شهدت البورصة المصرية في الأسبوع الماضي تحركات ملحوظة في قيم وأحجام التداول عبر العديد من القطاعات المدرجة، تصدر قطاع العقارات القائمة من حيث حجم التداول، مسجلًا زيادة كبيرة في قيمة التداول، ما يعكس استمرار اهتمام المستثمرين بهذا القطاع الحيوي.
في هذا التحليل، سنستعرض أبرز المؤشرات والأداء القطاعي للبورصة المصرية، بما في ذلك القطاعات الأكثر نشاطًا، وأداء المؤشرات، وتطور رأس المال السوقي.
أداء القطاعات:
1. قطاع العقارات:
تصدر قطاع العقارات ترتيب القطاعات المتداولة في البورصة المصرية من حيث قيمة التداول، فقد بلغ حجم التداول على أسهم هذا القطاع 953 مليون ورقة، بقيمة 2.8 مليار جنيه، وهو ما يعكس الطلب المرتفع من المستثمرين على أسهم شركات العقارات، وذلك بسبب العوائد المستدامة في هذا القطاع في ظل الاستثمارات المستمرة في المشروعات الكبرى والبنية التحتية، مع توجه الحكومة والمستثمرين نحو مشاريع الإسكان والمرافق، يعد هذا القطاع محركًا رئيسيًا في جذب الاستثمارات.
2. قطاع الموارد الأساسية:
احتل قطاع الموارد الأساسية المرتبة الثانية في النشاط، بحجم تداول قدره 57.6 مليون ورقة، بقيمة 1.5 مليار جنيه، يشهد هذا القطاع نموا ملحوظًا، حيث يتجه المستثمرون نحو شركات التعدين والطاقة، في وقت ترتفع فيه أسعار السلع الأساسية مثل المعادن والنفط، وعلى الرغم من زيادة الاهتمام بالاستثمارات المستدامة، فإن النمو الكبير في هذا القطاع يعكس أيضًا تزايد الطلب على المواد الخام في الأسواق العالمية.
3. قطاع الخدمات المالية غير المصرفية:
جاء قطاع الخدمات المالية غير المصرفية في المركز الثالث، بحجم تداول بلغ 944.4 مليون ورقة بقيمة 1.4 مليار جنيه، يشهد القطاع اهتمامًا متزايدًا، خصوصًا مع تطور الشركات الموفرة للتمويلات البديلة مثل شركات التأمين والتخصيم، بالإضافة إلى التقنيات المالية الحديثة مثل الدفع الرقمي والخدمات المصرفية الإلكترونية.
4. قطاع البنوك:
حافظ قطاع البنوك على مكانته في التداولات، حيث سجل حجم تداول بلغ 25.6 مليون ورقة بقيمة 1.013 مليار جنيه، لا يزال القطاع البنكي يحظى بثقة كبيرة من المستثمرين المحليين والأجانب، نظرًا لكونه أحد أكثر القطاعات استقرارًا في الاقتصاد المصري، حيث يساهم في تدفق الأموال والاستثمار في مختلف المشاريع الاقتصادية.
5. القطاعات الأخرى:
الاتصالات والإعلام وتكنولوجيا المعلومات: شهد القطاع تداولًا نشطًا بلغ 679.2 مليون ورقة بقيمة 709.7 مليون جنيه، مما يعكس استمرار التوسع التكنولوجي وزيادة الاعتماد على حلول الاتصالات الرقمية.
الرعاية الصحية والأدوية: تميز القطاع بنمو ملحوظ بنسبة 1.9%، ليحافظ على دوره الهام في ظل استمرار الطلب على الرعاية الصحية والخدمات الطبية.
الأغذية والمشروبات والتبغ: حقق القطاع أيضًا نموًا إيجابيًا بنسبة 1.6%، مما يعكس قوة استهلاك المنتجات الغذائية في السوق المحلي والدولي.
