“الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر”.. انطلقت صيحات الله أكبر من أفواه جنود مصر، وملئت سماء سيناء يوم 6 أكتوبر، وذلك بعد تحطيم الجيش المصري خط بارليف، وعبورهم قناة السويس، وكلمة “الله أكبر” كانت كلمة السر في حرب اكتوبر، حيث كانت صيحات الله أكبر هو صوت المعركة، أطلقها جنود مصر المجاهدون في سبيل الله في ساح الوغَى، فيشعرون بعزة الله وقوته وكبريائه ومعيته، فيستمدون منه القوة والثبات والإخلاص والعزة.
الله أكبر كلمة صنعت في تاريخ المُسلمين العجائب، وبثت في أهلها من القوة ما استعلوا فيه على كل كبير سوى الله - عز شأنُه، وجل جلاله الله أكبر تتضاءل أمامها كبرياء كل متكبر، وعظمة كل متعاظم، تعلو على كل مظاهر الفساد والطغيان.
سعد الدين الشاذلي يحكي قصة مكبرات صوت الله أكبر على الجبهة
تحدث الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، إبان حرب أكتوبر 1973، والذي يعرف باسم «العقل المدبر» لحرب أكتوبر، في مذكراته عن حرب أكتوبر، عن قصة اختيار «الله أكبر» لتكون أقصر وأقوى خطبة في حرب أكتوبر، التي نحتفل بذكراها الـ 49 في هذا اليوم.
وقال «الشاذلي»: «دخلت على اللواء عبدالمنعم واصل.. قائد الجيش الثالث الميداني، فوجدته يراجع الخطبة التي سوف يلقيها على جنوده عند بدء القتال وطلب رأيي فيها، قلت إنها خطبة ممتازة لكن لن يسمعها أحد وسط هدير المدافع والرشاشات وتساقط القتلى والجرحى.. في هذه الأجواء لن ينصت أحد..».