ألقى الرئيس مون جيه إن رئيس جمهورية كوريا الجنوبية، كلمة خلال اجتماع المائدة المستديرة لمؤتمر الأعمال المصري الكوري حول الاقتصاد الأخضر والمستقبل.
استهل الرئيس الكوري الجنوبي كلمته بتوجيه الشكر للدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على دفء الاستقبال، مرحبا كذلك برجال الأعمال من الجانبين، ومعربا عن أمله في أن يكون لقاء اليوم فرصة مواتية لتوطيد الثقة والصداقة الممتدة بين بلدينا عبر السنوات الماضية، والاستعداد المشترك نحو مستقبل مشرق للبلدين.
وأشار الرئيس الكوري إلى أنه نتيجة للتعاون المستمر منذ فترة السبعينيات، فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر وكوريا الجنوبية نحو ملياري دولار سنويا، كما بلغ حجم الاستثمارات الكورية نحو 800 مليون دولار، كما زاد عدد الشركات الكورية العاملة في مصر إلى 33 شركة، وتحظى السيارات الكورية باهتمام كبير من جانب المصريين، ويعكس ذلك مدى التعاون الاقتصادي النشط بين البلدين.
وأضاف: كل هذا ليس إلا مجرد بداية؛ فالاقتصاد المصري يتمتع بقدرات هائلة تؤهله نحو تحقيق التقدم والتطور، إذ يمثل الشباب نسبة كبيرة من إجمالي عدد السكان، كما تتمتع مصر بموقع جغرافي متميز، ووفرة في الموارد الطبيعية، وتسعى مصر لتنفيذ رؤيتها لعام 2030 للتنمية المستدامة لتجسيد هذه الإمكانات وتحويلها إلى واقع فعلي.
وخلال كلمته، أشار الرئيس الكوري إلى أن مصر نجحت في استقطاب أكبر عدد من المستثمرين الأجانب خلال خمس سنوات على التوالي، على الرغم من تداعيات جائحة كورونا، موضحا أن مصر ستواصل تعاونها مع كوريا الجنوبية؛ من أجل تحقيق مستقبل مشرق لمرحلة ما بعد الجائحة.
وقال: في هذا السياق، أود التركيز على 3 محاور أساسية للتعاون الاقتصادي، وهي، أولا التعاون من أجل تقوية التبادل التجاري والاستثمار؛ إذ تعد مصر محورا للشبكة اللوجيستية العالمية بفضل قناة السويس، كما أن لديها العديد من اتفاقيات التجارة الحرة التي تربط بينها وبين القارة الأفريقية ومنطقة الشرق الأوسط وأوروبا، إضافة إلى أن كوريا الجنوبية لديها شبكة واسعة من الاتفاقيات التجارية الإقليمية أيضا.
وأضاف أنه وفقا لذلك يمكن للبلدين الاستفادة من هذه الاتفاقيات التجارية في تحقيق مزيد من التقدم في الأسواق العالمية، لافتا إلى أنه خلال لقاء القمة الذي جمعه بالرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، تم توقيع مذكرة تفاهم لتوسيع الشراكة التجارية والاقتصادية بين البلدين، معربا عن تطلعه إلى تحويل مذكرة التفاهم إلى اتفاقية للتجارة.
كما تطرق الرئيس "مون جيه إن" للتعاون بين البلدين في مجال البيئة، مشيرا إلى أن مصر ستستضيف مؤتمر COP 27، كما أن كوريا الجنوبية استضافت قمة الشراكة من أجل النمو الأخضر، وفي هذا الصدد يركز البلدان على تعزيز الصناعات الخضراء لخفض انبعاثات الكربون، معربا عن رغبته في تعزيز التعاون بين البلدين في مجال السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة، وكذا مشاركة الشركات الكورية في مشروعات البنية التحتية صديقة البيئة.
وفي الوقت نفسه، أشار الرئيس الكوري إلى تطلع بلاده إلى التعاون مع مصر في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ووصفها بأنها صناعات المستقبل، لافتا إلى أن العاصمة الإدارية الجديدة يتوافر بها مدينة ذكية ستصبح نموذجا للصناعات المستقبلية، وفي المقابل تتمتع كوريا الجنوبية بالقدرات التكنولوجية الحديثة، وتعد بذلك أفضل شريك لمصر في مجال التحول الرقمي.
واختتم الرئيس الكوري كلمته بعبارة " هيا ضعوا أيديكم في أيدينا.. هيا نجمع قوتنا في قوة واحدة؛ لنخطو معا نحو مستقبل التقدم المشترك".