قال السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال كلمته أمام الاجتماع المغلق لرؤساء الدول والحكومات حول تغير المناخ، أنه يثق في كونهم كقادة للعالم، سيكونوا دائمًا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقه.
وجاءت كلمة الرئيس السيسي كالتالي:
السيد أنطونيو جوتيريش سكرتير عام الأمم المتحدةأصحاب الفخامة رؤساء الدول والحكومات أود أن أتقدم إليكم بخالص الشكر والتقدير على مشاركتكم في هذا الاجتماع المهم الذي يعقد بالشراكة بين مصر والسكرتير العام للأمم المتحدة والذي كنت أتطلع للتواجد فيه معكم لولا ظروف طارئة حالت دون تمكني من التواجد في نيويورك ومنذ نحو عام مضى شاركنا معا في الاجتماع في إطار الإعداد لقمة المناخ في المملكة المتحدة واليوم نحن على بعد أسابيع قليلة من قمة المناخ السابعة والعشرين التي تستضيفها مصر في شرم الشيخ فإننا نجتمع مرة أخرى في ظل أحداث جرت على مدار العام الماضي تسببت في أزمات سياسية وتحديات في الغذاء والطاقة وسلاسل الإمداد طالت آثارها شتى أنحاء العالم.
إن هذه التحديات تمثل ولا شك أعباء إضافية على دولنا جميعا وخاصة النامية منها إلا أن علينا دائما أن نعتد بالتقارير العالمية الموضوعية التي تؤكد بشكل قاطع أن تغير المناخ يظل التحدي الوجودي الأخطر الذي يواجه كوكبنا وأن تداعياته تزداد تفاقما يوما بعد يوم مع كل ارتفاع في درجات الحرارة ولعل ما شهدته دولة باكستان الصديقة مؤخرا من فيضانات خلفت دمارا غير مسبوق وفقدانا في الأرواح وما شهدته القارة الأوروبية والولايات المتحدة من حرائق غابات غير مسبوقة نتيجة لارتفاع درجات الحرارة يعد نذيرا مؤلما لما سيكون عليه مستقبل أبنائنا وأحفادنا ما لم نتحرك سريعا وبشكل متسق ونضع تغيرات المناخ موضع التنفيذ لخفض الانبعاثات وبناء القدرة على التكيف وتعزيز تمويل المناخ الموجه للدول النامية.
أصحاب الفخامة، إنني وإذ اتطلع لاستقبالكم في قمة المناخ يومي السابع والثامن من نوفمبر المقبل فإنني لعلى ثقة أن اجتماعنا اليوم سيخرج برسالة قوية تمهد الطريق نحو تحقيق نتائج ملموسة في شرم الشيخ
وأود هنا أن أطرح عليكم رؤية مصر لعناصر هذه الرسالة التي تنتظرها شعوبنا من اجتماعنا اليوم:
أولا: إننا كمجتمع دولي وبصرف النظر عن أي ظرف عالمي أو خلاف سياسي لن نتراجع عن التزامات ارتضيناها وتعهدات قطعناها على أنفسنا ولا عن سياسات انتهجناها حققت بالفعل مكتسبات مهمة في مواجهة تغيير المناخ
ثانيا: إننا كقادة للعالم ندرك تماما أن حجم الجهد المبذول لا يفي بالمطلوب تحقيقه وأننا سنتخذ كافة الإجراءات اللازمة لتنفيذ تعهدانا سواء من خلال رفع طموح وتحديث مساهماتنا المحددة وطنيا تحت اتفاق باريس أو من خلال دعم كافة الجهود والمبادرات الهادفة إلى تعزيز عمل المناخ بالشراكة مع كافة الأطراف الحكومية وغير الحكومية من المجتمع المدني والبنوك ومؤسسات التمويل الدولية والقطاع الخاص العالمي وهي أطراف لا غنى عنها في هذه المواجهة.
ثالثا: إننا كمجتمع دولي نعلم تماما حجم العبء الملقى على عاتق الدول النامية الأقل نموا وحجم ما يتعين عليها مواجهته للوفاء بتعهداتها المناخية مع الاستمرار في جهود التنمية والقضاء على الفقر في ظل أزمتي غذاء وطاقة غير مسبوقتين وأننا نتعهد الدول المتقدمة منا بالإسراع من وتيرة تنفيذ التزاماتنا تجاه هذه الدول بتفوير تمويل المناخ لصالح خفض وتيرة تنفيذ التزاماتنا تجاه هذه الدول بتوفير تمويل المناخ لصالح خفض الانبعاثات والتكيف وبناء القدرة على التحمل سواء بالوفاء بتعهد المائة مليار دولار وتعهد مضافة التمويل الموجه إلى التكيف أو بالإسراع من التوافق على هدف التمويل الجديد لما بعد 2025
أثق أنكم تتفقون معي حول هذه الرؤية وأعلم أنكم ستأتون إلى شرم الشيخ محملين بتطلعات وتوقعات شعوبنا جميعا ولا يساورني شك إننا كقادة للعالم سنرتفع إلى قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا ونضع هذه الرؤية موضع التنفيذ لكي لا تنظر إلينا الأجيال القادمة لتقول كانت لديكم فرصة فأضعتموها وها نحن اليوم ندفع الثمن باهظا