جريمة بشعة هزت أركان محافظة الدقهلية الأسبوع الماضي، إذأقدمت أم على ذبح أبنائها الثلاثة، إذ يبلغ أكبرهم 10 سنوات وأصغرهم 3 شهور، وبعدها حاولت التخلص من حياتها بإلقاء نفسها أمام جرار زراعى لكن لم تتمكن من ذلك.
اللافت في الموضوع أن قاتلة أبنائها في الدقهلية وفقا للتحقيقات الأولية هى مصابة باكتئاب ما بعد الولادة أى أنها مصابة بمرض نفسي، إذ أثبتت التحريات أنها كانت بصحة جيدة وكانت تعيش مع أسرتها دون أى مشكلات زوجية، وهنا التساؤل الذي يتساءل عنه الكثيرون ما حكم الدين في هذه الحالة، خاصة أنه معروف أن من أشد الذنوب القتل العمد فما بالك بقتل الأم للأبناء.
عرضنا الأمر على الدكتور محمد علي، الداعية الإسلامي، الذي قال إن الفقهاء اختلفوا في حكم في قتل الوالد ولده، فذهب الجمهور إلى أنه لا يُقتل به لأنه سبب إيجاده في الحياة، وحكم الأم هو حكم الأب، فإذا قتلت الأم ولدها فلا يقتص منها لأن النص جاء بلفظ الوالد وهى أحد الوالدين فاستوت فى الحكم مع الأب، فضلاً عن أنها أولى بالبر فكانت أولى بنفى القصاص عنها، قال صلى الله عليه :"ولا يُقادُ بالولَدِ الوالِدُ" القَوَدُ: هو القِصاصُ: والمَعْنى: لا يُقْتَصُّ والِدٌ بقَتْلِ وَلَدِه، بلْ عليهِ الدِّيَةُ؛ لأنَّ الوالِدَ هو السَّبَبُ في إيجادِ الولدِ، فلا يكونُ الولدُ سَببًا في إعدامِ والدِه.
وأضاف الداعية الإسلامي فى حديث لـ"أهل مصر"، أن الأخذ بهذا الاستدلال وهو (لا يقتل الوالد بولده) لهو استدلال خاطئ قد يؤدي إلى زيادة الجرائم، ولا شك أن قتل الآباء والأمهات لأبنائهم، ذكر وإناث، جريمة فظيعة لا يجب أن تمر مرور الكرام، فالإسلام حرم قتل البنات في الجاهلية، فكيف نقبل بالقتل، ويخالف مالك الفقهاء الثلاثة، ويرى قتل الوالد بولده كلما انتفت الشبهة فى أنه أراد تأديبه أو كلما ثبت ثبوتًا قاطعًا أنه أراد قتله، فلو أضجعه فذبحه أو شق بطنه أو قطع أعضاءه فقد تحقق أنه أراد قتله وانتفت شبهة أنه أراد من الفعل تأديبه ومن ثَمَّ يقتل به، أما إذا ضربه مؤدبًا أو حانقًا ولو بسيف أو حَذَفَه بحديدة أو ما أشبه فقتله فلا يقتص منه لأن شفقة الوالد على ولده وطبيعة حبه له تدعو دائمًا إلى الشك فى أنه قصد قتله، وهذا الشك يكفى لدرء الحد عنه فلا يقتص منه، وإنما عليه دية مغلظة.
وتابع: "وعليه فإذا ثبت جنون الأم وذهاب عقلها لحظة الذبح فإنه قد رفع عنها القلم وإلا فهي مجرمة قاتلة تستحق أقصى عقوبة، وأنا أُفتي بما قاله الإمام مالك بضرورة القصاص من الأب أو الأم إذا قتل ابنه أو بنته بشكل عمدي، فالقصاص حياة كما يقول الله تعالى «ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب».
وكانت نيابة منية النصر تحت إشراف المستشار حسام الدين مصطفى معجوز، المحامي العام الأول لنيابة شمال المنصورة الكلية، استمعت لأقوال الأب فور وصوله من السعودية صباح اليوم والذي أكد عدم وجود أي مشكلات مع زوجته فوجئ بنبأ وفاة أبنائه.
بيان النيابة العامة في الواقعة
وأصدرت النيابة العامة قرارا بالتصريح بدفن الجثامين الثلاثة عقب انتهاء الأطباء الشرعيين من تشريح جثامين الأطفال «أحمد» 10 أعوام، وأنس، 4 أعوام، وسوميه، 3 شهور، والذي تبين وجود جروح ذبيحة ممتدة من أسفل الأذن اليسرى وحتى النهاية الإنسية لعظمة الترقوة اليمنى بالرقبة ناتجة عن استخدام آلة حادة سكين.
بينما تتلقي الأم الرعاية الصحية بمستشفي المنصورة الدولي وتم وضعها داخل العناية المركزة رغم استقرار حالتها وينتظر أعضاء النيابة العامة تحسن حالتها لبدء التحقيق معها واستجوابها.
وعثرت الأجهزة الأمنية بمكان الحادث على رسالة مكتوبة بخط يد الأم المتهمة بقتل أبناءها تعترف فيها بارتكابها للواقعة وذبحهم داخل منزلها.
وتضمن نص الرسالة: «وديت ولادك الجنة يامحمد، وأنت كمان هتروح الجنة معاهم لأنك مقصرتش معانا في اي حاجة أنا اللي قصرت معاهم وبالذات أحمد فكان لازم أوديه الجنة لأن ذنبه في رقبتي لا علمتة الكلام ولا الحياة والتعليم وأخواته معاه في الجنة ويابختك بالجنة، أنا أنا ادعيلي انا كنت بتعذب في الدنيا ومش قادرة أعيش سامحني وربنا يكرمك باللى تستاهلك ويعوض عليك بولاد أحسن من ولادي».
حكاية الواقعة
ترجع الواقعة إلى ظهر يوم الاثنين المضاي، حيث تلقى مدير أمن الدقهلية إخطارا من مأمور مركز شرطة منية النصر بورود بلاغ بقيام سيدة فى العقد الثالث من العمر بإلقاء نفسها أمام جرار زراعي على كوبرى المدارس المؤدى لقرية ميت تمامة دائرة المركز مما أدى إلى إصابتها بإصابات بالغة، تم نقلها لمستشفى منية النصر ولسوء حالتها تم تحويلها لمستشفى الطوارئ بالمنصورة.
وتبين من التحريات الأولية: أن السيدة «حنان. م.أ» 30 سنة خريجة كلية تربية قسم لغة عربية، متزوجة من «محمد.أ.م»، 33 سنة مدرس ويعمل بالسعودية مقيمان بمنطقة المكبس بقرية ميت تمامة.
وبالفحص والمعاينة تبين: أن جثث الأطفال بها جرح ذبحى بالرقبة من الأذن للأذن وان الجثث موجودة على الأرض بين سريرين بغرفة النوم، وتبين أن الأطفال هم أولاد السيدة التي حاولت الانتحار على الكوبرى، وبفحص مسرح الجريمة عثر الضباط على رسالة من الأم تعترف بقتلها أبنائها وأنها أرسلتهم للجنة،بينما أكدت جدة الأطفال من الأب أنها طرقت على باب شقة زوجة ابنها كثيرا ولكن لم تتلقى رد وعندما دخلت عثرت على جثث الأطفال ولم تجد الأم، موضحة أن ابنها خارج البلاد وكان في زيارة قبل رمضان وكانت علاقته بزوجته وأبنائه طيبة وان الزوجة علاقتها بالجميع طيبة.