أكد اللواء محمد عبد الواحد، خبير الأمن القومي والشئون الأفريقية، أن السودان شعرت بحجم المشكلة ومدى ضعف قدرة الاتحاد الإفريقي على حل القضية وحسم الصراعات في المنطقة، لأسباب كثيرة منها أن أكثر من 50 % من ميزانيته يعتمد عليها من الخارج، معلقًا « الاتحاد الإفريقي ليس سيد قراره ».
وأضاف "عبد الواحد" في حديثه لـ «أهل مصر»: « نمر بوقت حرج والتصريحات فيه متوترة بين إثيوبيا والسودان مع اقتراب الملء الثاني، والخلاف مع السودان على المشكلة الحدودية»، مشيرًا إلى أنه بحلول الملء الثاني أصبح هناك ورقة ضغط على السودان في قضية الحدود وتحجب المياه عنها بهدف التنازل عن حدودها وهذا ما جعل السودان تشعر بالخوف.
وتابع « عبدالواحد»: "هناك مواقف كثيرة تدل على ضعف الاتحاد الأفريقي في مواجهة أي قضايا، مثلما حدث في موقف أبى أحمد والتيجريا حين تدخل الاتحاد الأفريقي وكانت تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي صادمة بأن لا أحد لديه الحكم أو التدخل للحكم عليهم وأنه شأن داخلى، وكذلك في الانتخابات الكونغولية، وليس لديه القدرة على حل مشاكل ليبيا، وأي نزاع في المنطقة على الحدود أو القضايا بين الدول.
وأوضح أنه من الصعب حسم قضية سد النهضة في 2021 وأن بناء السد أصبح أمر واقع، ولكن المشكلة في المحافظة على الحقوق بأن تكون هناك اتفاقية ملزمة للأطراف المشاركة، بحيث إذا وقع جفاف ممتد فيكون هناك حجب للمياه خلف السد لكي يتم استهلاكها وقت الجفاف، بالإضافة إلى أضرار السد البيئية والبيولوجية الموجودة في المنطقة، بالإضافة إلى أن بناء السد على النيل الأزرق وهو المياه تخرج منه 50 مليار متر مكعب مقسمة بين مصر، وعكفت إثيوبيا على تخزين المياه في بحيرة كبيرة للغاية خلف السد مما يحدث بخر للمياه وتصريف للتربة، بما يفقد 42 مليار متر مكعب من حصة المياه لمصر.
وأوضح أنه لابد أن تكون عملية التشغيل باتفاق ملزم، وألية لفض النزاعات، متنيًا "أن يتم الاتفاق خلال الشهور المقبلة لأن إثيوبيا من الشعوب التى من الصعب التعامل معهم ويحاولون التلاعب وكسب أوراق ضغط لتحقيق مصالحهم.
والجدير بالذكر أن السودان أكدت أن إصرار إثيوبيا على المضي قدما في ملء بحيرة سد النهضة في يوليو المقبل بشكل أحادي، دون التوصل الى اتفاقية قانونية ملزمة يمثل خطرا على السدود السودانية.
وأشار وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس لدى استقباله أعضاء وفد الخبراء الكونغولي الذي يمثل رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية رئيس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي، إلى أن "الخطوة الإثيوبية تهدد السدود السودانية فى الروصيرص وسنار، وكذلك تعرض حياة وسلامة 20 مليون سوداني يعيشون أسفل سد الروصيرص للخطر".
وشدد «عباس» على رغبة وحرص السودان في التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث (السودان، مصر، وإثيوبيا)، على جعل سد النهضة الإثيوبي بوابة للتعاون والتكامل بينهما، وبداية تنسيق وتعاون إقليمي لتحقيق المصالح المشتركة بين جميع دول حوض النيل لفائدة شعوب المنطقة.