وزير التعليم العالي: مصر تشهد طفرة كبيرة في البحث العلمي بدعم غير مسبوق من الرئيس السيسي

وزير التعليم العالي
وزير التعليم العالي

شارك الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، في فعاليات الجلسة النقاشية المستديرة لتشجيع الاستثمار في التعليم العالي عبر الحدود بالتعاون مع أرقى الجامعات البريطانية، وذلك بحضور السفير شريف كامل سفير جمهورية مصر العربية لدى المملكة المتحدة، والدكتورة رشا كمال الملحق الثقافي ومدير البعثة التعليمية بالمملكة المتحدة وأيرلندا، والدكتور مصطفى رفعت مستشار نائب الوزير للتعاون الدولي، والدكتورة عبير الشاطر مستشار نائب الوزير للتصنيف الدولي، والدكتور أيمن فريد مستشار نائب الوزير لشئون التوظيف والابتكار وريادة الأعمال، وماجد المنشاوي نائب جمعية المصرية البريطانية للأعمال BEBA، ولفيف من رجال الأعمال البريطانيين المصريين، على هامش مشاركته في فعاليات منتدى الاستثمار في التعليم العالي بلندن.

الاستثمار في التعليم

في بداية كلمته، أكد الوزير حرص مصر على الاستثمار في التعليم العالي؛ لمواكبة الزيادة الكبيرة في السكان، والتي من المُتوقع أن تصل إلى 160 مليون نسمة بحلول عام 2050، مشيرًا إلى أن نسبة الشباب تمثل 45 % من سكانها، مؤكدًا أن الحكومة المصرية تنظر للتعليم العالي كمفتاح للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتسعى لتأكيد مكانتها كمركز إقليمي للتعليم العالي في المنطقة.

واستعرض د. أيمن عاشور الخطة الوطنية الاستراتيجية للتعليم العالي، مشيرًا إلى أن مصر تستهدف تحقيق نسبة مشاركة 45 % من الطلاب بمنظومة التعليم العالي بحلول عام 2030، وذلك بالتوسع في إتاحة التعليم العالي خلال العقد الأخير، عن طريق زيادة عدد وحجم الجامعات الحكومية، والتشجيع على إنشاء المزيد من الجامعات الخاصة، وكذلك دفع تجربة تدويل التعليم العالي؛ للوصول بجودته إلى المستويات العالمية، من خلال إنشاء أفرع للجامعات الدولية في مصر، موضحًا أن الوزارة نفذت في هذا الاتجاه عدة خطوات إيجابية بدءًا من توقيع اتفاقات التعاون مع الشركاء من الدول الأجنبية خاصة المملكة المتحدة، والتي نتج عنها تقديم برامج دراسية مُشتركة تمنح شهادات مزدوجة في المرحلة الجامعية، فضلًا عن إصدار الحكومة قانون إنشاء أفرع الجامعات الأجنبية في مصر.

مشاركة وزير التعليم العالي

ونوه د. عاشور إلى أن الخطة الاستراتيجية تستهدف الوصول إلى عدد 122 جامعة بحلول عام 2032، مستعرضًا الجهود المبذولة لتحديد منهجية البرامج الدراسية الجديدة لتلبية احتياجات سوق العمل ومتطلبات التنمية بالدولة، وإنشاء البرامج البينية والتخصصات المتداخلة، موضحًا أن عدد الطلاب المُقيدين في المؤسسات التعليمية المصرية سيرتفع من 3.4 مليون طالب إلى 5.6 مليون بحلول عام 2032، وهو ما يتطلب التوسع في إنشاء الجامعات والمؤسسات التعليمية؛ لاستيعاب تلك الزيادة ومواكبة المُتطلبات المُستقبلية لسوق العمل.

دعم الرئيس السيسي للتعليم العالي

وأشار الوزير إلى أن مصر شهدت طفرة كبيرة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، بدعم غير مسبوق من الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، لافتًا إلى أنه تم تنفيذ العديد من المشروعات في الجامعات الحكومية والتكنولوجية والأهلية وأفرع الجامعات الدولية، فضلًا عن التطوير المُستمر للجامعات القائمة، والارتقاء بمكانة الجامعات المصرية في التصنيفات العالمية، والتطوير المُستمر للمناهج الدراسية.وأكد عاشور أن الوزارة تعمل على ملاءمة الخريجين للاحتياجات المستقبلية للتوظيف من خلال عدة محاور، منها التوسع في الجامعات الأهلية الجديدة والتي تضم برامج دراسية غير نمطية مبنية على دراسات احتياجات التوظيف المستقبلية، وذلك كأحد الحلول السريعة، خاصة أن حداثة تلك الجامعات ومرونة تشريعاتها وقوانينها تمنحها سرعة التواكب مع المتطلبات الجديدة لسوق العمل، مؤكدًا الاهتمام بما يطلق عليه دراسات علوم المستقبل والدراسات البينية والاتجاه إلى هيكلة المقررات والمناهج لمواكبة التغيرات المقبلة، وأشار الوزير إلى أنه بالتوازي مع الجامعات الحكومية يتم العمل على تغيير المناهج وإعادة النظر في كل المقررات وإضافة التخصصات والبرامج المعنية بتخصصات المستقبل، مؤكدًا أن الخريجين المصريين أثبتوا نجاحًا في مجالات جديدة غير تقليدية.

وفي هذا الصدد، ألقى الوزير الضوء على ما يطلق عليه المثلث الذهبي في مناطق سفاجا والقصير وقنا، والذي يشهد أحد أكبر المشروعات التنموية في مصر حيث حاجة سوق العمل إلى خريجين في مجال التعدين، وبالتالي فعلى المستثمر الذي يتقدم بمشروع إنشاء جامعة أو معهد أو مركز بحثي التعرف على الأولويات والبرامج المطلوبة على أرض الواقع.

واستعرض د. أيمن عاشور الوضع الراهن والتوقع السكاني والطلابي والمؤسسي للتعليم العالي على مستوى الجمهورية خلال الفترة من 2022-2052، لافتًا في هذا الصدد إلى إجمالي الاحتياج المستقبلي للجامعات الخاصة والأهلية، والذي من المتوقع أن يصل إلى 83 جامعة بحلول عام 2052، هذا بالإضافة إلى العدد الموجود حَالِيًّا والذي يصل إلى 45 جامعة خاصة وأهلية.

وكشف وزير التعليم العالي والبحث العلمي عن الدراسة الخاصة بتوطين جامعات أهلية وخاصة بإقليم جنوب الصعيد؛ تلبية لاحتياجات الدولة حتى عام 2052، مستعرضًا عددًا من النماذج للأراضي المخصصة لإقامة جامعات عليها، وذلك بمخططات عدد من المدن الجديدة على مستوى الجمهورية، مستعرضًا رؤية الوزارة فيما يتعلق بتطوير مناهج حديثة تواكب مفهوم الجيل الرابع من الجامعات، وما يرتبط بذلك من مناهج لخدمة المجتمع، ومناهج ذات تميز على النطاق العلمي، ومناهج لتنمية الموارد الإقليمية، إلى جانب التداخلات التي من شأنها أن تسهم في زيادة كفاءة التشغيل، وتأهيل الخريجين لسوق العمل.

كما استعرض الوزير المقترحات الخاصة بتطوير الهيكل التنظيمي لمنظومة التعليم العالي والبحث العلمي، وكذا الجهود المتعلقة بإعداد كوادر من أعضاء هيئة التدريس قادرة على مواكبة وتحقيق مستهدفات رؤية الوزارة المستقبلية، وذلك من خلال تنفيذ العديد من البرامج التدريبية.

وفي ضوء الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص مع Public–Private Partnership (PPP) في التعليم العالي، أكد د. عاشور على أن هذه الشراكة تواكب التطورات لمواجهة التحديات، حيث وُضع لها الكثير من الضوابط التي تضمن جودة التعليم الجامعي وفق المعايير الدولية المعتمدة، وتوجيه الشراكة نحو قطاعات تعليم محددة ومدروسة بعناية فائقة، تضمن نوعية مخرجات البرامج وإنتاجيتها، وفقًا لبرنامج الأولوية الأكاديمية Prioritizing Academic Programs، مشيرًا إلى أن فكرة الاستثمار الجديدة PPP تعد إضافة لإتاحة فرصة شراكة الدولة في الاستثمار في التعليم العالي لتحقيق جودة التعليم، وكذلك دعم ومساندة المستثمرين وتشجيعهم على الاستثمار.

وناقش الوزير فكرة إعداد كوادر مؤهلة من خلال الابتعاث في دورات تتراوح ما بين 8 إلى 48 أسبوعًا؛ لدراسة برامج متخصصة بالخارج يحتاجها المجتمع المحلي، ثم العودة إلى الوطن؛ لتطبيق تلك البرامج بمصر، وذلك في ضوء استغلال الدولة للميزانية الذي ينتفع بها الباحثين الحاصلين على الماجستير والدكتوراه من الخارج.

وأفاد الوزير بأن الطالب هو المخرج الرئيسي للعملية التعليمية، مؤكدًا على اهتمام الدولة بتوفير الكوادر الأكاديمية القادرة على ذلك، معلنًا إعادة النظر في مهام المجلس الأعلى للجامعات، في ضوء التكليف بتشكيل لجنة للمعادلات، موضحًا أن هناك ثورة تشريعية جديدة تضمن تيسير وشفافية المعادلات بشكل متوازن، مضيفًا أنه سيتم تشكيل لجان عمل بالتعاون مع النقابات؛ لدراسة التغيير في ضوء التغيرات العالمية في نظم المعادلات.

وفي ختام فعاليات الجلسة، أشاد رجال الأعمال البريطانيين المصريين بدعم وزارة التعليم العالي للاستثمار في التعليم، مؤكدين تواصلهم مع 36 جامعة إنجليزية لدراسة مدى إمكانية التعاون في مختلف أوجه التعليم عبر الحدود، موجهين التهنئة للدكتور أيمن عاشور على نجاح المنتدى، مثمنين دور المكتب الثقافي المصري بلندن في إعداد وتنظيم المنتدى.

WhatsApp
Telegram