تعتزم وزارة السياحة والآثار، افتتاح 5 متاحف جديدة خلال شهري سبتمبر وأكتوبر المقبلين، على أن يكون افتتاح متحف المركبات الملكية خلال شهر الحالي بالإضافة إلى افتتاح متحف المطار، والذي سوف يعرض حوالي 70 قطعة أثرية تم اختيارها بعناية من قِبل اللجنة العليا لسيناريوهات المتاحف.
متحف المركبات الملكية
تم إنشاؤه بمنطقة بولاق أبو العلا في عهد الخديوي إسماعيل (1863-1879)، تمت إضافة بعض التعديلات إلى المتحف في عهد الملك فؤاد، وسمي المتحف بمصلحة الركائب الخديوية، ثم تغير اسمه إلى مصلحة الركائب السلطانية في عام 1914، ثم مصلحة الركائب الملكية في عام 1924، ثم يتحول اسمه أخيرا إلى متحف الركائب الملكية في عام 1978.
يعتبر المتحف من أندر المتاحف، حيث يعد الرابع من نوعه على مستوى العالم بعد متاحف روسيا وإنجلترا والنمسا، يضم مجموعة من العربات الملكية من طرز مختلفة تم استخدامها عند استقبال الملوك والسفراء والنبلاء، تكلفة ترميم متحف المركبات الملكية بلغت 63 مليون جنيه، حيث بدأت أعمال الترميم في المتحف في عام 2001، ثم توقف لعدة سنوات، وعاد البدء في أعمال الترميم عام 2017، بعد أن كان يعاني من إهمال كبيرة.
تشمل عمليات الترميم تجهيز قاعات العرض الخاصة وتزويده بأحدث نظم الإضاءة، وتم توفير قاعة لعرض أفلام وثائقية عن المركبات الملكية الخاصة بالأسرة العلوية، والمتحف مزود بكافيتريا ومصعد لذوي الاحتياجات الخاصة، وبعد غلقه لمدة 19 عاما يفتح المتحف أبوابه لاستقبال الجمهور بسيناريو عرض جديد يهدف إلى إلقاء الضوء على جميع القطع الأثرية الفريدة من خلال 5 قاعات للعرض يضمها المتحف.
تبلغ أسعار التذاكر 20 جنيها للمصريين و5 جنيهات للطلاب، فيما تبلغ سعر التذكرة للأجانب 100 جنيه، و50 جنيها للطلاب الأجانب، يبلغ سعر استخدام الكاميرا الفوتوغرافية 50 جنيها، استخدام كاميرات الهاتف المحمول خلال الزيارة بالمجان، من المقرر استقبال الزائرين من الساعة التاسعة صباحا، وحتى الخامسة مساء بعد فتحه رسميا.
متحف المطار
تم افتتاح متحف المطار لأول مرة في عام 2016 وكان ذلك في الصالة رقم 3 في مطار القاهرة الدولي، وكان يضم مجموعة نادرة تعود لعصر ما قبل الأسرات، و تمثالا للكاتب المصري يرجع لعصر الأسرة الخامسة، ومن أبرز القطع التي كانت فيه هي مجموعة من التماثيل ترجع للعصرين اليوناني والروماني، وأيقونات قبطية من القرن الثامن عشر، وكان يضم أيضا مجموعة من العملات والمصاحف والأطباق المزخرفة التي تعود للعصور الإسلامية المختلفة، وكان اجمالي القطع سابقا قرابة 36 قطعة أثرية وتم نقله إلى قاعة جديدة بنفس الصالة للتوسعة واستحداث قطع أثرية جديدة لإثراء العرض المتحفي لتكون عنصرا جذب جديد للوافدين بالمطار.
كما سيتم إنشاء قاعة جديدة داخل مبنى ركاب 2 بالمطار بمساحة تصل إلى نحو 150م، ومن المتوقع أن يصبح المتحف بعد افتتاحه عنصر جذب جديد بمطار القاهرة الدولي للزائرين والوافدين ومسافري الترانزيت، وهناك علامات إرشادية داخل المطار للتعرف على مكان صالة 3 المتواجد داخلها المتحف، إلى جانب وجود مرشد سياحي داخل المتحف لإرشاد السياح مجانا.
