استعرض النائب طارق نصير، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ، طلب المناقشة العامة الموجه لوزير التموين عن استيضاح سياسة الحكومة بشأن الإجراءات التي اتخذتها لمواجهة أزمة الغذاء العالمية وتداعياتها على الدولة المصرية في نطاق وزارة التموين والتجارة الداخلية.
وأكد ذلك خلال الجلسة العامة، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، بحضور الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، أن الأمن الغذائي لأي دولة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأمن القومي لمجتمعها، لافتا إلى أن الصراع الروسي الأوكراني الذي بدأ ٢٤ من فبراير الماضي، ضمن عوامل تمثل أكبر التهديدات للأمن الغذائي العالمي، ومثلت أكبر صدمة اقتصادية عالمية منذ عقد من الزمن.
الصراع الروسي الأوكراني
وأشار نصير، إلى أن رئيس برنامج الأغذية العالمي، حذر من الصراع الروسي الأوكراني سيؤثر على أسعار المواد الغذائية على مستوى العالم، وسيكون لذلك تأثير فادح على مواطني الدول الفقيرة، حيث تعد دولتي روسيا وأوكرانيا مصدرين رئيسيين للمواد الغذائية الأساسية، وقد أثر الصراع بالفعل على حجم إنتاج وتوريدات المحاصيل، ما أدى إلى ارتفاع أسعار المحاصيل على مستوى العالم، ما يهدد الكثير من سكان العالم بخطر المجاعة، خاصة وأن دولتي روسيا وأوكرانيا سلة خبز وأوروبا تصدران نحو ربع إنتاج القمح والشعير العالمي، وما يقرب من نصف حجم الإنتاج العالمي من زيت وبذور عباد الشمس، إضافة إلى خمس الإنتاج العالمي من الذرة.وأوضح النائب زيادة عدد الأشخاص الذين يواجهون خطر المجاعة على مستوى العالم من ٨٠ مليوناً إلى ٢٦٧ مليون شخص في الأربع سنوات الأخيرة، بسبب تغيرات المناخ، وتفشي فيروس كورونا، حيث تستورد حوالي 50 دولة من روسيا وأوكرانيا أكثر من 30% من الحبوب، ويقع العديد من هذه البلدان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأسيا، وهي مصنفة على أنها من الدول الأقل نمواً وانخفاضاً في الدخل، ومن ثم فإن نقص توريدات الغذاء في الدول النامية أو عجزها عن تدبير مواردها المالية اللازمة لاستيراده، قد يؤدي إلى حدوث اضطرابات اجتماعية، كما أن هناك عوامل أخرى ساهمت في تفاقم آثار أزمة الغذاء العالمي أبرزها يتمثل في: التغيرات المناخية الصعبة التي تشهدها دول العالم، تفشي فيروس كورونا، ارتفاع أسعار الأسمدة المصنعة من الغاز الطبيعي (سماد النترات، سماد اليوريا) نتيجة ارتفاع سعر الغاز الطبيعي، التضخم في أسعار المحاصيل الغذائية على مستوى العالم (بسبب ارتفاع أسعار الطاقة، الأسمدة، الأعلاف)، الحروب والنزاعات الجيوسياسية، العجز المائي لدى بعض الدول، تزايد معدلات السكان المحليين بنسب كبيرة في بعض الدول، إضافة إلى ارتفاع تكلفة النقل والشحن والتأمين على البضائع، وغلق موانئ دول البحر الأسود أمام حركة السفن والتصدير إلى السوق العالمية.
مؤشر الأمم المتحدة لأسعار الغذاء
وقال النائب: ونتيجة لذلك، فقد ارتفع مؤشر الأمم المتحدة لأسعار الغذاء بنسبة 4% تقريباً في فبراير الماضي، وارتفعت التكاليف بأكثر من 50% منذ منتصف عام ۲۰۲۰، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار في متاجر التجزئة، فقد كان جزءاً كبيراً من هذا الارتفاع مدعوماً بارتفاعات في أسعار الزيوت النباتية مثل زيت النخيل، وتجدر الإشارة إلى أن سلاسل الغذاء هي حلقة متصلة تؤثر في بعضها البعض، فالارتفاع في أسعار سلعة ما على العديد من السلع والصناعات الأخرى، فعلى سبيل المثال من المتوقع أن يؤثر الارتفاع في أسعار القمح على المستوى العالمي على أسعار وكميات منتجات أخرى مثل: الحلويات، المخبوزات، المكرونة، الأعلاف، مشروبات الشعير.وأشار النائب إلى أن أزمة الغذاء العالمي تستتبع بالضرورة إعادة النظر بشأن السياسة الزراعية الحالية، ودعم الفلاحين من خلال إتاحة التمويل وتوفير مستلزمات الإنتاج بسعر ميسر والاستشارات المجانية، وتبني سياسة إحلال الإنتاج المحلي بالواردات من القمح، وزيادة التوعية الصحية (لأن معدل استهلاك الفرد المصري يزيد على ضعف معدل استهلاك الفرد على مستوى العالم)، والتوسع الرأسي والأفقي في زراعة المحاصيل الاستراتيجية، وتحسين جودة البذور والتقاوي، وشراء المحاصيل من الفلاحين بسعر مشجع، وتعزيز جهود ضبط الأسواق، وتوفير السلع (ولاسيما السلع الاستراتيجية) بأسعار مناسبة، ودراسة سبل تنويع مصادر السلع الغذائية الأساسية.