أكدت دار الإفتاء المصرية، أن التَّنمُّر والسخرية سلوكيات مرفوضة تتنافى مع مكارم الأخلاق التى دعا إليها الإسلام، مستشهدة بقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: 'أَثْقَلُ شَيْءٍ فِى مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيَّ' (أخرجه البخارى فى الأدب المفرد، والترمذي)، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: 'مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ' (رواه الترمذي).
وأوضحت دار الإفتاء، من خلال فيديو 'موشن جرافيك' أنتجته وحدة الرسوم المتحركة، أن احترام خصوصيات الآخرين واجبٌ شرعى وأخلاقيٌّ؛ ولذا حَرَّم الإسلام السخرية واللمز والتنابز بالألقاب؛ فالاعتداء وإيذاء الآخرين -ولو بكلمةٍ أو نظرةٍ- مذموم شرعًا.
واستدلت الدار بقول الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أن يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أن يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات: 11].
وكان تداول مقطع فيديو عبر صفحات 'السوشيال ميديا'، يُظهر شابين يدفعان مُسن يبلغ من العمر 60 عامًا بمصرف بمركز المراغة التابع لمحافظة سوهاج والتنمر عليه، ما أثار غضب رواد السوشيال ميديا، حيث شنوا هجومًا شديدًا على الشابين صاحبا الواقعة، وطالبوا بتوقيع أقصى عقوبة عليهما.
وظهر الشابين في الفيديو معهما كرة قدم، وذهبا إلى الرجل المسن وهو واقفًا على جانب إحدى الترع وبدأت المشادات الكلامية بينهم، وفجأة أثناء حديثه معهما اتجه أحدهم نحو المُسن وقام بدفعه في المصرف وفروا هاربين، وانفعل المُسن على إثر هذا التصرف الغير أخلاقي، وبادرهم بالسُباب مباشرة، وحاول إنقاذ نفسه والخروج من الترعة بعد دقائق لحالته الصحية السيئة وفقا لما ظهر في الفيديو.
من جانبها توصلت عمليات الفحص لأجهزة البحث الجنائي بمديرية أمن سوهاج، بقيادة اللواء عبد الحميد أبو موسى، مدير المباحث الجنائية، إلى قيام الصبية الجناة الذين ظهروا في مقطع الفيديو المتداول على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى يتنمرون على شخص مسن، وقيام أحدهم بدفعه بيده في الترعة وسط ضحكاتهم، وقيام الضحية بسبهم، ومحاولته الخروج من الترعة، بتصوير مقطع الفيديو ونشره على موقع مقاطع الفيديو القصيرة 'تيك توك'، وقد تم تكليف فريق من رجال المباحث بتحديد صاحب الحساب المنشور عليه الفيديو، والعمل على تحديد مكان الواقعة، وتحديد وضبط المتهمين.
وأشارت التحريات الأولية إلى أن الواقعة حدثت منذ 4 شهور في شهر مايو الماضي، بقرية الأخيضر بمركز المراغة، وأن المتهمين فيها 3 صبية تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عامًا، وجرى تحديدهم وتكليف ضباط المباحث بضبطهم.
فيما صرح مدير الشؤون الاجتماعية بمركز المراغة، بأن الرجل المسن (الحاج عاشور) ضحية واقعة التنمر، توجه مساء اليوم، إلى نقطة الشرطة للتعرف على الصبية الذين قاموا بالتنمرعليه ودفعه في المصرف، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.