تتوقع روسيا أن تتأثر موازنتها العامة بالعقوبات الأميركية المفروضة على أكبر شركتي نفط لديها بسبب الحرب في أوكرانيا، إلا أن المسؤولين يؤكدون ثقتهم في قدرتهم على إيجاد سبل لتخفيف أثر هذه الإجراءات.
قال مسؤول مقرب من الكرملين إن الخسائر حتمية، رغم صعوبة تقديرها حالياً، بعد أن أدرجت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب شركتي "روسنفت" (Rosneft PJSC) و"لوك أويل" (Lukoil PJSC) على القائمة السوداء. وأضاف أن روسيا ستعتمد على شبكة تجّار النفط التابعة لها وعلى أسطول ناقلات "الظل" للحد من التداعيات المالية، طالباً عدم ذكر اسمه نظراً لحساسية الموضوع.
أشارت مصافي النفط في الهند الخميس إلى أنها تكاد تتوقف تماماً عن الشراء، وفي حال حدث ذلك فسوف يُشكل تحدياً كبيراً لموسكو لإيجاد زبائن بدلاء، ما قد يمنح الصين قوةً تفاوضيةً كبيرة في تحديد الأسعار. لم تصدر الحكومة الهندية حتى الآن تعليقاً على العقوبات الأميركية، فيما لم ترد وزارة النفط في نيودلهي على رسالة بالبريد الإلكتروني لطلب التعليق على الأمر.
أوضح مسؤول روسي آخر أن أمام موسكو شهراً للاستعداد قبل دخول القيود حيّز التنفيذ الكامل، وستستغل هذه الفترة للتكيّف مع الوضع الجديد، مشيراً إلى أنه من الممكن أن يغيّر ترمب موقفه وفقاً لمسار المفاوضات مع الكرملين
فرضت وزارة الخزانة الأميركية العقوبات على شركتي النفط الروسيتين الأربعاء بعد اتهام موسكو بـ"غياب الجدية في السعي إلى عملية سلام تنهي الحرب في أوكرانيا". وتمثّل هذه العقوبات أولى الإجراءات الأميركية الكبرى ضد روسيا منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض في يناير، في تحوّل واضح في النهج الأميركي وسط تزايد الإحباط من رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبول وقف لإطلاق النار تمهيداً لمحادثات السلام.
تهدف العقوبات إلى تقليص قدرة روسيا على تمويل الحرب المستمرة منذ أربعة أعوام، في ظل الضغوط المتزايدة على اقتصادها واتساع عجز الموازنة. وحتى قبل القيود الأميركية الأخيرة، كانت الحكومة الروسية تتوقع انخفاض إيرادات النفط والغاز، التي تُمثّل نحو ربع الموازنة العامة، إلى أدنى مستوياتها في أربع سنوات خلال 2025 نتيجة تراجع أسعار الخام وارتفاع قيمة الروبل.
قال كونستانتين سيمونوف، رئيس صندوق الأمن القومي للطاقة في موسكو وعضو المجلس العام لوزارة الطاقة الروسية: "من المؤكد أن لهذه العقوبات أثراً. لا يمكن القول إنها مجرد لسعات بعوضة بلا تأثير، لكنها بالتأكيد لن تقلّص حجم الإنتاج بشكل كبير"، مضيفاً أن "هناك طرقاً للتحايل على مثل هذه الإجراءات، ومن شبه المستحيل القضاء عليها بالكامل".