لم تكن مآساة 'سالم عبد العظيم' حارس أحد العقارات التى تم إزالتها بشارع خاتم المرسلين؛ لاستكمال تنفيذ مشروع محور ترسا الوحيدة ولا الأخيرة.. بل معاناة تكررت وسوف تتكرر مع كل عقار يتم إزالته دون النظر إلى بعض الفئات الفقيرة التى تسكن العقار أو يكون هو مصدر الدخل والآمان لها، مثال الحارس وكذلك السكان الذين لم يتم تعويضهم أو منحهم شقق بديلة؛ نظرا لأن قرار التعويض يشمل ملاك الشقق والعقارات ولا يشمل السكان أو الشاغلين مثل حارس العقار.
تجمع حول 'سالم' خلال حديثه عن معاناته 9 أبناء تدور أعينهم حائرة ما بين حديث أبيهم الذي يملئه الأسى والألم عينه التي تغرغرت بالدمع حزنا على مستقبلهم، حيث بدى الابن الأكبر فى أخر الصف يخبئ وجهه من الكاميرا؛ متسللا من ذلك الموقف تلك الظروف العصيبة، في عزة نفس لتلك الأسرة وتربيهتم الكريمة والأصيلة من أب مكافح صبور.
وجدت العائلة نفسها بين عشية وضحاها بدون مأوى، ولا تجد غير الشارع بيتا لهم؛ حيث وجدوا بعض القلوب الرحيمة من 'أهل الخير' الذين رأفوا بحالهم ووفروا لهم غرفة تحت سلم أحد المنازل؛ لتقيم بداخلها الأسرة بكامل عددها الكبير ولا يوجد لهم بديل وليس لديهم رفاهية الاختيار.
حارس العقار حياته مسلسل من المآسي المتصلة من بدايتها مرورا بمحطاتها المظلمة حيث يروي لنا قصة زوجته الأولى التي توفت إثر إصابتها بالسرطان بعد صراع طويل مع المرض انتهى بانتصاره عليها وموتها، حيث أنهكه ذلك المرض اللعين ماديا ومعنويا، حتى وصل به الأمر إلى أن 'يشحت' على حد قوله مصاريف علاج زوجته ليتمكن من علاجها، وفى محطة مظلمة أخرى فى حياة هذا الرجل البائس يجد الجرافات تحاصر أولاده ويتم إزالة العقار الذي يحرسه ويقيم فيه دون سابق إنذار أو تعويض له ولأسرته، وهوا يبحث بين المسؤولين عن أي تعويض يعفه وأولاده من الشارع ليكون الرد الصادم والكاسر هوا 'لا يوجد تعويض غير للملاك فقط'.