ومعلوماتية لبناء القدرات للأطباء في مستقبل مصر الجديدة.
وأشار طارق وهبة - المدير التجاري لشركة السويدي ديجيتال إلى ان صناعة الرعاية الصحية شهدت تغيرات ثورية بقوة دفع التكنولوجيا والابتكار مؤكدا أن شركته تتعاون مع كبار مشغلي خدمات الاتصالات لتقديم مراكز البيانات لدعم قطاعات عديدة من بينها قطاع الصحة الرقمية ومن المتوقع أن يسهم تطوير قطاع الرعاية الصحية في فتح قنوات جديدة للعلاج مع خفض التكاليف بما يعود في النهاية بالنفع على الدولة والمواطن.
انعقدت الجلسة ضمن فعاليات الدورة السادسة والعشرين للمعرض والمؤتمر الدولي للتكنولوجيا في الشرق الأوسط وإفريقيا Cairo ICT، والمنعقد على مدار 4 أيام متتالية في الفترة من 27 إلى 30 نوفمبر الجاري، داخل مركز مصر للمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة.
معارض خارجية
جدير بالذكر أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي هي ضيف شرف الدورة الحالية لمعرض ومؤتمر Cairo ICT 2022، والتي انطلقت تحت شعار Leading Change ، وتركز على التطور الهائل الذي شهده قطاع التقنية في مصر والمنطقة على مدار ربع قرن.
ويتضمن الحدث مشاركة أكثر من 200 متحدث ويصاحبه إقامة عدة معارض ومؤتمرات تكنولوجية متخصصة هي PAFIX و DSS، وSATCOM، وINSURETECH، وManuTech وStartup Africa، وConnecta، والحدث يحظى برعاية مجموعة 'بنية'، و'إي فاينانس'، و'هواوي'، ودل تكنولوجيز، والبنك التجاري الدولي CIB، وسيسكو، ومايكروسوفت، وفورتينت، وأورنچ مصر.