قال راجي حلمي محمود، خبير أسواق المال، إن الفترة الأخيرة تشهد إقبالاً كبيرًا من البنوك على شراء الذهب، حيث يتساءل الكثيرون عن الأسباب وراء هذا الاهتمام القوي بشراء الذهب من قبل البنوك، موضحاً أن الذهب يعتبر من أقدم وأثمن المعادن على وجه الأرض، فهو له أهمية استثمارية وثقافية كبيرة منذ العصور القديمة.
المحافظ الاستثمارية
وأوضح الخبير الاقتصادي، إن البنوك تستخدم عادة لشراء الذهب من أجل تنويع محافظها الاستثمارية، حيث يُعتبر الذهب أحد الأصول الآمنة والمضمونة لحفظ القيمة، ففي حالة تدهور الاقتصاد أو اضطرابات سياسية، يكون للذهب قدرة كبيرة على المحافظة على قيمته وحماية رأس المال، لذا يعتبر الذهب استثمارًا آمنا ومناسبا للبنوك لتعزيز سيولتها ومواجهة المخاطر المحتملة.
وأكد أنه بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر الذهب أحد الأصول غير المرتبطة بالأسواق المالية، مما يضفي عليه سمة استثمارية فريدة وآمنة، ويمكن للبنوك شراء الذهب واستخدامه لتعزيز قدرتها على تحقيق العائد المستقل عن تقلبات السوق المالية وبالتالي يمكن للذهب أن يكون وسيلة فعالة لتحقيق التوازن وتنويع الاستثمار.
وأضاف أن إقبال البنوك يتعززعلى شراء الذهب أيضًا بسبب الطلب المتزايد على هذا المعدن الثمين، فمع انتشار التسوق عبر الإنترنت والعولمة المتسارعة، يشهد الطلب العالمي على الذهب ارتفاعا ملحوظًا، وهنا يلعب دور البنوك في تلبية هذا الطلب، حيث تستخدم شراء الذهب كوسيلة لتلبية احتياجات العملاء وتقديم خدمات مصرفية شاملة.
تعزيز السيولة
وأضاف أنه من الجوانب الأخرى التي تشجع البنوك على شراء الذهب بقوة هو الأثر الإيجابي على سمعتها وسمعة البلد نفسها، فالذهب يعتبر رمزًا للثروة والاستقرار، وبالتالي يمكن أن يؤثر امتلاك البنوك لكميات كبيرة من الذهب على ثقة العملاء ومستوى الثقة العامة في الاقتصاد، كما يمكن لامتلاك البنوك للذهب أن يزيد من قدرتها على تحقيق الإيرادات من خلال تداوله واستغلال التقلبات في سعره.
وأوضح أن هناك عدة دوافع لشراء الذهب بقوة، من بين هذه الدوافع تعزيز السيولة وتحقيق التوازن والثقة، إلى جانب السعي لتحقيق الأرباح واستغلال الفرص الاستثمارية، وبما أن الذهب يعتبر أصلا آمنا ومضمونًا، فإنه يلعب دورًا مهما في تنويع المحافظ الاستثمارية للبنوك وتقديم خدمات مصرفية شاملة وموثوقة.