فريد الديب.. بسيجار ونظرة ثاقبة،واستطاع الكشف عن ثغرات قانونية عديدة واستغلالها في قضايا الرأي العام، ليتسابق عليه معظم الكبار ليتولى مهمة الدفاع عنهم ولكنه سيطر على ساحة المحاماة ليصبح محامى الكبار، طوال تاريخه داخل ساحات المحاكم وقف الديب مرتدياً الروب الأسود مدافعاً عن قضايا شائكة شغلت الرأي العام المصري والعربي، أينما تقع قضايا الرأي العام الشائكة والمثيرة للجدل؛ يحل اسم المحامي الشهير فريد الديب.
وفاة فريد الديب
المحامي فريد الديب الذى بدأ مسيرته القانونية من باب النيابة العامة، وكيلًا للنائب العام بجنوب القاهرة، بعد تخرجه من كلية الحقوق بتقدير عام جيد جدًا، مرورٍا بالوايلي وشرق القاهرة لنيابة سوهاج، ليتم استبعاده و127 آخرين عام 1969 على خلفية أحداث ما يعرف بـ"مذبحة القضاة"، ورفضه التام لتدخل السياسة في عمله، ليرتدي الروب الأسود في عام 1971، وتستمر رحلته قرابة 49 عامًا متواصلة، اكتسب شعبية كبيرة، لما يمتلكه من ملكة الترافع أمام المحاكم وحيله القانونية وتركيزه على الثغرات، ما جعله من أبرز المحامين في مصر خلال فترة زمنية قصيرة، استند خلالها لجملة "المتهم بريء حتى تثبت إدانته" كقاعدة قانونية ليلقب خلالها بـ"الثعلب" أو "الساحر"، الأمر الذى ساعده في مرافعاته لكبار المشاهير والفنانين.
توفي فريد الديب أشهر محام مصر اليوم عن عمر يناهز 79 عاما بعد صراع مع المرض، وولد الديب في حي القلعة بمحافظة القاهرة في 23 أكتوبر 1943 هو محامٍ مصري،
ورغم إعلانه من قبل اعتزال المحاماة خلال قضية رجل الأعمال حسن راتب المتهم في قضية تهريب الآثار في مصر، إلا أن فريد الديب عاد إلى الأضواء مجدداً مع تطوعه للدفاع عن قاتل الطالبة نيرة اشرف، والتي ذبحت في وضح النهار، متذرعاً بأن بيان القاضي استفزه وحمل إدانة المتهم قبل الحكم عليه.
قضايا فريد الديب
تاريخه الحافل بالانتصارات، وضح جليًا في مرافعاته الشهيرة للأديب العالمي نجيب محفوظ، والدكتور سعد الدين إبراهيم، ورجل الأعمال والسياسي المشهور هشام طلعت مصطفى، ومحمود السعدني، والفنانون يسرا وثناء شافع ونجوى فؤاد وفيفي عبده ومدحت صالح، ورجل الأعمال حسام أبو الفتوح، وإبراهيم سعدة، ومصطفى أمين، والمحامي المتبرع للدفاع عن نائب الرئيس السوري الأسبق، عبد الحليم خدام، ليكون محامي الرؤساء وعائلاتهم، بعد أن نحاه الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر من القضاء، وعاد إلى العمل بالنيابة عن طريق الرئيس الراحل أنور السادات إلا أنه تقدم باستقالته.
مر "الديب" بسلسة نجاحات بدأها مع عائلة الرئيس الراحل محمد أنور السادات في قضية التشهير التي أقامتها ضد صحيفة العربي الناصري التي اتهمت الرئيس الراحل بـ"الخيانة"، وتولى قضية علية العيوطي التي كانت متهمة في القضية المعروفة بـ"نواب القروض"، وهم نواب في مجلس الشعب استغلوا منصبهم في الحصول على قروض مالية قيمتها 892 مليون جنيه بدون ضمانات بنكية.
وبدأت القضية عام 1995، بعد اتهام بعض العاملين في البنوك وعلى رأسهم "العيوطي"، الهاربة في باريس، وتوفيق عبده إسماعيل، عضو البرلمان السابق والرئيس السابق لبنك الدقهلية، بأنهم منحوا بعض العملاء من نواب البرلمان وغيرهم قروضاً وتسهيلات بالمخالفة للأصول والأعراف المصرفية، مما ألحق ضرراً بعدد من البنوك، ومن أشهر المقرضين، محمود عزام نائب البرلمان وزوج "العيوطي"، وإبراهيم عجلان وشقيقه ياسين عجلان وخالد محمود نائب البرلمان وآخرن، وصدر ضد "العيوطي" حكما غيابيا في 2002 بالأشغال الشاقة 15 سنة.
قضية عزام عزام
يملك فريد الديب تاريخا طويلا من الدفاع في القضايا الشائكة، مثل الدفاع عن الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام في عام 1997، والذي عمل في مصر لسنوات لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي، وذلك على رغم إدانة نقابة المحامين لموقف الديب إلا أنه استمر في القضية حفاظا على حق المتهم القانوني ، كما قال حينها قبل أن يحكم على موكله بالسجن 15 عاما، مبررا دوماً تبنيه لقضايا مثيرة للجدل بقوله: "إذا ترافعت في قضية جاسوس، هل أصبحت أنا الجاسوس؟ إذا ترافعت في قضية قتل هل أنا القاتل"
سعد الدين إبراهيم
في عام 2000 اعتقل الدكتور سعد الدين إبراهيم، أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأمريكية بالقاهرة ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، بتهم تلقي أموال من الخارج، وترافع "الديب" عنه، لكن حكم عليه بالسجن لمدة 7 سنوات بتهمة "الإساءة لصورة مصر" و"الحصول على أموال من جهات أجنبية دون إذن حكومي"، ودعت منظمات حقوقية دولية ومحلية الحكومة المصرية إلى إطلاق سراحه، واستطاع أن يثبت براءة موكله أمام محكمة النقض.
قضية سوزان تميم
كما دافع الديب عن رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى على خلفية اتهامه بالتحريض على قتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم، في دبي، في جريمة تواصلت تبعاتها وأصدائها لسنوات.
وبعد حكم المحكمة بإحالته إلى المفتي (ما يعني عقوبة الإعدام) استطاع فريد الديب تخفيف الحكم ليصل إلى السجن المشدد 15 عاماً.
الدفاع عن مبارك
من أشهر القضايا التي عمل عليها الديب، تلك الخاصة بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، حيث تولى الدفاع عنه هو وعائلته في 3 تهم، حتى قضت المحكمة ببراءته وكل مَن معه من تهم قتل المتظاهرين وتصدير الغاز لإسرائيل والفساد المالي، لكنه خسر قضية «القصور الرئاسية»، بعدما قضت دائرة في محكمة جنايات القاهرة في مايو 2015 بسجن مبارك وابنيه 3 سنوات لكل منهم.
حبيب العادلي
ترافع الديب أيضًا عن وزير الداخلية المصري الأسبق اللواء حبيب العادلي، في قضية اتهامه بتسهيل الاستيلاء على أموال وزارة الداخلية، حيث حصل على البراءة من عدة تهم منسوبة إليه ورفع الحظر عن ممتلكاته.