سيعرض المتحف حوالي 70 قطعة أثرية تم اختيارها بعناية من قِبل اللجنة العليا لسيناريوهات المتاحف، كانت موجودة في عدد من المتاحف المصرية لتعكس الأوجه المختلفة للحضارة المصرية العريقة، منذ العصور المصرية القديمة والقبطية والإسلامية.
كما أن معظم القطع التي سيتم عرضها كانت محفوظة داخل مخازن المتحف المصري بالتحرير، ومتحف السويس، والمتحف اليوناني الروماني، بالإضافة إلى أن عملية النقل تمت طبقا للطرق العلمية المتعارف عليها دوليا، وتم وإعداد تقرير حالة لكل قطعة بالإضافة إلى تغليف كل مومياء على حدة داخل صناديق معدة ومجهزة لهذا الغرض ومبطنة بالفوم المقوى تتفق وطبيعة المادة الحساسة وتم تدعيمها بأحزمة ربط منعا لأي اهتزازات أثناء عملية النقل، ومن أهم القطع الأثرية التي سيتم عرضها مومياوات في حالة جيدة من الحفظ، ترجع إحداهم للعصر الروماني ذو وجه مغطى بقناع مذهب ومزينة بالكارتوناج المذهب ورسومات ملونة.
المتحف القومي للحضارة
يقع المتحف القومي للحضارة المصرية بالقرب من حصن بابليون ويطل على عين الصيرة في قلب مدينة الفسطاط التاريخية بمنطقة مصر القديمة بالقاهرة، حيث تم وضع حجر الأساس في عام 2002، ليكون هذا المتحف واحدًا من أهم وأكبر متاحف الآثار في العالم، وهو أول متحف يتم تخصيصه لمجمل الحضارة المصرية يضم أكثر من 50 ألف قطعة أثرية تحكي مراحل تطور الحضارة منذ أقدم العصور حتى العصر الحديث، سوف تعرض مقتنيات المتحف في معرض رئيسي دائم يتناول أهم إنجازات الحضارة المصرية، بالإضافة إلى 6 معارض أخرى تتناول موضوعات: الحضارة، والنيل، والكتابة، والدولة والمجتمع، والثقافة، والمعتقدات والأفكار، بالإضافة إلى معرض المومياوات الملكية.
وسيتضمن المتحف أيضا مساحات للمعارض المؤقتة، فضلا عن معرض خاص بتطور مدينة القاهرة الحديثة، وسوف يضم المتحف أبنية خدمية، وتجارية، وترفيهية، ومركزا بحثيا لعلوم المواد القديمة والترميم، وسيكون المتحف مقرا لاستضافة مجموعة متنوعة من الفعاليات، كعروض الأفلام، والمؤتمرات، والمحاضرات، والأنشطة الثقافية.
وبذلك سيكون هذا المتحف الذي يستهدف الجماهير المحلية والأجنبية مؤسسة متكاملة لها دورها المتميز في نشر الوعي الأثري والتعريف بدور مصر في إرساء دعائم الحضارة الإنسانية، وفي عام 2017 افتتحت قاعة العرض المؤقت التي تبلغ مساحتها 1000م2، وتضم معرضًا مؤقتًا عنوانه "الحرف والصناعات المصرية عبر العصور"، يهدف إلى التعريف بتطور الحرف المصرية (الفخار، والنسيج، والنجارة، والحلي).
ويشمل هذا المعرض نحو 420 قطعة أثرية مختارة من بعض المتاحف، والعديد من المجسمات، بالإضافة إلى شاشات كبيرة تعرض عددا من الأفلام الوثائقية التي تتناول تاريخ كل حرفة وتطورها عبر العصور، كما يعد متحف الحضارة من أهم المشروعات التي تمت بالتعاون مع منظمة اليونسكو ليصبح من أكبر متاحف الحضارة في مصر والشرق الأوسط، ويضم المتحف جميع مظاهر الثراء والتنوع للحضارة المصرية منذ عصر ما قبل التاريخ إلى وقتنا الحاضر، وافتتحت إيرينا بوكوفا مدير عام منظمة اليونسكو سابقا، ووزير السياحة والآثار قاعة للعرض المؤقت به عام 2017.
