قال الدكتور حسام الغايش، الخبير الاقتصادي، إن صناعة الطاقة العالمية شهدت اضطرابات كبيرة خلال العقد الماضي بفعل تأثيرات الوباء والتحديات الجيوسياسية المتصاعدة. وفي مصر، يعد قطاع النفط والغاز أحد الركائز الأساسية للتنمية الاقتصادية، حيث يسهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي ويعتبر مصدرًا رئيسيًا للطاقة والعملات الأجنبية.
وأوضح الغايش، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن القطاع المصري للطاقة تمكن، رغم التحديات العالمية، من تحقيق نجاحات بارزة على صعيد أمن الطاقة، وتعزيز الاستثمار، وتحقيق الاستدامة المالية، مما يدعم طموحات مصر في أن تصبح مركزًا إقليميًا رائدًا للطاقة.
وأشار إلى أن الاستثمارات الأجنبية في قطاع النفط والغاز في مصر ارتفعت إلى 5.6 مليار دولار في العام المالي 2022/2023، مقارنة بـ4.7 مليار دولار في العام المالي السابق، ما يعكس الثقة المتزايدة في قدرة القطاع على النمو.
وأكد الغايش أن إنتاج مصر من الغاز انخفض إلى 5.5 مليار قدم مكعب يوميًا بسبب تقادم الحقول واستنزاف الآبار، إلا أن مصر تعمل بجدية لمعالجة هذا الانخفاض، رغم تأثر أنشطة الاستكشاف الجديدة بالتوترات الجيوسياسية.
وأضاف أن صادرات الغاز الطبيعي المصري تتراوح بين 3 إلى 4 شحنات شهريًا خلال الشتاء، لكنها تتوقف خلال الصيف لتلبية احتياجات السوق المحلية.
وأوضح أن تطورات الأحداث في سوريا قد تؤدي إلى تغيرات كبيرة في ملف تصدير الغاز خلال الأعوام المقبلة، خاصة مع وجود مشروع لنقل الغاز الخليجي إلى أوروبا عبر مسار يمر من هذه المنطقة. ومع ذلك، فإن الوضع الأمني الحالي يلقي بظلاله على إمكانية تنفيذ هذا المشروع في المستقبل القريب.