منح مجلس النواب في جلسته العامة أمس تفويضا للرئيس عبد الفتاح السيسي بـ 'اتخاذ ما يراه مناسبا' لحماية الأمن المائي للبلاد من التهديدات التي يمثلها سد النهضة الإثيوبي.
ويسمح التفويض للرئيس باتخاذ أي إجراء يراه ضروريا – بما في ذلك العمل العسكري – لوضع حد للتهديد الذي يمثله السد على إمدادات المياه في مصر.
ونقلت وسائل إعلام عن نواب قولهم إن الشعب المصري يعارض ملء إثيوبيا للسد ويدعم الإجراءات المتخذة ضده.
هل وصلنا لطريق مسدود بمجلس الأمن؟ يأتي هذا بعد أيام قليلة من إخفاق مصر والسودان في الحصول على دعم مجلس الأمن في القضية. وواصلت الدولتان جهودهما طيلة الأسبوع الماضي لحشد دعم الدول الأعضاء بالمجلس من أجل إدانة قرار إثيوبيا بالبدء في الملء الثاني للسد بشكل أحادي الجانب والضغط عليها من أجل العودة لطاولة المفاوضات، مع دخول وسطاء دوليين جديد في المفاوضات.
لكن الدول الأعضاء رفضت في اجتماعها يوم الخميس تبني موقف مصر من القضية، لكنهم اكتفوا بدلا من ذلك بالتأكيد على دعمهم لعملية التفاوض التي يقودها الاتحاد الأفريقي ودعوة جميع الأطراف إلى استئناف المفاوضات.
لا يبدو كذلك أن الدول الأوروبية تنوي ممارسة الضغط الدبلوماسي على أديس أبابا. وأعرب وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، في بيان صدر أمس، عن 'أسفهم' تجاه إصرار إثيوبيا على المضي قدما في ملء السد ووصفوا الإجراءات التي تقوم بها بـ 'غير المفيدة'، ولكنهم امتنعوا عن اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه الأزمة. وبدا أيضا أن وزراء الخارجية يستبعدون القيام بدور وسطاء في النزاع، إذ أنهم اكتفوا بالتعبير عن دعمهم للمفاوضات برعاية الاتحاد الأفريقي ودعت الدول الثلاث إلى استئناف المفاوضات بينهم.
ركزت الدبلوماسية المصرية جهودها مؤخرا على الاتحاد الأوروبي. وقام وزير الخارجية سامح شكري بزيارة بروكسل خلال اليومين الماضيين، حيث عقد مباحثات مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، كما التقى برئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، والتقى أيضا سكرتير عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرج.
وفي مقابلة مع قناة الغد، كشف شكري عن 'زيارة مرتقبة' للرئيس السيسي إلى بروكسل.
عودة إلى الاتحاد الأفريقي: قال شكري، في مداخلة هاتفية مع أحمد موسى، خلال برنامج 'على مسؤوليتي' الليلة الماضية إن الاتحاد الأفريقي سيقدم أفكارا جديدة لاستئناف المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا وإنهاء الجمود الذي وصلت إليه.
لماذا خذلتنا روسيا والصين؟ في مداخلة هاتفية مع برنامج 'القاهرة والناس' ، قال رئيس تحرير جريدة الشروق عماد الدين حسين إن موقف روسيا في مجلس الأمن كان مفاجئا، ولكنه أشار إلى أن موسكو تسعى لتوسيع نفوذها في إثيوبيا ضمن صراع القوى بينها وبين الولايات المتحدة.
وفيما يخص الصين، قال حسين إن العديد من مشاريع التنمية في إثيوبيا تقوم بها شركات صينية، وهذا هو سبب رغبة بكين في إبقاء قضية سد النهضة بعيدا عن مجلس الأمن.
حازت القضية أيضا على اهتمام الصحف الأجنبية على تغطيتها لمصر هذا الصباح. وحذرت مقالات في صحيفتي ذا ناشيونال وإندبندنت البريطانية من نفاد الخيارات الدبلوماسية المتاحة أمام مصر والسودان بعد أن رفض مجلس الأمن الدولي إدانة بدء إثيوبيا الملء الثاني لخزان السد بشكل أحادي.
وحظي البلدان بتأييد عدد قليل من الدول الأعضاء في المجلس، حيث حذرت روسيا من 'تنامي الخطاب التهديدي'، في حين ترددت الولايات المتحدة في التورط في القضية. ويجبر هذا مصر والسودان إما على الدخول في مفاوضات جديدة بشروط إثيوبيا أو القيام بعمل عسكري، وفق ما قاله محللون.