الفيدرالي الأمريكي يثبت الفائدة ويتبنى نهجا أقل تشددا

قرر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير عند 4.5%، لكنه ألمح إلى تحولات في سياسته النقدية نحو نهج أكثر تيسيرًا.

وجاء القرار مصحوبًا بتحديثات لتوقعات أسعار الفائدة، حيث خفض الفيدرالي توقعاته لمعدلات الفائدة المستقبلية، مشيرًا إلى إمكانية تخفيضات تدريجية خلال العامين المقبلين.

تغييرات في التوقعات المستقبلية

أظهرت التوقعات الجديدة للفيدرالي أن سعر الفائدة المستهدف لعام 2025 انخفض إلى 3.9% مقارنة بالتقديرات السابقة عند 4.4%، مما يعكس توجهًا نحو خفض الفائدة خلال العام المقبل.

كما تم تعديل التوقعات لعام 2026 إلى 3.1% بدلاً من 3.4%، وهو ما يعكس رؤية أكثر تفاؤلًا بشأن السيطرة على التضخم دون الحاجة إلى تشديد إضافي.

أسباب القرار والتداعيات الاقتصادية

في بيان لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية (FOMC)، أشار صناع السياسة إلى ارتفاع حالة عدم اليقين الاقتصادي، خاصة مع استمرار تأثير التعريفات الجمركية الجديدة وتباطؤ نمو الاقتصاد الأمريكي.

وتوقع الفيدرالي نمو الاقتصاد بنسبة 1.7% فقط هذا العام، بانخفاض عن التقديرات السابقة، بينما تم رفع توقعات التضخم إلى 2.8% سنويًا، مما يشير إلى استمرار الضغوط السعرية.

برنامج التشديد الكمي ومستقبل السياسة النقدية

أعلن الفيدرالي عن تقليص وتيرة التشديد الكمي، حيث سيقلل البنك المركزي حجم السندات التي يسمح بخروجها شهريًا من 25 مليار دولار إلى 5 مليارات دولار، بينما أبقى الحد الأقصى لسندات الرهن العقاري عند 35 مليار دولار.

رد فعل الأسواق وتوقعات المستثمرين

جاءت استجابة الأسواق متباينة، حيث تراجعت عوائد السندات طويلة الأجل بينما سجلت الأسهم مكاسب طفيفة، ووفقًا لأداة FedWatch، يتوقع المتداولون أول خفض لسعر الفائدة بحلول يونيو المقبل، مع احتمال إجراء خفض آخر في النصف الثاني من العام.