فى مثل هذه الأيام من كل عام تهب رياح النصر محملة بذكريات الفخر والعزة والكرامة التى تعلو جبين قواتنا البحرية فمنذ 55 عامًا مضت شهدت المنطقة أروع نصر بحرى والذى غير مفاهيم استخدام الصواريخ البحرية وجعل العالم ينظر إلينا نظرة احترام وتقدير، يوم أن قامت لنشات الصواريخ بملحمة بحرية استطاعت فيها أن تلقن العدو درسًا قاسيًا وأن ترسم علامة فارقة وتحولا جوهريا فى الفكر الإستراتيجى البحرى بإغراق أكبر وحدة بحرية له المدمرة إيلات الإسرائيلية أمام سواحل المدينة الباسلة بورسعيد باستخدام الصواريخ البحرية لأول مرة فى تاريخ البحريات العالمية وأعتبرت بشهادة الخبراء أحد أعظم الانتصارات البحرية.
وقال قائد القوات البحرية الفريق أشرف عطوة خلال حواره مع "أهل مصر"، إن اليوم القوات البحرية تحتفل بعيدها الخامس والخمسين، وسط سعي دائم لتحقيق الارتقاء بمستوى الفرد المقاتل فى شتى الجوانب فنياً تخصصياً لغوياً تدريبياً لمواجهة السرعة الفائقة لإيقاع التطور الحالي باعتبار الفرد المقاتل الركيزة الأساسية فى منظومة الإستعداد القتالي حتى يكون قادراً على إستيعاب التطوير العالمى في مجال التسليح والتعامل مع المنظومات الحديثة وإمتلاك المزيد من الوحدات البحرية الجديدة مع الإهتمام بالتأهيل العملي والعملي لطلبة الكلية البحرية.
وإلى بداية الحوار.
ما هى أسباب إختيار يوم 21 أكتوبر عيداً للقوات البحرية المصرية؟
منذ إنشاء البحرية المصرية فى العصر الحديث فى عهد محمد على باشا عام 1809م، والبحرية المصرية تسطر سجلاً وافراً من كل معانى التضحيات والبطولات، وليس آدل على ذلك من يوم 21 أكتوبر 1967 الذى يعتبر يوم العزة والكرامة وإستعادة الثقة للقوات البحرية بأول عمل عسكرى مصرى بعد نكسة 1967، فهو معجزة عسكرية بكافة المقاييس فى ذلك الوقت، إذ تم فيه تنفيذ هجمة بعدد (2) لنش صواريخ من قوة قاعدة بور سعيد البحرية بإستخدام الصواريخ البحرية (سطح/سطح) ضد أكبر الوحدات البحرية الإسرائيلية فى هذا الوقت وهى المدمرة (إيلات) التى إخترقت المياه الإقليمية المصرية كنوع من إظهار فرض السيطرة الإسرائيلية على مسرح العمليات البحرى والتى نجحت البحرية المصرية فى إغراقها.
وكان هذا الحدث علامة بارزة فى تاريخ بحريات العالم، وهو أن تنجح قطعة بحرية صغيرة الحجم فى تدمير وحدات بحرية كبيرة الحجم , مما أدى إلى تغير فى الفكر الإستراتيجى العالمى، وبناءاً على هذا الحدث التاريخى فقد تم إختيار يوم 21 أكتوبرليكون عيداً للقوات البحرية المصرية.
نفذت القوات البحرية المصرية العديد من التدريبات المشتركة والعابرة مع الدول الشقيقة والصديقة في المنطقة فما أوجه الاستفادة من هذه التدريبات؟
نتيجة للجهود التى تبذلها القيادة السياسية على الساحة الدولية بهدف توطيـد أواصـر التعاون مع كافة الدول الشقيقة والصديقة ودول الجوار أدى إلى الرغبة الدولية المتزايدة من كافة بحريات العالم - وفي مقدمتها بحريات الدول العظمى- إلى تنفيذ تدريبات مشتركة مع القوات البحرية المصرية وهو الأمر الذي يعود بالنفع على كلا الجانبين لمواكبـة التـطـور فـي التكتيكات البحرية الحديثة بمختلـف إتجاهاتهـا (شـرقية / غربيـة) وتكنولوجيا التسليح البحرى، ودراسة مسارح عمليات بحرية لها تأثير على الأمن القومى المصرى، وتعزيز ثقة الفرد المصرى المقاتل بنفسـه وبقواتـه البحرية لما تتميـز به أمام بحريات العالم.
