لا يزال سوق الذهب في مصر يمثل لغزا كبيرًا عصيًا على الفهم، فعلى الرغم من الخسائر الفادحة التي لحقت بالأصفر الرنان خلال الشهر الماضي، وهي خسائر مستمرة منذ نحو عام في السوق العالمي، إلا أن تجار الذهب في مصر يصرون على تسعير الذهب بشكل يجعل السوق المصري خارج أي ضوابط حسابية.
الذهب يتجه لتحقيق أكبر الخسائر
وحتي ساعة كتابة هذا التقرير فقد يتجه الذهب لتحقيق أكبر خسائره في شهر وسجلت بورصة السبائك في لندن سعر 1835 دولار للاوقية عيار 24 زنة 33.3 جرام، وهو ما يعني أن سعر الجرام من الذهب عيار 24 دولار هو 55.1 دولار أمريكي، وهو ما يعني أن سعر جرام الذهب عيار 24 يجب إلا يزيد في السوق المصري عن 1680 جنيها، بينما حدد تجار الذهب سعر جرام الذهب وقت كتابة التقرير استنادا لبيانات بورصة السبائك في لندن سعر جرام الذهب عيار 24 بدون ضريبة أو مصنعية ب 1937 جنيها بزيادة نحو 18%، عن سعر السوق العالمي للسعر العالمي طبقا لبيانات الأسعار المباشرة من سوق القطع أو السبائك في لندن.
غياب الشفافية في سوق الذهب المصري
الزيادة في سعر جرام الذهب محليا بنحو 18% مقارنة بالسوق العالمي يفتح باب التساؤلات حول سياسات الاحتكام وغياب الشفافية في سوق الذهب المصري واستغلال كبار التجار لعدم قدرة المواطن المصري على الوصول بسهولة لبيانات أسواق الذهب العالمية، ويستغل تجار الذهب هذه الأوضاع لتسعير المعدن الأصفر عشوائيا بشكل يجعل تجار الذهب يحققون أرباحا خيالية من فارق التسعير حتي قبل إضافة المصنعية والدمغات والضرائب، وهو ما يجعل السوق المصري للذهب سوقا عشوائية بامتياز.
وعلى صعيد توقعات سوق الذهب خلال الفترة المقبلة، فإن استمرار سعر الاوقية تحت مستويات 1850 دولار سوف يعزز من الاتجاه النفسي للمضاربين على المعدن الاصفر في اتجاه الهبوط تحت مستوى الدعم 1800 دولار للاونصة ثم إلى مستوى الدعم الثاني عند 1780 للاونصة وإذا كسر المستوى الاخير فسوف ينهار سعر المعدن الاصفر ليلامس مستويات الـ 1600 دولار وهو السعر العادل له حتى في ظل دعم الفيدرالي الأمريكي للدولار.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
