قال وائل عنبة، خبير أسواق المال، إن التحركات الأخيرة في سعر صرف الجنيه أمام الدولار تعكس بدء تطبيق آلية السعر المرن التي أوصى بها صندوق النقد الدولي، مشيرًا إلى أن السوق أصبح أكثر استجابة للعرض والطلب.
وأوضح عنبة، "السعر اليوم بيتحرك وفقًا لحجم الطلب، فكلما زاد الطلب على الدولار يرتفع السعر، وعندما ينخفض الطلب يتراجع السعر"، لافتًا إلى أن هذا النمط ظهر بوضوح خلال الشهر الماضي، عندما تراجع سعر الصرف إلى ما دون 49 جنيهًا، بل اقترب من 48 جنيهًا للدولار الواحد.
القضاء على السوق الموازية
وأشار إلى أن البنك المركزي المصري نجح في القضاء على السوق الموازية للعملة، والتي كانت تشهد تذبذبات عنيفة في السعر، إذ كانت الفروقات بين السوق الرسمي والموازي تصل إلى مستويات كبيرة. أما الآن، فالفروقات السعرية اليومية لا تتجاوز 10 قروش فقط، ما يعكس حالة من الاستقرار الحقيقي في سوق الصرف.
استقرار الصرف يجذب استثمارات في أدوات الدين
وأكد عنبة أن هذا الاستقرار هو ما شجع الأموال الساخنة على العودة من جديد إلى أدوات الدين الحكومية، خاصة أذون وسندات الخزانة، إذ أصبح المستثمر الأجنبي يرى أن سوق الصرف أكثر استقرارًا وبالتالي يمكنه الاستفادة من العوائد المرتفعة دون مخاطر كبيرة في سعر الصرف.
وأضاف أن هذا العامل لعب دورًا مباشرًا في دخول استثمارات أجنبية بقيمة 38 مليار دولار إلى سوق الدين المحلي، وهي خطوة أعادت الزخم إلى سوق الأوراق المالية، وتؤكد أن استقرار سعر الصرف هو بوابة جذب التمويل قصير الأجل.
واختتم عنبة تصريحاته بالتأكيد على أن استقرار سوق النقد يعقبه عادة انخفاض تدريجي في سعر الدولار، وهو ما بدأ يظهر خلال تعاملات اليوم، مع تراجع طفيف في السعر الرسمي للعملة الأمريكية.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
