أوضح الدكتور مجدي بدران استشاري أمراض الحساسية والمناعة، أن كلمة "فيروس" في اللاتينية تعني السم، والفيروسات طفيليات، ولا يمكنها التكاثرها بمفردها بل تعتمد على خلايا المضيف لإنتاج الطاقة والتكاثر داخل خلايا المضيف الحي للبقاء على قيد الحياة، وعند الإصابة بفيروس تضطر الخلية المضيفة إلى إنتاج آلاف النسخ المتطابقة من الفيروس الأصلي بمعدلات كثيرة إذ يبلغ حجم الفيروس تقريبًا 20-400 نانومتر.
وقال الدكتور مجدي بدران في تصريحاته لـ'أهل مصر'، إن الفيروسات تسبب أمراضًا مختلفة اعتمادًا على أنواع الخلايا التي تصيبها ويمكن أن تسبب بعض الفيروسات إصابات مزمنة مدى الحياة حيث تستمر الفيروسات في التكاثر في الجسم ومن أمثلة الفيروسات الشهيرة: الجدري، الجديرى المائي، فيروسات نزلات البرد، الأنفلونزا، الحصبة، النكاف، الحصبة الألمانية، الهربز، فيروسات الالتهاب الكبدى، شلل الأطفال، الإيبولا، وفيروس الكورونا الجديد كوفيد -19.
وأضافت أن الفيروسات قتلت الملايين من البشر، ففيروس الأنفلونزا قتل فى 1918 حوالى 40 مليونا من البشر، فيروس الإيدز قتل 36 مليونا، الأنفلونزا الموسمية تقتل 500 ألف إنسان كل عام، والكورونا المستجد قتل أكثر من 4352955 مليونا وهناك عوامل رئيسية تسمح للفيروسات بالتسبب في أوبئة الأمراض المعدية الناشئة مثل : زيادة عدد سكان الكوكب، فتعداد الأرض اليوم حوالى ٨ مليار إنسان .
طرق انتشار الفيروسات
وأشار استشاري أمراض الحساسية والمناعة إلى أن العالم أصبح قرية صغيرة، مما سهل انتشار الفيروسات بسرعة أكبر عبر مسافات أكبر وفى دقائق، تضخمت رحلات السفر والتنقلات بين أرجاء المعمورة مما زاد من احتمال انتشار الفيروسات حول الأرض، واندلاع الأمراض الجديدة فى كافة القارات، لافتا إلى أن هناك بعض الفيروسات في الحيوانات ولكنها نادراً ما تنتشر إلى البشر، في بعض الأحيان يمكن أن تحدث طفرات تجعل الفيروسات الجديدة تدخل المجتمعات البشرية، ولأن البشر ليس لديهم مناعة ضد الفيروسات الجديدة الوافدة، غالبًا مايحلو المقام للفيروسات، وسرعان ما تبدأ فى العبث بأجهزة الإنسان وغالبا ما يكون الجهاز التنفسى هو الضحية الأولى، ومنصة الانطلاق لجهاز أو أكثر فى جسد الإنسان وبمرور الوقت ولتأخر اكتشاف علاج جديد ينتشر الفيروس مسببا وباءًا جديدًا.
وأوضح أن غالبا ما يكون لدى البشر مناعة ضئيلة، أو معدومة ضد الفيروس الجديد. كثير من الأحيان لا يمكن أن ينتشر فيروس جديد بين الناس، ولكن إذا تغير أو تحور ، فقد يبدأ في الانتشار بسهولة ، و في هذه الحالة ، يمكن أن يؤدي إلى وباء، كما تتسبب المعايير الثقافية وتغير الأنماط الغذائية في انتشار العدوى بالفيروسات ، مثل عادات السلامات والقبلات والأحضان الحارة فى المناسبات الاجتماعية، وتناول لحوم الحيوانات البرية وبذلك يتم تبادل وتوزيع الفيروسات بسهولة، وبجرعات تصل للملايين على المواطنين بسرعات فائقة .
وتغير المناخ والطقس دفع بعض الحيوانات التي تحمل فيروسات وديعة لاتضرها إلى الهجرة لمناطق مختلفة، ومنها انتقلت إلى الناس، وأنعش تغير المناخ بعض الفيروسات و جعلها تنتشر لمسافات أبعد وفى مساحات أوسع ولأوقات أطول، كما أن الحاجة لأسلحة جديدة والتفكير فى الأسلحة البيولوجية ربما يحفز استخدام الإنسان الفيروسات فى حروب المستقبل، فهى الأرخص والأكثر فتكا بالأعداء والمنافسين.
صراع البقاء
الفيروسات نفسها ليست غبية وتتفنن فى التنافس مع الكائنات الأخرى للبقاء والتفوق واستعراض القوى، ويعد فيروس الأنفلونزا مثالًا رائعًا على كيفية تمكين الطفرات انتشار الفيروسات على نطاق واسع بين البشر كل عام وكل فترة، مما يجعلنا نحتاج إلى تطوير تطعيم جديد للإنفلونزا كل عام.
الوقاية من الفيروسات
وقال الدكتور مجدي بدران أن الوقاية من الفيروسات تعتمد على نشر ثقافة الوقاية من العدوى بمعرفة طرق العدوى، والتطعيم بالتطعيمات المتاحة، ورفع المناعة.
علاج الفيروسات
وأضاف أن علاج الفيروسات يعتمد على مضادات الفيروسات وهى ليست رخيصة الثمن وإن وجدت تختص بنوع ما من الفيروسات، ولا تعمل ضد الفيروسات الجديدة غالباً، والمضادات الحيوية لا تؤثر على الفيروسات، وإنما على البكتيريا فقط، لافتا إلى أن سرالخلاص من الفيروسات هو المناعة زالجهاز المناعى القوى يغسل الجسم من الفيروسات بسهولة، وربما تم شفاء الشخص المصاب من الفيروس بدون ظهور أعراض.