ومن أهم القطع الأثرية التي تزين المتحف تمثال المرضعة ولوحة الولادة من عصر الدولة الحديثة كما أن جزء من أقدم هيكل عظمي لقدم مومياء تم توصيلها بجزء تعوضي مصنوع من الخشب كما يحتوي على تماثيل للملك أمنمحات الثالث على هيئة أبو الهول، وتحتمس الثالث جالسا، وتمثال للإله نيلوس من العصر اليوناني الروماني، ويضم 50 مشكاة من العصر الإسلامى، ومشربية وبعض الشبابيك الجصية مطعمة بالزجاج الملونة والتي تم نقلها من القلعة، كما يضم مجموعات متنوعة من التماثيل الصغيرة والتمائم المصنوعة من الفيانس الأزرق وتمثال للكاتب المصري مصنوع من الجرانيت الأحمر مع أدوات الكتابة والأحبار والفرش الخاصة به.
متحف كفر الشيخ
يعد من المتاحف التي تنفذها وتمولها وزارة السياحة والآثار، حيث أصدر محافظ كفر الشيخ قرارا بإهداء الأرض لوزارة الآثار لإقامة المتحف، ويقع على مساحة 6670م2 على جزء من أرض حديقة صنعاء بمدينة كفر الشيخ، حيث بدأ العمل في إنشاء المتحف منذ 20 عاما، وتبلغ تكلفة المتحف تبلغ 50 مليون جنيه، وتوقف العمل بالمشروع منذ عام 2000 وتم استخدام جزء منها قاعة أفراح.
في عام 2017 وقعت الآثار بروتوكول تعاون بينها وبين محافظة كفر الشيخ لاستكمال المتحف، حيث يقضي البروتوكول بأن تدفع المحافظة 30 مليون جنيه لاستكمال الأعمال الإنشائية بالمتحف مقابل اقتسام الأرباح والعائدات، دفعت منها المحافظة مبلغ 13 مليون جنيه، وبعد تغيير المحافظ توقف المشروع مرة أخرى، حيث أوقف المحافظ الجديد ضخ الأموال للمشروع معللًا ذلك بأن أموال المحافظة للمحافظة وليست لأي جهة أخرى، وأن العائد المنتظر من اقتسام الأرباح لن يغطي بأي حال من الأحوال المبالغ التي دفعت في البروتوكول، ومع بداية 2019 تم الاتفاق مع وزارة الآثار على تدبير المبالغ المالية اللازمة لاستكمال العمل بالمتحف.
المتحف مكون من 3 قاعات عرض رئيسية، تعرض قطع أثرية من نتاج حفائر منطقة تل الفراعين الأثرية وبعض المناطق الأثرية الأخرى من محافظة كفر الشيخ منها، القاعات مقسمة تقسيما موضوعيا وتاريخيا حسب العصور التاريخية المختلفة، بما فيها عصر الأسر الفرعونية، والعصرين اليوناني والروماني، بالإضافة إلى عصور الحكم البيزنطي والقبطي والإسلامي، وقاعة العرض الدوري يتم فيها استعراض عروض دورية متنوعة محددة فيها ديناميكية العرض المتحفي المتغير، ويتم ربط المعروضات بمسار العائلة المقدسة بكنيسة سخا وسيتم عرض الندوات العلمية وتقديم بانوراما مرئية سينمائية متكاملة عن تاريخ كفر الشيخ والعرض المتحفي والقطع المعروضة بقاعات المتحف، ويضم المتحف أقساما للعرض المتحفي بالإضافة إلى العرض النوعي ويشمل العرض التاريخي كفر الشيخ منذ أقدم العصور، ويضم العرض قصة الصراع بين حورس وست، وتأسيس مدينة بوتو كأقدم عاصمة موحدة لمصر العليا والسفلي وتخصيصها للحج الديني، ويدور سيناريو العرض المتحفي لمتحف كفر الشيخ على عرض موضوع رئيسي وهو أسطورة إيزيس وأوزوريس والصراع بين حورس وست.
يبرز سيناريو العرض المتحفي بعض الموضوعات مثل: تاريخ العلوم خلال العصور التاريخية المختلفة كالطب والبيطرة والصيدلة لربط المتحف بجامعة كفر الشيخ، يسلط الضوء على مسار رحلة العائلة المقدسة، إذ تعد مدينة سخا بمدينة كفر الشيخ أحد المسارات التي عبرت منها العائلة المقدسة إلى الجهة الغربية، يبرز العرض المتحفي أيضا بعض الموضوعات ذات الصلة بمدينة فوه ذات التراث الإسلامي، تم نقل 770 قطعة أثرية من مختلف متاحف الجمهورية إلى متحف كفر الشيخ، من بينها "منطقة المعبد، والمتحف المصري، ومتحفي الإسماعيلية، والفن الإسلامي" ومتحف السويس، بالإضافة إلى 7 قطع أثرية من منطقة تل الفراعين.
