بعد تراجع الإمدادات الأمريكية.. هل تعود أوروبا لشراء الغاز الروسي؟

تجاوزت واردات أوروبا من الغاز الروسي شحنات الغاز الأمريكية في شهر مايو، وذلك على الرغم من الجهود المكثفة التي بذلتها الدول الأوروبية لتقليل اعتمادها على الطاقة الروسية منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، وذلك للمرة الأولى منذ عامين.

تقارير صحفية:

أشارت صحيفة 'فاينانشيال تايمز' إلى أن هذا التراجع في الواردات الأمريكية لأول مرة منذ بدء الحرب يُظهر صعوبة استغناء أوروبا بشكل كامل عن الغاز الروسي، خاصة مع استمرار اعتماده من قبل العديد من دول أوروبا الشرقية.

الحصة السوقية:

يرى محللون أن الحصة السوقية للغاز الروسي في أوروبا لا تزال مرتفعة بشكل مفاجئ، 'خاصة بعد كل ما حدث وكل الجهود المبذولة لفصل إمدادات الطاقة الروسية عن أوروبا والتخلص من مخاطرها'.

تأثير الحرب الروسية الأوكرانية:

أدت الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022 إلى خفض موسكو لإمدادات الغاز عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا، بينما كثفت الدول الأوروبية وارداتها من الغاز الطبيعي المسال، مع الاعتماد بشكل كبير على الولايات المتحدة كمورد رئيسي.

تراجع أمريكي:

تفوقت الولايات المتحدة على روسيا كمورد للغاز إلى أوروبا في سبتمبر 2022، وظل الغاز الأمريكي يمثل نحو 15% من إمدادات المنطقة حتى عام 2023، لكن في الشهر الماضي، انخفضت حصة الغاز الطبيعي المسال الأمريكي إلى 14%، بينما ارتفعت واردات الغاز الروسي لتصل إلى 15%.

أسباب التراجع:

يعود تراجع الواردات الأمريكية إلى عدة عوامل، منها انقطاع التيار الكهربائي في منشأة أميركية رئيسية لتصدير الغاز الطبيعي المسال، في حين زادت روسيا من شحناتها عبر تركيا قبل أعمال الصيانة المخطط لها في يونيو.

طلب ضعيف:

لا يزال الطلب على الغاز في أوروبا منخفضًا نسبيًا، حيث تقترب مستويات تخزين الغاز من حدود قياسية لهذا الوقت من العام.

توقعات مستقبلية:

من المتوقع أن يتراجع انخفاض الإمدادات الأمريكية 'بشكل مؤقت'، حيث ستقوم روسيا بإعادة توجيه بعض شحنات الغاز الطبيعي المسال من آسيا إلى أوروبا عبر طريق بحر الشمال خلال فصل الصيف.

بدائل غير كافية:

أكد مسؤول في الاتحاد الأوروبي أن الإمدادات البديلة غير كافية حاليًا لاستبدال 14 مليار متر مكعب من الغاز الروسي الذي يتدفق عبر أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي كل عام.

استعداد أوروبي:

على الرغم من ذلك، تُؤكد مفوضة الطاقة بالاتحاد الأوروبي، كادري سيمسون، على استعداد الاتحاد لمواجهة أي اضطرابات في العرض أو الطلب في أسواق الغاز العالمية، مشيرة إلى ارتفاع مخزون الغاز إلى مستويات قياسية وانخفاض الطلب الأوروبي بنسبة 20% مقارنة بعام 2021.