وكذا تبادل الخبرات فى التدريب على موضوعات الأمن البحرى، وكيفيـة الحد مـن الأنشطة غير المشروعة بالبحر ترتيباً على الإنجازات الغير مسبوقة فى القضاء على الهجرة غـير الشرعية إلى أوروبا والإشادة الدولية بذات الشأن مع الإحتفاظ بعلاقات متميزة مع كافة الأطراف الدولية.
كما أن تعايش أطقم بحريات مختلف الدول مع أطقم قواتنا البحرية خلال تلك التدريبات يمثل تقويةً لعلاقات الصداقة والتعاون المشترك مستقبلاً و يدعم مكانة الدولة المصرية وثقلها السياسى والعسكرى على الساحة الدولية.
ما وجه الإستفادة من المؤتمرات والمنتديات الدولية والاقليمية التي يتم من خلالها استضافة العديد من قادة البحريات العظمي ومن ضمنها البحرية المصرية؟
نظراً لثقـل مصر السياسى والعسكرى وتصدرها المشهد السياسي بالمنطقة الناتج عـن التوجهات السياسية المعتدلة للقيادة المصرية الحالية وقدرتها على الاحتفاظ بعلاقات متوازنة مع كافة الأطراف الدولية، مما ترتب عليه اهتمام الدول الكبرى بدعوة مصر للمشاركة فى كل الندوات والمؤتمرات والمحافل الدولية البحرية الكبرى التى تعنى بصناع القرار وقادة القوات البحرية للدول العظمى، رؤساء المنظمات البحرية الدولية، رؤساء ومديري الاتحادات والشركات الدولية العاملة فى مجال النقل البحرى والدول الفاعلة بالساحة الدولية بصفتها إحدى القـوى المؤثرة في المنطقة.
كما تعتبر تلك المؤتمرات والمنتديات الدولية والإقليمية فرصة لتبادل وجهات النظر بين القادة حول المشكلات والتحديات التى تواجه الدول في المجال البحرى وسبل حلها وترسيخ أطر التعاون كما تعتبر أيضاً فرصة للإطلاع على ما تقوم به باقى بحريات العالم من أساليب لمجابهة التحديات والتهديدات التى تواجهها، وأحدث ما توصلت إليه تلك الدول من تقنيات حديثة في مجال التسليح والتدريب حيث تعد المحافل الدولية الكبرى فرصة متميزة لعرض وجهة النظر المصرية على صناع القرار على الساحة الدولية بشان الموضوعات ذات الاهتمام المشترك إقليمياً ودولياً، مما يفسح المجال للقـرار المصرى بأن يمثل ضمن أي ترتيبات تجرى.
وبذلك يتخرج الضابط البحرى حاصلاً على الأتي: درجة البكالوريوس فى العلوم البحرية درجة البكالوريوس فى العلوم العسكرية، درجة البكالوريوس فى العلوم السياسية، مما يمد خريجي الكلية البحرية بالخلفية العلمية الكافية لمواجهة التحديات التي تُحتِّمها طبيعة العمل، بالإضافة إلى توقيع بروتوكول تعاون بين الكلية البحرية ومكتبة الإسكندرية حمل عنوان "سفارة المعرفة" حيث يتيح البروتوكول لأول مرة وجود المادة العلمية (الرقمية) الخاصة بمكتبة الإسكندرية داخل كلية عسكرية، حيث تضيف للطالب أن يتحصل على أكبر كم من المعرفة التى تبنى شخصية ضابط بحرى مكتمل الأركان.
ما هى التحديات والتهديدات التي من الممكن أن تواجه القوات البحرية المصرية في حال المساس بالأمن البحري الإقليمي الخاص بمصر؟
منذ اليوم الأول للحرب الروسية الأوكرانية، دعت مصر إلى تغليب الحلول الدبلوماسية والتسوية السياسية للأزمة، محذرةً من تفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية وأثرها على الصعيد العالمى، وتشير كل الخطوات التي انتهجتها مصر تجاه الأزمة إلى أن الدبلوماسية المصرية لا تقف أمام أى من طرفى الصراع فهى على الحياد، والدليل على ذلك نفى هيئة قناة السويس إمكانية أن يُغلق ممر القناة أمام أى سفن موضحةً أن القوانين الملاحية البحرية لا تخضع للتقلبات السياسية والحروب.
