وزير الأوقاف: الإخوان شنوا حملات مأجورة حول قضية بناء المساجد في مصر

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

أكد محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن الإيمان الحقيقي يُقوِّم سلوك صاحبه ويُهذِّب أخلاقه، يقول نبينا ( صلى الله عليه وسلم ): “لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ، وَلاَ دِينَ لِمَنْ لاَ عَهْدَ لَهُ”، وقال رجلٌ يا رسولَ اللهِ إنَّ فلانةَ فذَكَرَ من كثرةِ صلاتِها وصدقتِها وصيامِها غيرَ أنَّها تُؤْذِي جيرانَها بلسانِها، قال: “هيَ في النارِ” ، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، قِيلَ: مَنْ يا رسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الَّذي لا يأْمنُ جارُهُ بَوَائِقَهُ” ، ويقول (صلى الله عليه وسلم) :” مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَان وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ” ، ويقول أيضًا (صلى الله عليه وسلم) :”مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِ جارَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ” ، فالإيمان ليس بالكلام وإنما سلوك وأخلاق وقيم.

وبين الوزير خلال خطبة الجمعة اليوم، أن خلق الحياء من الأخلاق الأصيلة للإسلام، يقول (صلى الله عليه وسلم): “إنَّ لِكُلِّ دينٍ خُلُقًا، وإنَّ خُلُقَ الإسلامِ الحياءُ” ، والسيدة عائشة (رضى الله عنها وأرضاها) تؤكد هذا فتقول : “إِنَّ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ عَشَرَةٌ : صِدْقُ الْحَدِيثِ ، وَصِدْقُ الْبَأْسِ فِي طَاعَةِ اللَّهِ ، وَإِعْطَاءُ السَّائِلِ ، وَمُكَافَأَةُ الصَّنِيعِ ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ ، وَأَدَاءُ الْأَمَانَةِ ، وَالتَّذَمُّمُ لِلْجَارِ ، وَالتَّذَمُّمُ لِلصَّاحِبِ ، وَقِرَى الضَّيْفِ ، وَرَأْسُهُنَّ الْحَيَاءُ” ، والحياء من الأخلاق الراسخة التي أجمعت عليها جميع الشرائع السماوية ، والتي لم تُنسخ في أي ملة من الملل ، ولا شريعة من الشرائع ، يقول (صلى الله عليه وسلم) : “إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ” ، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : “الإيمانُ بِضْعٌ وسَبْعونَ أو بِضْعٌ وسِتُّونَ شُعبةً: فأفضلُها قولُ لا إِلهَ إلَّا اللهُ، وأدْناها إماطةُ الأذَى عَنِ الطَّريقِ، والحياءُ شُعْبةٌ مِنَ الإيمانِ”.

وتابع، أن هذا ما كان من فعل الفتاة التي طلبت منها أمها أن تخلط اللبن بالماء ، فقالت لها يا أماه أما سمعت عزمة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه وأرضاه) إذ نادى مناديه “لا يخلطن أحد اللبن بالماء ” فقالت لها: “أين منادي عمر الآن”؟ فقالت لها: يا أماه “إني لأستحي من الله أن أطيعه على الملأ، وأعصيه في الخلاء” .

وأوضح، أن الحياء من الله تعالى يقتضي أن تراقب الله (سبحانه وتعالى) في خلوتك وفي ظلمتك كما تراقبه في ملأ من الناس ، فإذا كنت تستحيي من الله في الخلوة كما تستحيي منه على الملأ فأنت تحسن مراقبة الله ، وهذا جزاؤه عند الله عظيم ، فمن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : ” ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ”، ويقول ( صلى الله عليه وسلم ) : “اسْتَحْيُوا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ ، قَالَ : قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، قَالَ ( صلى الله عليه وسلم) : “لَيْسَ ذَاكَ وَلَكِنَّ الِاسْتِحْيَاءَ مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَلْتَذْكُرْ الْمَوْتَ وَالْبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ”.

وفي سياق متصل بين أن صفحات الجماعات الضالة تجنح إلى السب والقذف والخروج عن أخلاق الإسلام ، والإسلام منهم براء ، لأن نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول : ” الْحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ وَالإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ” ، وهذا ما تجده من كتائب الجماعات الضالة التي تدعي زورًا أنها تحمل لواء الإسلام ، والإسلام منها براء ، فالمؤمن الحق لا ينطق بلفظ نابٍ أبدًا ، فهو ليس بشتام ولا بذيء ، ومن لم يتعظ بتخطف الموت لمن حوله هذه الأيام فلا واعظ له.

كما أكد أن الحملات المأجورة التي قامت بها الجماعات المأجورة حول قضية بناء المساجد في مصر حملات كاذبة لا أساس لها من الصحة، فإنه خلال شهري سبتمبر وأكتوبر تم افتتاح 383 مسجدًا وهذا المسجد هو رقم 383 في الافتتاحات ، وأسأل الله العلي العظيم أن يجزي كل من أسهم أو قدم أو قام على مثل هذا المسجد خير الجزاء.

وأضاف، أن هذه الجماعات كانت تختلس على أرض مغتصبة ما يحقق أهدافها ومصالحها ؛ زاوية صغيرة هنا على أملاك الدولة ، وأخرى هناك على حافة الترع وخلف قطبان القطارات والمقابر ليختبئوا بأفكارهم الضالة عن أعين الناس ، فلما عادت الدولة تستبدل في طريقها الإصلاحي بكل زاوية تعيق طريق الناس مسجدًا على هذا النحو بمفهوم المسجد الجامع فقدوا صوابهم وأخذوا يروجون لشائعاتهم وأكاذيبهم التي يدحضها الواقع ، فالدولة تبني ولا تهدم ، وأن ما حدث من عمارة للمساجد في السنوات الست الماضية غير مسبوق وربما لا يتكرر بسهولة في أي مكان ، إذ بلغ إجمالي ما تم إحلاله وتجديده وصيانته ما يزيد على 3600 مسجد، كما عبر عن سعادته بهذا الصرح ، مؤكدًا أن هذا هو مفهوم المسجد الجامع ، وبه يتبين الفرق بين عمل الدولة ومؤسساتها وبين أفكار تلك الجماعات الضالة ، فالدول تبني ، ونحتاج أن نقوي دولنا ونقوي مؤسساتنا الوطنية ولا نسمح لتلك الكيانات التي كانت تريد أن تصنع كيانات موازية لا تنشأ إلا على أنقاض الدول بتعطيل مسيرة البناء

واشار إلى أن هذا المسجد لم يُبن في الهواء الطلق بل بُني في مدينة عامرة على تراث معماري وهندسي، فالدولة لا تبني المساجد فقط ، وإنما تبني المسجد والمسكن والمدارس وتُعبّد الطرقات ، وهذا هو ما يجعل من تقوية الدولة الوطنية فرض عين على كل إنسان وطني يحب وطنه ، ومن الظلم تشويه الحقائق، فهذه الجماعات لا تعرف إلا التشويه والهدم، سائلًا معاليه الله تعالى أن يحفظ مصر وسائر بلاد العالمين من كل مكروه وسوء.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً