في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية الراهنة، تبرز مصر كلاعب رئيسي في استقرار المنطقة، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، ومع تصاعد الاهتمام العالمي بدور مصر في القضايا الإقليمية، تتجه الأنظار أيضاً إلى الفرص الاستثمارية التي تقدمها الدولة المصرية، خاصة بعد تصريحات وزير المالية القطري، أحمد بن علي الكواري، الذي أكد أن مصر تُعد 'مرشحاً ممتازاً' للاستثمار ضمن استراتيجية قطر للأسواق الناشئة، مشيراً إلى الفرص الواعدة التي تتيحها البلاد في مختلف القطاعات.
مصر مركز استثماري إقليمي
وقال الكواري، خلال كلمته في مؤتمر العلا لاقتصادات الأسواق الناشئة، إن 'نرى العديد من الفرص في الأسواق الناشئة وحتى في المنطقة نفسها، مصر على سبيل المثال مرشح ممتاز للاستثمار، ولكن هناك دولاً أخرى بمنطقة شمال أفريقيا كالمغرب' مرشحة أيضاً، مشدداً على أن الاستثمارات القطرية 'تجارية بحتة' وتخضع لمراجعة سنوية لضمان تحقيق العائدات المستهدفة.
ومع هذا الاهتمام العالمي المتنامي، يطرح التساؤل: كيف يمكن لمصر أن تستغل هذا الزخم السياسي لتعزيز مكانتها الاقتصادية؟.
دعم قضايا المنطقة
قال عمرو عبدالله خبير، أسواق المال، إن العالم بأسره يراقب الموقف المصري الثابت والحاسم في مواجهة التهجير القسري ودعم القضية الفلسطينية، مؤكداً أن هذا الموقف ليس بجديد على مصر، التي لطالما لعبت دوراً محورياً في دعم قضايا المنطقة واستقرارها عبر العصور.
عمرو عبدالله
تهيئة مناخ جاذب للاستثمارات
وأضاف عبدالله في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أن هذا الموقف عزز من مكانة مصر على الساحة الدولية، وأظهر قوتها السياسية والعسكرية، ما جعلها محط أنظار الحكومات والشعوب حول العالم، خاصة في ظل التحديات الجيوسياسية الراهنة.
وأوضح عبدالله أن الدولة المصرية نجحت خلال السنوات الأخيرة في تحقيق تطورات كبيرة على الصعيد الاقتصادي رغم التحديات العالمية الكبرى، مثل التضخم، جائحة كورونا، والحروب المتعددة التي أثرت على اقتصادات العديد من الدول.
وأضاف أن مصر تمكنت من الصمود والاستمرار في تنفيذ خططها الطموحة رغم هذه العقبات، حيث ركزت على تطوير بنيتها التحتية، تعزيز قدراتها الإنتاجية، وتهيئة مناخ جاذب للاستثمارات.
فرص استثمارية
وقال عبدالله إن مصر تمتلك الآن فرصة ذهبية يجب استغلالها، حيث تحظى الدولة باهتمام عالمي غير مسبوق بسبب موقفها السياسي القوي. وأضاف أن هذه اللحظة تمثل نقطة تحول هامة يمكن الاستفادة منها على المستوى الاقتصادي، وذلك عبر تعزيز الصادرات، جذب الاستثمارات الأجنبية، والترويج للفرص الاستثمارية المتاحة في البلاد.
وأكد عبدالله على ضرورة إنشاء لجنة تسويقية اقتصادية متخصصة تعمل على إبراز المقومات الاستثمارية لمصر، مشيراً إلى أن الدولة تمتلك العديد من العوامل الجاذبة للاستثمار، مثل البنية التحتية المتطورة، التسهيلات الاستثمارية، والبيئة الاقتصادية الداعمة لنمو الشركات.
وأضاف أن مثل هذه اللجنة يمكن أن تلعب دوراً محورياً في تسهيل إجراءات المستثمرين، تذليل العقبات البيروقراطية، وتقديم مصر كوجهة استثمارية واعدة على الساحة العالمية.
استراتيجيات تسويق احترافية
وأشار عبدالله إلى أن مصر تمتلك فرصاً استثمارية هائلة في مختلف القطاعات، بدءاً من السياحة والصناعة، مروراً بالزراعة والمشروعات العقارية، وصولاً إلى الثروات السمكية والحيوانية، مشدداً على ضرورة تسليط الضوء على هذه القطاعات من خلال استراتيجيات تسويق احترافية تعكس حجم التطورات التي شهدتها مصر في السنوات الأخيرة.
وختم عبدالله تصريحه بالتأكيد على أن مصر ليست مجرد سوق استثماري عادي، بل هي دولة ذات موقع استراتيجي فريد، تمتلك موارد طبيعية وبشرية هائلة، ولديها القدرة على تحقيق معدلات نمو مرتفعة إذا تم توظيف إمكانياتها بالشكل الصحيح، مضيفا أن المستقبل الاقتصادي لمصر واعد، ولكن يتطلب العمل المشترك بين الحكومة والقطاع الخاص لضمان تحقيق الاستفادة القصوى من الفرص المتاحة حالياً.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
