شهد الذهب خلال عام 2024 أداءً مميزًا، حيث حقق مكاسب بنسبة 27%، متفوقًا على العديد من السلع الأخرى. هذا الأداء القوي يعكس تأثير عدة عوامل داعمة للذهب، بما في ذلك حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي، بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية الكبرى. تشير التوقعات للعام 2025 إلى استمرار الزخم الصعودي، مع احتمال تجاوز سعر الأونصة حاجز 3000 دولار.
أداء الذهب في 2024:
بحلول نهاية العام، أغلقت العقود الآجلة للذهب، تسليم فبراير 2025، على ارتفاع بنسبة 0.85%، أي بما يعادل 22.9 دولارًا، ليصل إلى 2641 دولارًا للأوقية. على الرغم من هذا الارتفاع، سجل المعدن الأصفر تراجعًا شهريًا وفصليًا بنسبة 1.5%. ومن الجدير بالذكر أن السوق كانت مغلقة في 31 ديسمبر 2024 بمناسبة عطلة رأس السنة.
على الرغم من التراجع الطفيف منذ فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية في نوفمبر 2024، سجل الذهب أفضل أداء سنوي مقارنةً بالكثير من السلع الأخرى. ومن أبرز المكاسب التي حققها الذهب أنه سجل أكبر ارتفاع سنوي له منذ عام 2010، حيث تجاوزت المكاسب 27%، ليصل إلى مستويات قياسية بلغت 2790.15 دولارًا في 31 أكتوبر 2024.
توقعات 2025:
تباينت التوقعات حول أداء الذهب في 2025. رجحت بنوك الاستثمار العالمية، مثل 'غولدمان ساكس'، و'ساكسو بنك'، و'سيتي غروب'، أن يتجاوز سعر الأونصة 3000 دولار، بينما توقعت 'جيه بي مورغان' بلوغ الذهب 2950 دولارًا، و'يو بي إس' 2900 دولار.
من المنتظر أن تلعب مجموعة من العوامل المؤثرة دورًا في حركة السوق، منها قرارات البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، بالإضافة إلى السياسات الاقتصادية التي قد يعلنها الرئيس المنتخب دونالد ترامب، مثل سياسة التعريفات الجمركية.
عوامل دعم الذهب وتحديات المعادن الأخرى:
رغم التحديات الاقتصادية، لا يزال الذهب يُعد وسيلة تحوط قوية ضد التضخم والاضطرابات الجيوسياسية. ومع ذلك، فإن ارتفاع أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية، بما في ذلك الفيدرالي الأمريكي، قد يقلل من جاذبية الأصول غير ذات العوائد مثل الذهب.
على عكس الذهب، عانت بعض المعادن الأخرى من تباطؤ في الطلب، خاصة مع تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، التي تُعد أكبر مستهلك للمعادن الصناعية. على سبيل المثال، تراجع سعر خام الحديد بنسبة 28% خلال عام 2024 نتيجةً للأزمة في قطاع الصلب الصيني وضعف الطلب في قطاع الإنشاءات. كما سجل الليثيوم خسائر كبيرة للعام الثاني على التوالي بسبب فائض الإنتاج وتباطؤ الطلب في قطاع السيارات الكهربائية.
من جهة أخرى، تمكن مؤشر المعادن الأساسية في بورصة لندن من تسجيل زيادة سنوية رغم ضعف الطلب الصيني، وذلك بسبب توترات الإمدادات التي قد تستمر في عام 2025، خاصة فيما يتعلق بالنحاس والزنك.
التوقعات المستقبلية:
تتوقع العديد من المؤسسات الاقتصادية أن أسعار المعادن قد تشهد بعض الاستقرار في 2025، مع احتمال انخفاض بنسبة 3% في عام 2026 بسبب تباطؤ النشاط الصناعي في الاقتصادات الكبرى.
ورغم هذا التوقع، يبقى الذهب متفوقًا على المعادن الأخرى، مع إمكانية تحقيق المزيد من المكاسب خلال 2025 إذا استمرت العوامل السياسية والاقتصادية في التأثير بشكل إيجابي على الطلب على الذهب.
على الرغم من التحديات التي واجهتها المعادن الأخرى خلال عام 2024، تمكن الذهب من الحفاظ على مكانته كأحد أفضل الأصول أداءً لهذا العام. ومع استمرار حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي، من المتوقع أن يواصل الذهب صعوده في 2025، مما يجعله خيارًا جاذبًا للمستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن في الأوقات العصيبة.