مصر مهد وأرض الحضارات؛ فيها ولد التاريخ والحضارة البشرية منذ آلاف السنين، وتجلت روعة القدماء المصريين فيما تركوه خلفهم من أثار وتاريخ عظيم، تتحاكى عنه الأمم، إذا يحتفل المصريون والعالم اليوم بظاهرة توحي بعظمة ونشأة الحضارة المصرية العريقة، وهي تعامد الشمس على معبد أبو سمبل.
وبدأت منذ قليل، ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد الملك رمسيس بأبو سمبل جنوب مصر، وهى الظاهرة الفلكية الفريدة التي جسدها القدماء المصريون داخل المعابد المصرية، والتي تتكرر مرتين كل عام في 22 أكتوبر و22 فبراير.
تعامد الشمس على معبد أبو سمبل
وتبدأ الظاهرة كل عام مع شروق شمس 22 أكتوبر، في تمام الساعة 5,50 دقيقة صباحاً، وتستمر لمدة 20 أو 25 دقيقة على قدس الأقداس بمعبد الملك رمسيس بأبو سمبل، حيث تتسلل أشعة الشمس داخل المعبد، وصولا إلى قدس الأقداس والذي يبعد عن المدخل بحوالي ستين مترًا، ويتكون من منصة تضم تمثال الملك رمسيس الثاني جالسا وبجواره تمثال الإله رع حور أخته، والإله آمون، وتمثال رابع للإله بتاح، وتتعامد الشمس على ثلاث تماثيل فقط من الأربعة، فيما لا تزور وجه تمثال 'بتاح'، الذي كان يعتبره القدماء إله الظلام.
وأرجع العلماء السبب وراء تعامد الشمس على وجه رمسيس إلى روايتين، الأولى هي، أن المصريين القدماء صمموا المعبد بناء على حركة الفلك لتحديد بدء الموسم الزراعي وموسم الحصاد، والثانية، أن هذين اليومين يتزامنان مع يوم مولد الملك رمسيس الثاني ويوم تتويجه على العرش.
تعامد الشمس على معبد أبو سمبل
وتم اكتشاف ظاهرة تعامد الشمس في شتاء عام 1874، عندما رصدت الكاتبة البريطانية 'إميليا إدوارد' والفريق المرافق لها، هذه الظاهرة وقد سجلتها فى كتابها المنشور عام 1899 بعنوان 'ألف ميل فوق النيل'، وكانت ظاهرة 'تعامد الشمس' على تمثال رمسيس كانت تحدث يومي 21 أكتوبر و21 فبراير قبل عام 1964، إلا أنه بعد نقل معبد أبوسمبل بعد تقطيعه لإنقاذه من الغرق تحت مياه بحيرة السد العالي في بداية الستينيات من موقعه القديم، الذي تم نحته داخل الجبل، إلى موقعه الحالي، أصبحت هذه الظاهرة تتكرر يومي 22 أكتوبر و22 فبراير.
تعامد الشمس على معبد أبو سمبل
وتحرص وزارة الآثار على أن تولي هذا الحدث اهتماما كبيرا، كما يأتي السياح من داخل مصر وخارجها لمشاهدة المنظر الرائع والحضارة التي تتحدث عن نفسها وقت تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس.