الحرب تقتل الاقتصاد.. خبراء: ستفقد مصر موارد النقد الأجنبي من ملفي الاستثمارات المباشرة والسياحة وقناة السويس

يستمر العدوان الإسرائيلي الفلسطيني منذ يوم 7 أكتوبر وحتى الآن، ما أدى إلى تغلل الخوف والقلق حول المنطقة العربية بأكملها، وأثار العديد من التساؤلات داخل الشارع المصري حول هل ستدخل مصر في حرب، هل تتحمل الدولة المصرية عواقب دخولها حرب في الوقت الراهن؟.

وفي هذا الصدد، قال الخبير الاقتصادي الدكتور السيد خضر، إنه بالتأكيد الحروب والصراعات العسكرية والأحداث الجيوسياسية لها تأثير كبير على الاقتصادات خاصة الاقتصاديات الناشئة ومع بداية تصعيد الحرب على قطاع غزة أدت إلى صعود أسعار النفط، كما ارتفع معها أسعار الذهب والدولار الأمريكي والين الياباني، نظرا لكونها ملاذات آمنة للمستثمرين في أوقات المخاطر الجيوساسية والأزمات.

الخبير الاقتصادي الدكتور السيد خضر

تأثير البورصات العالمية والاستثمارات غير المباشرة بسبب حرب غزة

وأشار خضر في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، بأنه وبالنظر إلى تلك الارتفاعات المحدودة التي شهدتها هذه الأصول في البورصات العالمية، و تطورات الأحداث فى المنطقة سيؤثر على الاستثمارات غير المباشرة خاصة البورصات العربية بسبب خلق أزمة المخاوف، وحدوث تأثير واسع النطاق على أسواق المال العالمية بما سيحدث لأسعار النفط، إذا أن صعود أسعار الخام الأسود لسبب أو لآخر، نتيجة للصراع سيؤدي إلى تجدد الضغوط التضخمية في العالم، الأمر الذي سينعكس في استمرار الضغوط على السياسات النقدية وارتفاع عوائد السندات، وبالتالى هبوط أسواق الأسهم خلال الفترة المقبلة ، وقد يكون لها تأثير جزئى على الاقتصاد المصرى من خلال التأثير على الاستثمار والأعمال، حيث الحروب والصراعات العسكرية قد تؤدي إلى تراجع الاستثمارات المحلية والأجنبية في المنطقة، قد يتردد المستثمرون في ضخ رأس المال في البيئة غير المستقرة، مما يؤثر على نمو الأعمال وإنتاجية الشركات، كذلك تأثير على السياحة حيث قد تؤدي إلى تراجع حركة السياحة، حيث أن السياحة تعتبر مصدرا هاما للإيرادات وتوفر فرص عمل للعديد من القطاعات الاقتصادية، وبالتالى تراجع السياحة يمكن أن يؤثر سلبا على القطاع السياحي والشركات المتعلقة به ،تأثير على التجارة الخارجية.

طوفان الأقصى

سيتم فرض عقوبات على البلاد أو تقييد حركة البضائع عبر الحدود

وأفاد الخبير الاقتصادي، أن الحروب قد تؤثر على التجارة الخارجية لإسرائيل، وقد يتم فرض عقوبات على البلاد أو تقييد حركة البضائع عبر الحدود، مما يؤدي إلى تقليل حجم الصادرات والواردات وتعرض الشركات لتحديات تجارية، تأثير على الموارد البشرية قد تؤدي إلى تشتيت الموارد البشرية وتعطيل العمليات الإنتاجية ويتعرض العمال والموظفون للخطر ويضطرون للانتقال من مناطق الصراع، مما يؤثر على الإنتاجية والاستدامة الاقتصادية ،كذلك تأثير على الموارد الاقتصادية الحروب تستهلك موارد اقتصادية هائلة بسبب تكاليف الدفاع وإعادة الإعمار وتأمين السلامة العامة ،يمكن أن تتأثر الميزانية العامة وتزداد الديون العامة، مما يعيق النمو الاقتصادي ويجبر الحكومة على اتخاذ إجراءات تقشفية وزيادة الضرائب ،تأثير على القوى العاملة الحروب تخلف آثارا سلبية على سوق العمل، حيث يزداد عدد العاطلين عن العمل ويتضرر آلاف العمال والشركات بسبب التدمير والفوضى الناجمة عن الصراعات، لكن إذا استمرت تلك الحرب لفترة طويلة سيكون لها تداعيات خطيرة على الاقتصاديات فى المنطقة ليس فقط الاقتصاد المصرى ولكن ستنال العالم أجمع.

دور مصر تجاه القضية الفلسطينية

ومن جانبه، قال ياسين أحمد الخبير الاقتصادي، أن مصر تلعب دوراً محورياً تجاه القضية الفلسطينية منذ حرب ١٩٤٨ حتي الآن وهي تسعي دائما في مساعدة الشعب الفلسطيني ودعم حقوقهم المشروعة والعيش في دولة مستقلة بهم مثل كل الشعوب.

وأشار ياسين في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أن مصر شاركت في حرب ١٩٦٧ وانتهت بنكسة عربية وتوغل إسرائيل في مناطق فلسطينية بشكل أكبر، وشاركت في حرب ١٩٧٣ وانتهت بانتصار مصر وسوريا في استعادة الأراضي التي توغلت عليها إسرائيل بعد النكسة، وبعدها شاركت في العديد كن مؤتمر ومفاوضات للسلام ووقعت مصر اتفاقيات لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في بعض المناطق الفلسطينية.

ياسين أحمد الخبير الاقتصادي

وتابع ، 'بعد عملية طوفان الأقصى التي إمتدات من يوم ٧ أكتوبر الجاري حتي يومنا هذا، واشتد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بقوة وخسائر بشرية ومادية ومعنوية كبيرة للطرف الفلسطيني، اشتد الحصار الإسرائيلي لغزة الامر الذي ادى الي تصعيد الموقف تجاة الجانب الفلسطيني وهو من يتحمل الاعباء وحده ، لا تستطيع مصر ان تتدخل بشكل مباشر في الحرب ضد الجانب الإسرائيلي نظرا لتبعات الحرب وسوف تكون حرب عالمية جديدة سيقع ضحاياها الشرق الأوسط وسوف تكون معركة تصفية حسابات بين الدول علي حساب دولنا العربية بالأخص فلسطين ومصر وسوريا والأردن ولبنان كما لن تستطيع مصر الدخل في حرب إلا إذا استدعى الأمر بذلك في حالة قيام إسرائيل بتهجير الفلسطينيين اجبارا إلي سيناء، لأن هذا يخل بالأمن القومي المصري، ولكن عند قيام حرب مع مصر في هذه الفترة ستكون خسائرها أكبر من مكاسبها في ظل الظروف الراهنة للاقتصاد المصري وعدم تحملة لأي أعباء مالية جديدة'.

حرب غزة

وأكد الخبير الاقتصادي، بأنه في حالة دخول مصر حرب ستفقد مصر موارد النقد الأجنبي من ملفي الاستثمارات الأجنبية المباشرة والسياحة قناة السويس باعتبارهما مصادر الدخل القومي للاقتصاد المصري.

الخسائر التي لحقت بالاقتصاد المصري بعد عملية طوفان الأقصى

وتعتبر الخسائر المباشرة على مصر هي فقدان السياحة الإسرائلية وهى نسبة ليست قليلة، حيث أن عدد السياح وصل فى العام الماضى إلى ١٣مليون سائح بينهم ما يزيد عن ٧٠٠ ألف سائح إسرائيلى وهذا سيقلل من إيرادات السياحة والدخل القومي للاقتصاد المصري.