حالة من الجدل والغضب انتشرت بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد اطلاق شركات الاتصالات حملاتها الإعلانية الخاصة بتشجيع المنتخب الوطني، الذي يشارك في بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة في كوت ديفوار خلال الفترة الحالية ويعود السبب الرئيسي في سخط الجمهور وتهكمه على الجهود الإعلانية للشركات بعد الإعلان إلى رفع أسعار خدمات الاتصالات وتشمل باقات المحمول وكروت الفكة بنسبة 15% وباقات الإنترنت الأرضي بنسبة 33% ورسوم التعاقد على الهاتف الأرضي وباقات الهاتف الأرضي بنسبة 25%، واعتبر الجمهور أن الشركات كان يجب عليها توفير أموال الحملات الإعلانية والتسويق لصالح تطوير الشبكات وتحسين جودة الخدمة بدلا من رفع السعر على العملاء لتشكل حالة من الجدل خلال الساعات الماضية بالتزامن مع انطلاق البطولة.
أرشيفية
القرارات التسويقية
وقال أحمد البنداري، خبير التسويق الرقمي في حديث خاص لـ«أهل مصر»، إن هذه النوعية من الاعلانات تسمى مفهوم التسويق الاجتماعي الحضاري.. «Societal Marketing» ويعني أن تتخذ الشركات القرارات التسويقية بناء على مصالح المجتمع بعيدة المدى
ولا تقتصر على رغبات المستهلك ومتطلبات السوق كما أنه لا يمكن انتقاد إعلانات بطولة الأمم الأفريقية واعتبارها متشابهة وتفتقد الدعاية للمنتج، لأن هذا الاعتقاد يخالف الحقيقة خاصة مع تأثير تلك الحملات في ذهن الجمهور.
جذب العقل الباطن
وأضاف «البنداري»، في تصريحاته، أن ذلك النوع من الإعلانات يعمل على جذب العقل الباطن للمشاهد بهدف ربط العلامة التجارية بمشاعر معينة ويستمر في تغذيتها للأبد العناصر المؤثرة في الرسالة الإعلانية على رأسها أن محتوى المواد الدعائية من نوعية إعلانات التسويق الاجتماعي الحضاري، «Societal Marketing» تشهد نمو في عمليات البحث خلال مثل تلك الأحداث العالمية والبطولات المجمعة بنحو ضعفين على الأقل، فالشركات لن تجازف بخسارة أموالها في التسويق لأن الاتجاه لذلك النوع من الإعلانات في هذه التوقيتات يكون بناء عن تجربة حصدت ثمارها آلاف المرات مثل محتوى إعلان شركتي «فودافون وأورنج»، كشركات تقدم خدمات اتصالات تعتمد على شعارها (مع بعض اقوى) و(بنقربك للي يهمك) مما يولد لدى الجمهور فكرة أن الإحساس بالتضامن ينتج عنه قوة.
'البنداري' أكد أن الشركات لا يمكنها الاعتماد على تلك النوعية من المحتويات الدعائية في عمليات البيع والترويج حتى لا يفقد تأثيره فالهدف منها هو اقناع الجمهور بسعي الشركة نحو المجتمع وأهمية تنميته قبل كسب الربح وترسيخ ذلك الشعور لديه لأن الإعلان يؤثر على المبيعات بشكل غير مباشر وعلى سلوكيات الجمهور دون وعي بذلك.
مسؤولي شركات الاتصالات
من جانبهم قال عدد من مسؤولي شركات الاتصالات، إن النقد الذي تتعرض له شركاتهم على مواقع التواصل الإجتماعى خلال الفترة الأخيرة بسبب كثرة دعايتها الإعلانية لا محل له من الإعراب خصوصاً أن الشركات تخصص بنوداً منفصلة بإقرارتها المالية لميزانياتها السنوية لسد إحتياجاتها المختلفة يتم الفصل بين مخصصات الإعلانات من جهة وميزانية تطوير الخدمة وتنمية شبكاتها.
النفقات التشغيلية
وأوضح المسئولين لـ«أهل مصر» أن الميزانية تشمل عدة بنود للنفقات التشغيلية دون تأثير قطاع على آخر كما أن خدمات الشركة متقدمة بشكل هائل لتواكب إحتياجات المستخدم الحملات الإعلانية لا غنى عنها في الخريطة الإستثمارية للشركات لمخاطبة الجمهور وموافاته بأحدث العروض وتعريفه بجوانب الخدمات الجديدة التي تروج لها الشركات فهي أبعاد مكتملة لايمكن الإستغناء عنها فى جميع قطاعات الإقتصاد لذلك بدأت الشركات في البحث عن الوسائل الإعلانية الأقل تكلفة مثل شبكات التواصل الإجتماعي لاستهدف الفئات الجماهيرية المتنوعة حتى ارتفع الإعتماد الترويجي لها بنسبة تتعدى الـ60%.
4 شركات لخدمات الاتصالات
وتعمل في مصر 4 شركات لخدمات الاتصالات منهم شركة محلية وثلاث أجنبية وحسب تقرير لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عن مؤشرات القطاع التكنولوجي التقرير يصل عدد مشتركي خطوط المحمول في مصر لنحو 103.74 مليون مشترك بنهاية نوفمبر 2023 بنسبة نمو سنوي 4.64%، بينما تبلغ نسبة انتشار الهاتف المحمول 96.97%، مقابل نحو 96.73% بمعدل انخفاض سنوي بلغ 2.66%، وسجل عدد مستخدمي إنترنت الهاتف المحمول، نحو 75.8 مليون مستخدم، بنهاية يونيو بنسبة نمو سنوي بلغت 9.77%.
ووفقاً لتقرير وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، سجل عدد مشتركو خدمات الإنترنت الثابت فائق السرعة في مصر، إلى 11.75 مليون مشترك، بنسبة نمو سنوي 9.85%، بنهاية اغسطس 2023 يذكر أن، الشركة المصرية للاتصالات «وي»، تستحوذ على قرابة 81%، من حجم سوق اشتراك خدمات الإنترنت الثابت، في مصر، بنهاية اغسطس 2023.