دعا الدكتور محمد محمود مهران، الخبير بالقانون الدولي العام، وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، دول العالم بتبني مطالبة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتطوير قوانين المياه الدولية، مشيدا بحرص الرئيس على اطلاع قادة العالم على تطورات قضية سد النهضة.
في الوقت نفسه أثنى مهران على تحركات الرئيس السيسي على الصعيد الخارجي، وبكلمته خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتس، بشأن استعداد مصر لتقديم ما لديها من تسهيلات لإيصال الغاز من شرق المتوسط إلى أوروبا، تخفيفا لآثار الأزمة الأوكرانية.
وطالب مهران بتبني ما جاء بكلمة الرئيس السيسي في "قمة جدة"، ومناداته بتطوير قوانين المياه العذبة الدولية، وما يحكم هذا الملف من اتفاقات، بما يضع إطارا قانونيا على نحو عاجل للإدارة المتكاملة للموارد المائية، تشمل الأنهار، والبحيرات، والطبقات المائية الجوفية، بشكل يضمن تسوية تلك النزاعات، التي قد تنشب بين الأطراف الدولية، على نحو سلمي، وبشكل إلزامي، حفاظا على حقوق الدول المشتركة في الأنهار الدولية.
وأكد المتخصص في منازعات الأنهار الدولية، أن هناك العديد من القوانين الدولية التي تحكم نزاعات المياه العذبه أبرزها اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن الاستخدامات غير الملاحية للأنهار الدولية لعام 1997، موضحا أن هذه الاتفاقية تنص علي التعاون بين الدول، وتبادل المعلومات، وضرورة الإخطار والاتفاق بشأن إقامة أي مشروعات على المجرى المائي الدولي، ولا يجوز وفقا لهذه الاتفاقية لأي دولة مشتركة في المجرى المائي الدولي، أن تغير مساره، أو أن تقيم عليه أي منشآت دون الاتفاق مع الدول المشتركة في ذات الحوض، فضلا عن نصها على عدم الإضرار بالدول المجاورة.
ولفت أستاذ القانون الدولي إلى أن حروب المياه تعد من الحروب الحديثة، مشدداً على أهمية قضايا المياه العذبة في الوقت الراهن، وخاصة أن هناك العديد من النزاعات بشأن المياه في العديد من الدول العربية، مثل: مصر، والأردن، والعراق، مؤكدا ضرورة أن ينظر المجتمع الدولي لتطوير الاتفاقيات الدولية بشأن المياه العذبة، لتكون بها بعض نصوص ملزمة تسهم في الحد من النزاعات، والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.