متحف شرم الشيخ
تم إعداده كمتحف عالمي، كما يعد أول متحف للآثار ومركزا للحضارات ووجهة ثقافية وسياحية في شرم الشيخ، وينقسم إلى قاعتين كبيرتين بهما 6 صالات عرض، ومبنى إداري، والمتحف يضم كافيتريا، ومبنَى للمطاعم والكافيتريات (Food Court)، ومبنى للبازارات، ومتاجر الحرف الأثرية، ومسرحا مكشوفا، ومبنى استراحة للموظفين والأمن الداخلي، يقع المتحف على طريق المطار على مساحة تبلغ 191.000م2، كما يتم العمل بالمتحف كان متوقفا منذ 2011 بسبب قلة الموارد، وتم استئناف العمل به العام الماضى، وتعود فكرة بناء المتحف إلى عام 2006، وتوقف العمل بالمتحف بعد ثورة يناير، إلى أن تم تخصيص 200 مليون جنيه لصالح المشروع ليتم استكماله.
وتصل تكلفة إنشاء المتحف حتى الآن 600 مليون جنيه، ويتسع المتحف لعرض 20 ألف قطعة أثرية، متنوعة من الآثار الفرعونية، والإسلامية والقبطية، وتضم القاعة الأولى في متحف شرم الشيخ ما يقرب من 700 قطعة أثرية، والقاعة الثانية ما يقرب من 500 قطعة أثرية، واستقبل المتحف أكثر من 5000 قطعة أثرية من عدة مخازن ومناطق أثرية من مختلف أنحاء الجمهورية، منها مخازن كل من مارينا بالإسكندرية، مارينا بالعلمين، وآثار الإسماعيلية، وآثار بني سويف، و المخزن المتحفي بكوم أمبو وغيرها.
ومن أهم القطع التي يضمها العرض المتحفي بقاعة الحضارات، هو التابوت الداخلي والخارجي لإيست إم "إيست إم خب" زوجة بانجم الثاني وكاهنة المعبودة إيزيس والمعبودين مين وحورس بأخميم، من عصر الأسرة 21، والتي عثر عليها في خبيئة الدير البحري، ويضم مجموعة من تماثيل البابون"القرود" إله الحكمة في مصر القديمة، ومجموعات من الحيوانات المحنطة التي اكتشفتها البعثة الأثرية المصرية العاملة في منطقة سقارة، برئاسة الدكتور مصطفى وزيري، ومجموعة مقتنيات من التراث السيناوي، مقتنيات تحكي للزوار عن الحياة البرية والعائلة في مصر القديمة"، ويضم المتحف صناديق الأواني الكانوبية وبردية إيست إم خب، ومجموعة من أواني الطور وأدوات التجميل، ورأس الملكة حتشبسوت التي عثر عليها في المعبد الجنائزي لحتشبسوت عام 1926، بالدير البحري، كما يضم مجموعة تماثيل التناجرا لسيدات بملابس وطرز مختلفة، ومجموعة من التراث السيناوي.
وتعبر القاعة الكبرى بالمتحف عن الإنسان والحياة البرية في مصر القديمة، واهتمامات المصري القديم بالعلم والرياضة والصناعات والحرف التي تميز بها ووجوده في أسرته وحياته العائلية، وعلاقته بالبيئة المحيطة به وكيف كان محبًّا للحيوانات لدرجة التقديس، كما يتم عرض مجموعة الحيوانات المحنطة من ناتج حفائر البو باسطين بسقارة، مثل القطط والجعارين، وأيضًا البابون والتمساح والصقر في الشكل الحيواني والجسد الإنساني، وستقبل المتحف عدد من القطع الأثرية من عدة مخازن ومناطق أثرية من مختلف أنحاء الجمهورية، منها مخازن كل من مارينا بالإسكندرية، ومارينا بالعلمين، وآثار بني سويف، وآثار الإسماعيلية، والمخزن المتحفي بكوم أمبو وغيرها.