تواجه إثيوبيا أوقاتا صعبة تحتم عليها القتال على جبهتين، الأولى صحية تتمثل في مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، والثانية عسكرية بمحاولة احتواء الحرب الدائرة شمالا بين القوات الحكومية والمتمردين.
وانضمت إثيوبيا، اليوم الأربعاء، إلى مجموعة من دول القارة الإفريقية التي تجاوزت حاجز المائة ألف إصابة بفيروس كورونا المستجد، حيث بدأ المرض في التفشي مجددا في أماكن متعددة وبدا أنه خارج السيطرة. وقالت المراكز الإفريقية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، إن إثيوبيا سجلت أكثر من 1500 حالة وفاة ناجمة عن 'كوفيد 19'. وسجلت دول أفريقية أخرى أكثر من مائة ألف إصابة مؤكدة بكورونا، حيث رصدت مصر أكثر من 109 آلاف حالة، والمغرب أكثر من 265 ألفا، وجنوب أفريقيا بأكثر من 740 ألفا، وهو ما يرفع العدد الإجمالي للإصابات في القارة إلى 1.9 مليون مصاب.
ويفاقم أزمة كورونا في إثيوبيا أزمات إنسانية عدة، حيث تخوض القوات الحكومية مواجهات دامية في منطقة تيغراي شمالي البلاد أمام قوات محلية متمردة. وطالبت الأمم المتحدة بوصول المساعدات الإنسانية إلى تيغراي، حيث تقطعت السبل بالشاحنات التي تحمل الإمدادات الطبية وغيرها خارج الحدود الإقليمية. والأربعاء، اعتقلت إثيوبيا 17 ضابطا في الجيش بتهمة الخيانة بسبب تواطئهم مع سلطات إقليم تيغراي، وفقا لوسائل إعلام رسمية. وأرسل رئيس الوزراء أبي أحمد قوات وطائرات حربية إلى الإقليم الفدرالي الأسبوع الماضي، بعد خلاف لأشهر مع الحزب الحاكم فيه، متهما إياه بالسعي إلى زعزعة استقرار البلاد. وقال أحمد إن جبهة تحرير شعب تيغراي تجاوزت 'الخط الأحمر'، وهاجمت قاعدتين عسكريتين للجيش، وهو ما ينفيه الحزب. ونقلت إذاعة 'فانا' للإعلام التابعة للدولة عن الشرطة قولها: 'تم اعتقال 17 ضابطا في الجيش لأنهم خلقوا ظروفا مواتية' لجبهة تحرير شعب تيغراي لمهاجمة الجيش الوطني. والضباط متهمون بقطع أنظمة الاتصال بين القيادة الشمالية والوسطى للجيش، وهو عمل يعتبر 'خيانة'. ووفقا للإذاعة، فان أحد المشتبه بهم هو رئيس قسم الاتصالات بالجيش، وتم اعتقاله أثناء قيامه بإرسال 11 صندوقا 'معبأة بالمتفجرات ومكونات الصواريخ' إلى جبهة تحرير شعب تيغراي.