أعلنت الصين منذ يومين مستوى الخطر الثالث لتفشي الطاعون الدبلي في منطقة منغوليا الداخلية شمالي البلاد، محذرة من تحول المرض إلى وباء جديد قد يهدد العالم على غرار فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 وإنفلونزا الخنازير، حيث ذكرت السلطات الطبية في مدينة بيان نور بمنغوليا، رصد مريض أصيب بالعدوى بعد تواجده في بؤرة تفش محتملة للمرض، مشيرة إلى أن المريض يخضع الآن للعلاج والعزل وتم تقييم حالته على أنّها مستقرة، بحسب 'سكاي نيوز' نقلًا عن صحيفة 'الجارديان' البريطانية.
وتلقت السلطات الصينية بلاغا عن حالة مرضية يشتبه إصابتها بمرض الطاعون الدبلي، كما أن البلاد أعلنت حالة تأهب، تحسبا للإبلاغ عن المزيد من حالات الإصابة، ويعد الطاعون واحدًا من أكثر الأمراض فتكا في تاريخ البشرية، رغم إمكانية علاجه الآن بالمضادات الحيوية.
اقرأ أيضًا.. منظمة الصحة العالمية تكشف خطورة ظهور الطاعون الدبلي في الصين
من جانبه، قال الدكتور عمر أبو العطا مسؤول برامج الترصد والاستعداد والاستجابة بمكتب منظمة الصحة العالمية في مصر، أن الطاعون الدبلي الذي ظهر مؤخرًا في الصين لا يمكن الحكم عليه وأنه يمكن انتشاره أو لا، موضحًا أنه هناك ما يسمى بـ 'تقييم المخاطر' حيث يتم تحديد مدى الخطورة وفقًا لأكثر من زاوية، وبالتالي لا يمكن لمنظمة الصحة العالمية أن تتخذ أي قرار في الوقت الحالي.
وأضاف الدكتور عمر أبو العطا في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أن فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 عندما ظهر أخذنا وقتًا طويلا حتى يمكننا أن نتفهم طبيعة المرض وطبيعة انتشاره، وكيفية العلاج وسبل انتقاله بين الأفراد فضلاً عن تحديد طرق الوقاية والاجراءات الوقائية والاحترازية اللازمة لمنع نقل العدوى بكوفيد 19 وتقليل معدلات الإصابة به.
وأشار مسؤول برامج الترصد والاستعداد والاستجابة بمكتب منظمة الصحة العالمية في مصر، إلى أن الطاعون الدبلي وظهوره يعتبر جديد ولا يمكن خلال يوم أو اثنين أن نتوصل إلى إجراءات محددة لمكافحة انتشاره أو اتخاذ اجراءات محددة بشأنه، لافتًا إلى أن كل توصية تصدر عن منظمة الصحة العالمية تكون بعد تدقيق وبحث علمي ولجنة من الخبراء، بعدما يجتمعون لمناقشة كل جزئية من جزئيات الوباء كيف يتم التعامل معها سواء كان فيروس أو بكتيريا أو غيره لتحديد نوع الوباء الجديد وهو ما ينطبق على الطاعون الدبلي.
واستكمل مسؤول برامج الترصد والاستعداد والاستجابة بمكتب منظمة الصحة العالمية في مصر، حديثه بأنه يتم رصد الكائن المسبب للمرض وأساليب انتقاله وشدته ومدى شراسته فضلا عن تحديد فترة الحضانة، وهل يوجد عائل وسيط في الحيوان أم لا، حيث إن كل هذا يؤثر في القرارات التي تتخذها منظمة الصحة العالمية ولا يمكن للمنظمة أن تعقب على شيء في الوقت الحالي فهذا مبكرًا.
يذكر أن الطاعون يعد مرضا معديا قد يؤدي إلى الوفاة، وتحدث الإصابة به بسبب بكتيريا تسمى 'يرسينية' تعيش في بعض الحيوانات، لاسيما القوارض، والبراغيث، والطاعون الدبلي هو النوع الأكثر شيوعا للمرض الذي يمكن أن يصيب الإنسان، وتأتي تسميته بهذا الاسم من الأعراض التي يسببها، مثل تورم مؤلم في العقد اللمفاوية أو 'دبل' في الفخذ أو الإبط.