تقترب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، من الإعلان عن أرقام معززة تجمع بيانات عدد من الوكالات الرسمية، والتي توقعت في ديسمبر الفائت أن تكون سنة 2020 بين السنوات الثلاث الأعلى حرارة.
ويتجاوز هذا الاحترار أهداف اتفاق باريس، التي تخص الكوكب بأسره ومن المعروف أن ارتفاع درجة حرارة اليابسة أسرع من ارتفاعها في المحيطات، وأن بعض المناطق ترتفع درجة حرارتها بشكل أسرع، كالقطب الشمالي، حيث كانت درجات الحرارة في عام 2020 أعلى بـ 6 درجات مئوية عن المعدل المرجعي.
واتسمت سنة 2020 في سيبيريا، بموسم نشطت فيه حرائق الغابات "على نحو استثنائي"، وانبعث منها 244 ميغا طن من ثاني أكسيد الكربون، أي "أكثر بما يفوق الثلث مقارنة بالرقم القياسي المسجل عام 2019".
وتعد تلك الفترة الممتدة من 2015 إلى 2020 الأشد حراً على الإطلاق، في حين أن العقد الأخير (2011-2020) هو أيضاً الأكثر دفئاً منذ بداية العصر الصناعي.
ولم يستغرب مدير "كوبرنيكوس" كارلو بونتمبو "أن يكون العقد المنصرم الأكثر حراً على الإطلاق"، معتبراً أن ذلك "يذكر مجدداً بالحاجة الملحة إلى خفض الانبعاثات بمقدار طموح سعياً إلى تفادي الآثار الضارة للمناخ في المستقبل".
وقد بدأت هذه الآثار الضارة تصبح ملموسة في كل أنحاء الكوكب، ومن تجلياتها ذوبان الجليد البحري وموجات الحرارة الاستثنائية وهطول الأمطار الغزيرة، وموسم الأعاصير القياسي الأخير في منطقة البحر الكاريبي.
وارتفع معدل حرارة الكوكب ما لا يقل عن 1,1 درجة مئوية عمّا كان عليه قبل العصر الصناعي، مترافقاً من الآن مع عدد من الكوارث المناخية، ومع ذلك، لا تزال الالتزامات الحالية للدول في ما يتعلق بالحد من انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة دون أهداف اتفاق باريس الذي يرمي إلى إبقاء ارتفاع معدل الحرارة تحت مستوى الدرجتين مئويتين، وإذا أمكن 1,5 درجة مئوية.
ورغم التدابير المتخذة لاحتواء جائحة فيروس كورونا "كوفيد 19" وتباطؤ النشاط الاقتصادي الذي أدى إلى انخفاض قياسي بنسبة 7% في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عام 2020 (وفقاً لمشروع الكربون العالمي) فإن تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي واصل تزايده وفقاً لبيانات "كوبرنيكوس" المأخوذة من الأقمار الاصطناعية، وبلغت "ارتفاعاً غير مسبوق" قدره 413 جزءاً في المليون في مايو 2020.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
