أنهت مؤشرات الأسهم الأمريكية تداولات الأسبوع الماضي على انخفاض بعد أن سجلت مستوى قياسي جديد خلال جلسة الجمعة.
وجاءت الخسائر مدفوعة بشكل أساسي بتراجع سهم شركة إنفيديا Nvidia بنسبة 10%من أعلى مستوى له خلال تداولات يوم الجمعة، وهو ما يعني انخفاض قيمته السوقية بحوالي ربع تريليون دولار في غضون ساعات قليلة.
مؤشرات الأسهم
وأغلق مؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500(-0.26%) تداولات الأسبوع على خسائر. وشهدت ثلاثة قطاعات مدرجة ضمن المؤشر انخفاضاً، حيث تراجع قطاع السلع الاستهلاكية الكمالية (-2.59%)، وتكنولوجيا المعلومات (-1.08%)، وكذلك خدمات الاتصالات (-0.65%).
وفيما يتعلق بقطاع التكنولوجيا، سجل مؤشري ناسداك المركب Nasdaq Composite و فانج+ +FANG للشركات التكنولوجية الكبرى انخفاضاً بنسبة 1.17% و2.82% على التوالي بعد صدور تقارير تفيد بهبوط مبيعات أجهزة آيفون بنسبة 24% في السوق الصينية، أكبر الأسواق بأسيا.
ومع توسعات شركة الأدوية الدنماركية 'نوفو نورديسك'، ارتفعت قيمتها السوقية لتتجاوز شركة 'تسلا' يوم الخميس باعتبارها ضمن أكبر 12 شركة عامة من حيث القيمة السوقية.
ومن ناحية أخرى، كان مؤشر راسل 2000 للشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة هو الرابح الوحيد خلال هذا الأسبوع، ليرتفع بنسبة 0.30%، مسجلًا مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي.
أما عن تقلبات الأسواق، فقد ارتفع مؤشر VIX لقياس تقلبات الأسواق بمقدار 1.63 نقطة ليصل إلى 14.74 نقطة، أي أعلى من متوسطة البالغ 13 نقطة منذ بداية العام وحتى تاريخه.
وتجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من الانخفاض الأسبوعي، شهدت صناديق الأسهم العالمية دخول تدفقات بقيمة 84 مليار دولار خلال الأسابيع الستة الماضية، وهو أعلى مبلغ تدفقات في عامين.
المؤشرات الأوروبية
حققت المؤشرات الأوروبية مكاسب خلال هذا الأسبوع، حيث ارتفع مؤشر Stoxx 600 بنسبة 1.14% للأسبوع السابع على التوالي، مسجلًا مستوى قياسي جديد بعد أن أبقى البنك المركزي الأوروبي على معدلات الفائدة دون تغيير إلى جانب إشارته إلى أنه قد يبدأ في خفض أسعار الفائدة في شهر يونيو، ويتوقع المسؤولون بالبنك تراجع التضخم إلى مستواه المستهدف والبالغ 2% خلال العام المقبل.
وحقق 13 قطاعًا من أصل 20 مدرجين بالمؤشر مكاسب بقيادة قطاعات التكنولوجيا (+14.73%) وقطع غيار السيارات (+10.89%) والإعلام (+9.19%).
وتجدر الإشارة إلى أن مؤشر Stoxx 600 قد تجاوز مستواه الرئيسي البالغ 500 نقطة للمرة الأولى، بعد 24 عامًا من وصوله إلى 400 نقطة.
كما تفوق أداء مؤشرات الأسهم الإقليمية الأخرى، حيث ارتفع مؤشر FTSE MIB الإيطالي (+1.43%)، و مؤشر DAX الألماني (+0.45%)، وكذلك مؤشر FTSE 250 البريطاني (+1.28%)، ومؤشر CAC 40 الفرنسي (+1.18%).
الأسهم الآسيوية
تجاوز مؤشر نيكي الياباني مستوى الـ 40 ألف نقطة في مطلع الأسبوع، قبل أن يتراجع في نهاية الأسبوع.
أسهم الأسواق الناشئة
ارتفعت أسهم الأسواق الناشئة، حيث صعد مؤشر مورجان ستانلي لأسهم الأسواق الناشئة MSCI EMبنسبة 1.21% على مدار الأسبوع، ليستقر عند أعلى مستوى له منذ نهاية يوليو الماضي.
وجاءت مكاسب المؤشر مع زيادة الأسواق لتسعير خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، علاوة على إشارة كبير المسؤولين في بنك الشعب الصيني إلى أن البنك قد يستمر في تيسير السياسة النقدية.
وحقق المؤشر مكاسب طوال أيام الأسبوع، باستثناء جلسة تداول يوم الثلاثاء، حيث سيطرت حالة العزوف عن المخاطرة على التداول وسط مخاوف من تراجع معدلات النمو بالولايات المتحدة، فضلًا عن فشل الحكومة الصينية في الإعلان عن تقديم حزم تحفيزية بعد الاجتماع السنوي للبرلمان. وباستثناء يوم الثلاثاء، صعد المؤشر خلال كل جلسة من جلسات تداول هذا الأسبوع، حيث حقق أكبر مكاسب يومي الأربعاء والجمعة.
وجاء صعود المؤشر في يوم الأربعاء مع إعلان محافظ بنك الشعب الصيني أنه يمكن خفض معدل الاحتياطي الإلزامي (RRR)بشكل أكبر، بينما حقق المؤشر مكاسب خلال يوم الجمعة على خلفية ظهور مؤشرات على حدوث تباطؤ في سوق العمل بالولايات المتحدة، وهو ما قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة في وقت أسرع مما كان متوقعًا.
تباين أداء الأسهم الصينية، حيث تراجعت الأسهم في بورصة هونج كونج – وهو الأكثر انفتاحًا على المستثمرين الأجانب، بينما حققت أسهم بورصة الصين الرئيسية – والذي تسوده تداولات المستثمرين المحليين – مكاسب.
وانخفض مؤشر هانج سنجHang Seng في هونج كونج بنسبة 1.42%، بينما ارتفع مؤشر شنغهاي المركب Shanghai Composite indexببورصة الصين الرئيسية بنسبة 0.63%.
وتراجعت مؤشرات الأسهم الصينية الخارجية بشكل حاد يوم الثلاثاء مع إعلان المسؤولين عن تحديد الصين لهدف نمو اقتصادي طموح لعام 2024 يبلغ 'نحو 5%'، كما فشلت في الإعلان عن تقديم أي حزم تحفيزية من شأنها مساعدة الحكومة في الوصول إلى مستهدف النمو.
وبدأت الأسهم الصينية في تحقيق مكاسب باقي الأسبوع مع تحسن معنويات المستثمرين على مستوى العالم، ومع إعلان محافظ بنك الشعب الصيني عن أنه لا يزال هناك مجال للاستمرار في تيسير السياسة النقدية، وهو ما أدى إلى تعزيز الأسهم.
وعلى الرغم من تحسن المعنويات في الصين قرب نهاية الأسبوع، إلا أنه لم يكن كافياً لتعويض الخسائر التي شهدتها مؤشرات أسهم بورصة هونغ كونغ في وقت سابق.