قالت وكالة الشرق بلومبرج أن الجنيه المصري تراجع أمام الدولار الأميركي خلال تعاملات اليوم الاثنين مسجلا أدنى مستوى له منذ 11 مارس الماضي ليبلغ 49.5 جنيه لكل دولار مقارنة مع 48.85 جنيه للدولار خلال تعاملات أمس الأحد، وسط تراجعات عالمية بأسعار العملات والسلع وأسواق المال.
كان البنك المركزي المصري سمح في مارس الماضي بتخفيض سعر صرف الجنيه، لأول مرة منذ أكثر من 14 شهراً، ليسجل حينها أكثر من 49 جنيه للدولار وهي نفس المستويات التي عاد لها مجدداً خلال معاملات اليوم وسط تصاعد الضغوط.
وقال محمد زيدان، المحلل المالي، إن ما يحدث "للجنيه المصري حالياً أمراً متوقعاً وسط التراجعات العالمية، والأسواق الناشئة مرتفعة المخاطر مثل مصر ستعاني عملاتها وأسواقها حتى تستقر شهية المخاطر بالأسواق العالمية".
تشهد أسواق المال العالمية والعملات منذ الجمعة الماضية تراجعات حادة بعد نشر بيانات اقتصادية حاسمة، والتي أظهرت ضعف سوق العمل الأميركي، مما أثار احتمالات الركود التي يراقبها المستثمرون عن كثب. ودخل مؤشر "ناسداك" في منطقة التصحيح الفني مع قلق المستثمرين من التقييمات المبالغ فيها للشركات التي تعمل على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
من جانبه كشف عمرو الألفي، رئيس استراتيجيات الأسهم في شركة "ثاندر لتداول الأوراق المالية كنا نتوقع منذ أيام أن "يواصل الجنيه تراجعه أمام الدولار لأكثر من 50 جنيهاً تحت ضغوط صندوق النقد الدولي بالسماح بمرونة أكثر لسعر الصرف، لكن ما يحدث الآن بالأسواق العالمية والتراجعات والمخاوف الموجودة قد تدفع بالجنيه لمزيد من التراجعات أعلى من توقعاتنا السابقة".
وكشف مدير قطاع الخزانة بأحد البنوك الحكومية إن هناك "ضغوط على العملة الصعبة بمصر وسط زيادة الطلب نتيجة خروج بعض الأجانب من أدوات الدين الحكومية بسبب المخاوف من الأحداث العالمية والتوترات الجيوسياسية بالمنطقة".
بلغت استثمارات الأجانب في أدوات الدين المصرية أكثر من 34 مليار دولار بنهاية أبريل الماضي، لكنها تشهد بعد التخارجات منذ الأسبوع الماضي بما لا يتجاوز المليار دولار.
بالتزامن مع الخروج الجزئي للأجانب، واصلت وزارة المالية في مصر قبول أسعار فائدة على أدوات الدين الحكومية للمرة السادسة على التوالي منذ تعيين أحمد كجوك وزيراً للمالية. وفي عطاء أمس، ارتفع العائد على أذون الخزانة المصرية بالعملة المحلية لأجل 3 أشهر "91 يوما" بنحو 0.5 نقطة مئوية لتبلغ 27.65% من نحو 27.15% بالعطاء السابق، بحسب بيانات البنك المركزي المصري.