تحركات المؤشرات:
1. المؤشر الرئيسي "إيجي إكس 30":
سجل المؤشر الرئيسي 'إيجي إكس 30' ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.34%، ليغلق عند مستوى 30060.48 نقطة، ويُظهر هذا النمو المستدام في المؤشر الرئيسي استقرار السوق بشكل عام، حيث تعكس الحركة التذبذبية في الأسهم الكبرى تعزيز الثقة من قبل المستثمرين في الفترة الأخيرة.
2. مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة "إيجي إكس 70":
سجل هذا المؤشر أيضًا نموًا ملحوظًا بنسبة 1% ليغلق عند 8283.41 نقطة. يعكس هذا الأداء إيجابية في الأسهم الصغيرة والمتوسطة، وهي فئة قد شهدت اهتمامًا متزايدًا من قبل المستثمرين الذين يبحثون عن الفرص ذات العوائد المرتفعة رغم المخاطر الأكبر.
3. مؤشر "إيجي إكس 100":
سجل مؤشر 'إيجي إكس 100 متساوي الأوزان' نموًا بنسبة 1.32% ليغلق عند مستوى 11418.11 نقطة، ما يعكس تحسن أداء معظم الأسهم المدرجة في السوق.
4. مؤشر "إيجي إكس 30 محدد الأوزان":
حقق المؤشر هذا الأسبوع أيضًا زيادة بنسبة 0.72% ليغلق عند 37240.64 نقطة، مما يشير إلى أداء جيد للأسهم التي تشكل الوزن الأكبر في السوق.
5. مؤشر "تميز":
قفز مؤشر 'تميز' بنسبة 5.16% ليغلق عند مستوى 10437.90 نقطة، وهو مؤشر يشير إلى الأداء المتميز للأسهم المندرجة تحت السوق المتميز، ويعكس تطور الشركات الصغيرة والمتوسطة الناشئة.
رأس المال السوقي:
1. رأس المال السوقي للبورصة:
حقق رأس المال السوقي للبورصة المصرية زيادة طفيفة قدرها 0.5%، ليغلق عند مستوى 2.198 تريليون جنيه، حيث يواصل السوق تحقيق نمو في قيمة الأسهم المدرجة، مما يعكس تحسنًا تدريجيًا في الثقة الاستثمارية.
2. رأس المال السوقي للمؤشر الرئيسي:
شهد رأس المال السوقي للمؤشر الرئيسي 'إيجي إكس 30' نموًا بنسبة 0.3%، ليصل إلى 1.417 تريليون جنيه، مما يدل على استقرار السوق واتجاهه نحو النمو المستدام في القيمة السوقية.
3. رأس المال السوقي لمؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة:
تمكن رأس المال السوقي لهذا المؤشر من النمو بنسبة 1.4% ليصل إلى 398.1 مليار جنيه، ما يعكس ازدياد الاهتمام بالأسهم الصغيرة والمتوسطة التي تتمتع بإمكانات نمو عالية.
التوجهات المستقبلية:
تستمر البورصة المصرية في جذب الاستثمارات من مختلف القطاعات، حيث يشير تحليل السوق إلى تفاؤل متزايد من قبل المستثمرين في قطاعات مثل العقارات، الخدمات المالية، والتكنولوجيا، ومن المتوقع أن يشهد السوق المزيد من النشاط مع التوسع في طرح الشركات الجديدة في البورصة، وفتح مزيد من الفرص للمستثمرين المحليين والأجانب.
وفي الوقت ذاته، تظل التحديات الاقتصادية المحيطة بالأسواق العالمية تشكل جزءًا من المعادلة، مثل تقلبات أسعار الفائدة، والتضخم، وكذلك التوترات السياسية والاقتصادية العالمية. وبالتالي، يبقى التوجه نحو التوازن بين المخاطر والعوائد أمرًا بالغ الأهمية للمتعاملين في البورصة.
وأظهر الأسبوع الماضي نشاطًا إيجابيًا في البورصة المصرية، مع زيادة في قيم وأحجام التداول في معظم القطاعات، وتمثل قطاعات مثل العقارات والخدمات المالية غير المصرفية محركات رئيسية للنمو، مع تحسن مستمر في المؤشرات العامة للسوق، ما يعكس استقرار السوق وجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والدولية.