ads
ads

اليونيدو: مصر في طليعة الدول التي تخلق من «الاقتصاد الدائري» نماذج مبتكرة في قطاع الاتصالات والإلكترونيات

اليونيدو
اليونيدو

استعرض شركاء نجاح مشروع «التحول إلى سلاسل القيمة للاقتصاد الدائري» (Switch to CE)، الممول من الاتحاد الأوروبي وحكومة فنلندا، والذي تنفذه اليونيدو، في مصر في ظل ريادتها العالمية في تطبيقه حصاد أعماله وأبرز النتائج خلال فعالية عقدت قبل قليل بعنوان «One Circle: Milestones of ChangeBuilding on Success - The Journey Continues»

ناقش خلالها الحضور ضرورة التعاون لأنظمة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الدائرية، وكيف يُمكّن لنهج SWITCH من تغيير عناصر (البنية التحتية، والتمويل، والتنظيم والقدرات).

وقالت موج دولون، مسؤولة التنمية الصناعية بمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، أن مصر باتت تقف في طليعة الدول التي تحول مفهوم «الاقتصاد الدائري» من فكرة نظرية إلى نموذج أعمال ناجح ومربح، خاصة في قطاع الإلكترونيات وتكنولوجيا المعلومات.

جاء ذلك خلال فعالية كبرى لاستعراض نتائج مشروع «التحول إلى سلاسل القيمة للاقتصاد الدائري» (Switch to CE)، الممول من الاتحاد الأوروبي وحكومة فنلندا، والذي تنفذه اليونيدو، وتُعد مصر إحدى أبرز الدول الرائدة عالمياً في تطبيقه.

وقالت دولون بثقة لافتة: «الآن… التحول يحدث فعلياً، والصناعة المصرية في المقدمة».

وأضافت أن التجربة التجريبية في مصر أثبتت بالأرقام أن سلاسل القيمة الدائرية تعزز التنافسية، تخلق وظائف عالية الجودة، تدعم أهداف المناخ، وتبني أنظمة صناعية أكثر مرونة وقدرة على تحمل الصدمات، خاصة في قطاعي البلاستيك والمنسوجات والإلكترونيات.

من جانبه كشف تابيو نولا، المستشار التجاري بسفارة فنلندا في القاهرة، أن التحول نحو الاقتصاد الدائري وكفاءة استخدام الموارد لم يعد خياراً ترفيهياً، بل أصبح "ضرورة ملحة" لتحقيق النمو المستدام سواء على المستوى المحلي أو العالمي.

وأشار إلى أنه خلق فرص عمل في قطاعات حيوية مثل الإصلاح، وإعادة الاستخدام، وإعادة التصنيع في ظل قيام الحكومات بوضع أطر عمل واضحة ويمكن التنبؤ بها، يتشجع قطاع الأعمال على الاستثمار وتطوير تقنيات جديدة معرباً عن سعادة دولته بدعم هذا المشروع تنبع من إيمانها بأن الاقتصاد الدائري هو المستقبل.

واستعرض نولا التجربة الفنلندية تعتمد على التعاون الوثيق بين الحكومة، والشركات، والأوساط الأكاديمية، والمجتمع المدني، لوضع حلول مشتركة مبنية على العلم والتخطيط طويل الأمد لافتاً إلى أن زيارته الأخيرة لمركز "نوكيا" الجديد لتجديد معدات شبكات المحمول في مصر، أدت الى انبهاره مع رؤية العمليات تتم على أرض الواقع.. وعلى الرغم من أن البداية قد تكون صغيرة، إلا أن المفهوم قد أثبت نجاحه وفعاليته، وهو الآن جاهز تماماً لمرحلة التوسع (Scale-up)".

وتوجه نولا بالشكر لشركاء النجاح، وعلى رأسهم الحكومة المصرية (وزارة الاستثمار والتجارة)، ومنظمة اليونيدو، وشركاء القطاع الخاص، لدورهم المحوري في إثبات أن الاقتصاد الدائري قابل للتطبيق ومربح في السوق المصري. كما اعتبر أن مشروع "Switch to CE" يمثل "رأس حربة" ومحضناً للأفكار، حيث يمهد الطريق لمزيد من المبادرات المستقبلية في مصر التي يمكنها تكرار هذا النجاح، مشددا أن الابتكار والعقلية الصحيحة هما الوقود الحقيقي لإطلاق هذا التحول.

من جانبه ألقى عماد عبد الحميد، مساعد وزير الصناعة، كلمة نيابة عن وزير الصناعة الفريق كامل الوزير، مؤكداً أن المشروع يتماشى تماماً مع الاستراتيجية الوطنية للصناعة 2025-2030، ويهدف إلى ترسيخ مكانة مصر كمركز إقليمي للتصنيع الأخضر والمستدام.

وشرح أن «Switch to CE» ليس مجرد مبادرة بيئية، بل محرك حقيقي للنمو الاقتصادي يفتح أبواب استثمارات جديدة ووظائف نوعية وتنافسية عالمية.