تقوم القوات البحرية المصرية بمهامها على أكمل وجه وتتمثل تلك المهام فى حفظ مُقدرات الوطن وحماية مياهه الإقليمية، مثل تأمين حقل ظهر، وتأمين عبور السفن بقناة السويس، والعالم فى الوقت الحالى يواجه تداعيات الحرب الروسية الأوكرانيه، التى تتمثل فى مشكلة إقتصادية على مستوى العالم أجمع، فالعالم يعانى من مشكلة نقص الوقود و الحبوب الإستراتيجية، وطبقاً لتوجيهات القيادة السياسية فقد تم تفعيل عملية الترشيد فى إستخدام السلع الإستراتيجية والترشيد فى إستهلاك الطاقة، كرد فعل طبيعى تجاه تلك الأزمة.
هل للقوات البحرية دور فى إقتلاع جذور الإرهاب والعناصر التكفيرية لشمال سيناء؟
بكل تأكيد، القوات البحرية جزء لا يتجزأ من القوات المسلحة المصرية فهي فرع رئيسي بالقوات المسلحة المصرية ونحن على تعاون دائم مع الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية للقيام بتأمين الأهداف (الإستراتيجية /التعبوية/ التكتيكية) على جميع الإتجاهات والمحاور المختلفة، كما نقوم بأداء دور كبير فى العملية الشاملة بسيناء، وبالطبع جميع هذه الأعمال تتم بتنسيق كامل مع كافة الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية العاملة بهذه المنطقة بما يحقق تنفيذ هدف القيادة العامة للقوات المسلحة من العملية الشاملة بسيناء للحفاظ على أمن وسلامة مصرنا الحبيبة.
كيف يتم ترجمة إضافة أحدث أساليب البحث العلمي وانشاء قاعدة متطورة للتصنيع والتأمين الفني والصيانة والإصلاح هذا داخل القوات البحرية؟
بالفعل تمتلك القوات البحرية ثلاث قلاع صناعية تتمثل في الآتي: ترسانة إصلاح السفن بالقوات البحرية، الشركة المصرية لإصلاح وبناء السفن، شركة ترسانة الأسكندرية، تعمل ضمن منظومة متكاملة لها القدرة على التأمين الفنى وصيانة وإصلاح الوحدات البحرية المصرية، كما أصبحت لديها القدرة على التصنيع بعد تطويرها وفقاً لأحدث المواصفات القياسية العالمية بدعم من القيادة العامة للقوات المسلحة.
وقد قطعنا شوطاً طويلاً بالفعل فى تصنيع عدد من لنشات تأمين المواني ولنشات لتصنيع المشترك من خلال مشاركتهم بنقل التكنولوجيا إلينا، حيث يجري العمل في مشروع الفرقاطات طراز (Meko-A200) بالتعاون مع الجانب الألمانى، وتتم الصناعة في هذه القلاع بسواعد وعقول مصرية مدربة ومؤهلة.
في الأيام الماضية تم إعلان رفع العلم المصري على قطعة بحرية ألمانية من طراز (MEKO-A200) فهل لنا بمعرفة كواليس تلك الصفقة؟
تم الدعم من القيادة السياسية المتمثلة فى القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، وتم بحمد الله الإتفاق على أربع فرقاطات من طراز (MEKO–A200)، حيث يتم تصنيع ثلاث فرقاطات في ألمانيا، والأخيرة سيتم تصنيعُها في شركة ترسانة الإسكندرية وبالفعل تم رفع العلم المصري على الفرقاطة طراز (MEKO-A200) منذ أيام، ونسعى جاهدين لتطوير منظومة التسليح لمواكبة التطورات العسكرية العالمية الحالية.
ما الدور الذي تقوم به القوات البحرية في حماية المجتمع من مخاطر الهجرة غير الشرعية والقبض على المهربين؟
قامت القوات البحرية بالتعاون الكامل مع كافة الجهات المعنية بالدولة وقوات حرس الحدود والمخابرات الحربية بتوجيه ضربات حاسمة للقائمين على أعمال الهجرة غير الشرعية، ونجحت المجهودات في إلقاء القبض على العديد من البلنصات، وإحباط محاولة تهريب العديد من الأفراد إلى أوروبا، ونتيجة لتكثيف أعمال المرور وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها تم القبض على العديد من العائمات التي تقوم بأعمال تهريب، مخدرات/ سلاح / بضائع غير خالصة الجمارك.
ويتم تسليم المقبوض عليهم إلى جهات الإختصاص لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم وهي إشارة إلى عزم القوات البحرية والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بمقدرات هذا الشعب حيث برزت جهود الدولة في تعظيم الدور المصري في الحفاظ على الأمن البحري في المنطقة ومجهودات الحد من مكافحة الهجرة غير الشرعية والذي أدى بدوره إلى عدم وجود أي محاولة هجرة غير شرعية ناجحة من سواحلنا إعتبارا من سبتمبر ٢٠١٦ وهو ما أشادت به دول الإتحاد الأوربي والذى إنعكس بدوره على حجم التعاون الدولى معهم.
ما هى الرؤية المستقبلية التي ترونها الأنسب لتقدم القوات البحرية علي المستوي الإقليمي والعالمي؟
نظرا لسرعة وتيرة التقدم والتطور العلمى المحيط بنا من العالم ككل، فكان السعي الدائم لتحقيق الارتقاء بمستوى الفرد المقاتل فى شتى الجوانب (فنياً/ تخصصياً/ لغوياً/ تدريبياً، لمواجهة السرعة الفائقة لإيقاع التطور الحالي، باعتبار الفرد المقاتل الركيزة الأساسية فى منظومة الإستعداد القتالي حتى يكون قادراً على إستيعاب التطوير العالمى في مجال التسليح والتعامل مع المنظومات الحديثة.
وبذلك يتخرج الضابط البحرى حاصلاً على الأتي: درجة البكالوريوس فى العلوم البحرية درجة البكالوريوس فى العلوم العسكرية، درجة البكالوريوس فى العلوم السياسية، مما يمد خريجي الكلية البحرية بالخلفية العلمية الكافية لمواجهة التحديات التي تُحتِّمها طبيعة العمل، بالإضافة إلى توقيع بروتوكول تعاون بين الكلية البحرية ومكتبة الإسكندرية حمل عنوان "سفارة المعرفة" حيث يتيح البروتوكول لأول مرة وجود المادة العلمية (الرقمية) الخاصة بمكتبة الإسكندرية داخل كلية عسكرية، حيث تضيف للطالب أن يتحصل على أكبر كم من المعرفة التى تبنى شخصية ضابط بحرى مكتمل الأركان.
ما هى التحديات والتهديدات التي من الممكن أن تواجه القوات البحرية المصرية في حال المساس بالأمن البحري الإقليمي الخاص بمصر؟
منذ اليوم الأول للحرب الروسية الأوكرانية، دعت مصر إلى تغليب الحلول الدبلوماسية والتسوية السياسية للأزمة، محذرةً من تفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية وأثرها على الصعيد العالمى، وتشير كل الخطوات التي انتهجتها مصر تجاه الأزمة إلى أن الدبلوماسية المصرية لا تقف أمام أى من طرفى الصراع فهى على الحياد، والدليل على ذلك نفى هيئة قناة السويس إمكانية أن يُغلق ممر القناة أمام أى سفن موضحةً أن القوانين الملاحية البحرية لا تخضع للتقلبات السياسية والحروب.
تقوم القوات البحرية المصرية بمهامها على أكمل وجه وتتمثل تلك المهام فى حفظ مُقدرات الوطن وحماية مياهه الإقليمية، مثل تأمين حقل ظهر، وتأمين عبور السفن بقناة السويس، والعالم فى الوقت الحالى يواجه تداعيات الحرب الروسية الأوكرانيه، التى تتمثل فى مشكلة إقتصادية على مستوى العالم أجمع، فالعالم يعانى من مشكلة نقص الوقود و الحبوب الإستراتيجية، وطبقاً لتوجيهات القيادة السياسية فقد تم تفعيل عملية الترشيد فى إستخدام السلع الإستراتيجية والترشيد فى إستهلاك الطاقة، كرد فعل طبيعى تجاه تلك الأزمة.