ووصف عماد مشروع "Switch to CE" بـ"المشروع الحيوي" لتنفيذ محاور الاستراتيجية الصناعية لافتاً إلى النجاحات التي حققها المشروع بالتعاون مع شركاء النجاح (اليونيدو، أورنج، نوكيا)، مشيراً إلى إطلاق نماذج عملية.

من جانبها استعرضت المهندسة رضوى حافظ، مديرة شركة "نوكيا" في مصر، تجربة إنشاء مركز تجديد معدات الشبكات في مصر موضحة أن التكنولوجيا يجب أن تخدم البشرية والكوكب معاً، فالاستدامة بالنسبة لـ"نوكيا" ليست مجرد مشروع عابر، بل هي جزء أصيل من استراتيجية الشركة وثقافتها وابتكاراتها، مع التزام عالمي بالوصول إلى "صفر انبعاثات" بحلول عام 2040، وامتلاك منتجات دائرية بنسبة 100% بحلول 2030.

وكشفت رضوى في حديثها أن المركز الجديد ليس مجرد مشروع، بل هو "نواة ومركز للتميز" (Knowledge Hub) يهدف إلى نقل الخبرات وتوطين التكنولوجيا، وخلق فرص عمل خضراء، وتقليل الانبعاثات الكربونية، معربة عن سعادتها بالشراكة الاستراتيجية مع "اليونيدو" وشركة "أورنج"، واصفة هذا التعاون بأنه السبب الرئيسي وراء نجاح التجربة وتحويلها من مجرد استراتيجية على الورق إلى واقع ملموس.

كما تستهدف نوكيا "توسيع النطاق" (Scale-up) على ثلاثة مستويات، حسب رضوى مشددة على التزام "نوكيا" بمواصلة الاستثمار في هذا المسار، لضمان تأثير إيجابي مستدام في مصر والمنطقة.

وتابعت "رضوى" أن اختيار مصر لتكون مقراً لمركز تجديد شبكات الراديو لم يكن صدفة، بل كان قراراً مدروساً وسهلاً في آن واحد، متعددة أسباب ذلك من الموقع الاستراتيجي لمصر في قلب الشرق الأوسط وأفريقيا، ووجود المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والدعم الحكومي المتوافق مع "رؤية 2030"، مشيدة بدور المهندسين والفنيين المصريين ذوي المهارات العالية الذين ساعدونا في بناء هذا الصرح.

من جانبها، كشفت هبة إسماعيل، مدير المشتريات وسلسلة التوريد في أورنج مصر، أن الشركة نجحت في استيراد واستخدام وحدات نوكيا المُجدَّدة (Refurbished) لأول مرة في السوق المصري، بفضل تشريعات داعمة وبنية تحتية جاهزة، مما ساهم في إطالة عمر الأجهزة وتقليل النفايات الإلكترونية بشكل ملحوظ.

هبة إسماعيل، مدير المشتريات وسلسلة التوريد بشركة أورنج مصر، أن أي تحول حقيقي نحو الاستدامة يتطلب جهوداً مشتركة، إذ يستحيل على كيان واحد تحقيقه بمفرده. وهذا التعاون هو الذي مهد الطريق لنجاحات ملموسة في مصر، مثل إنشاء "مركز الإصلاح" بالشراكة مع نوكيا، حيث لعب توفر البنية التحتية الجاهزة دوراً حاسماً في تحقيق هذا الإنجاز.

وكشفت إسماعيل عن تفاصيل نجاح التجربة المحلية، قائلة: "لم نكن لنتمكن من تنفيذ المرحلة التجريبية الأولى، واستيراد وحدات نوكيا المُجددة (Refurbished)، دون دعم الجهات التنظيمية والتشريعات الداعمة لذلك". وأضافت أن هذه الخطوات أصبحت ممكنة بفضل الجهود المتضافرة من جميع الشركاء، مما يعكس كيف يمكن للتعاون أن يحول التحديات إلى فرص حقيقية.

من جانبها، استعرضت إسماعيل أبرز الإنجازات في هذا المجال، مسلطة الضوء على برنامج "أوسكار" (OSCAR)، الذي تتبناه المجموعة العالمية لتعزيز إعادة استخدام معدات الشبكات بين فروعها المختلفة، مما يساهم في تقليل النفايات وتعزيز الكفاءة.

أما على المستوى العالمي، فقد أوضحت أن مجموعة أورنج وضعت "الاقتصاد الدائري" كركيزة أساسية في استراتيجيتها الرائدة، مع التزام صارم بخفض انبعاثات الكربون وإطالة العمر الافتراضي للأجهزة. وقالت: "نحن في أورنج مصر ملتزمون تماماً بهذه الاستراتيجية؛ رؤيتنا لا تقتصر على ربط الناس والشركات ببعضهم فحسب، بل ربطهم بطريقة مستدامة ودورية ومسؤولة".

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً