استقبلت رئيسة جمهورية الهند، الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، في القصر الرئاسي، حيث ألقى الرئيس السيسي كلمة أمام الصحفيين، قال فيها: 'اسمحوا لي أن أتوجّه لدولة الهند الصديقة – حكومةً وشعبًا – بخالص التهنئة وأصدق التمنيات بكل الخير والأمن والسلام والتنمية، ومزيد من التقدم والرفعة والرخاء والازدهار بمُناسبة الاحتفال بيوم الجمهورية'.
كلمة الرئيس السيسي بقصر الرئاسة الهندي اليوم
وأضاف: 'وأودّ كذلك أن أتوجّه بخالص الشكر والتقدير لبلدكم الصديق على دعوتي للمُشاركة كضيف الشرف في الاحتفال بـ 'يوم الجمهورية' هذا العام الذي تحتفل فيه مصر والهند بالذكرى الخامسة والسبعين على تدشين العلاقات الدبلوماسية بينهما، وهو الأمر الذي يؤكد ما تتسم به تلك العلاقات من طبيعة خاصة'.
وتابع: 'تأتي زيارتي الحالية إلى بلدكم العزيز في وقت تشهد فيه علاقاتنا الثنائية طفرة مشهودة في كافة أوجه التعاون، وتُمثل فرصة مُهمة لاستمرار التشاور وتبادل الرؤى حول سُبُل الارتقاء بالتعاون بين بلدينا على كافة الأصعدة، وكذا تنسيق المواقف حول القضايا الإقليمية والعالمية ذات التأثير المُباشر على أمننا القومي'.
وواصل: 'لذا، تتطلع مصر والهند لتحقيق أهداف مُشتركة في مُختلف المجالات استنادًا إلى الروابط التاريخية والإمكانات الهائلة التي تتمتع بها الدولتان، وكذا عزم البلدين على الارتقاء بعلاقاتهما الثنائية إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية والتنسيق المُتبادل في مُختلف القضايا والموضوعات محل اهتمام الطرفين. فتكامُل قدرات مصر والهند يُمكنه أن يُنشئ منظومة صُلبة قادرة على مواجهة التحديات المُشتركة والأزمات الدولية المُستجدة، بما في ذلك أزمتي الطاقة والغذاء، وهو الأمر الذي سيعود بالنفع على الشعبين الصديقين..وشكرًا جزيلًا'.
الرئيس السيسي خلال زيارته إلى الهند
لقاءات موسعة مع المسؤولين ورجال الأعمال
كما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في مجمع القصر الرئاسي الهندي بنيودلهي مع سوبرامنيام جايشانكر، وزير خارجية الهند.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أكد حرص مصر على تدعيم وتعميق الشراكة الاستراتيجية الممتدة مع الهند، والتي تمثل ركيزة هامة للحفاظ على الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، معرباً في هذا الإطار عن التطلع لتعظيم التنسيق والتشاور مع الجانب الهندي خلال الفترة المقبلة بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية ذات الاهتمام المشترك.
من جانبه؛ رحب وزير الخارجية الهندي بزيارة الرئيس إلى نيودلهي، مؤكداً أنها ستساهم في دعم مسيرة العلاقات بين البلدين على نحو بناء وإيجابي، خاصةً في ظل التزام الحكومة الهندية بتعزيز أطر التعاون المشترك مع مصر فى مختلف المجالات، خاصة على المستوى الاقتصادي والاستثماري، وكذلك التعاون الامنى والعسكري، كما زار الرئيس عبد الفتاح السيسي، ضريح المهاتما غاندي ويضع أكليل من الزهور على قبره
كلمة الرئيس في دفتر الزوار
ودون الرئيس السيسي كلمة في دفتر كبار الزوار لدى زيارة ضريح غاندي في نيودلهي قال فيها: 'بسم الله الرحمن الرحيم
يُسعدني أن أُعبِّر عن خالص الاعتزاز بزيارة ضريح الزعيم الهندي الراحل، المهاتْمَا غاندي، الذي شَكَّلَ علامةً فارقة في التاريخ الإنساني بتجسيده لمبادئ وقيم العدالة والسلام والمُساواة ونبذ العنف، وكذلك مواقفه الوطنية الشجاعة وانحيازه غير المشروط لخيار المقاومة السلمية.
إِنَّ العالم أجمع يحتاج لأن يستلهم هذه المبادئ السامية التي ساهمت في وحدة ونهضة الأمة الهندية، والتي نؤمن ونتمسك بها في مصر عبر مُختلف العصور والأزمان. إِنَّ مصر والهند تجمعهما روابط حضارية وتاريخية مُشتركة، وتتشابهان في التزامهما الراسخ بنشر الأمن والسلام والاستقرار ودعم جهود التنمية والرخاء والعمران'.
كما عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في قصر حيدر آباد بنيودلهي مباحثات على مستوى القمة مع 'ناريندرا مودي' رئيس الوزراء الهندي.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء شهد عقد جلسة مباحثات مغلقة رحب خلالها رئيس الوزراء 'مودي' بالرئيس ضيفاً عزيزاً في الهند، معرباً عن تقدير بلاده الكبير للرئيس ولقيادته الحكيمة التى حافظت على الامن والاستقرار فى مصر عقب ما شهدته المنطقة من احداث فوضى وعنف خلال ما عرف بالربيع العربى، وكذلك للنهضة التنموية غير المسبوقة التي تشهدها مصر حالياً، وهو ما يجعل الهند قيادة وشعباً تتشرف بزيارة سيادته، كضيف شرف رفيع المستوى في احتفالية قيام الجمهورية الهندية موضحا ان تلك المشاركة تضيف طابع خاص ورونقاً لاحتفالات الهند.
من جانبه؛ عبر الرئيس عن الامتنان للسيد 'مودي' على دعوته لزيارة الهند وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، متوجهاً بالتهنئة بمناسبة احتفالات الهند بعيد 'يوم الجمهورية'، ومعرباً عن التقدير للدعوة التي تلقاها للمشاركة كضيف شرف خلال هذه الاحتفالات، بما يعكس التقارب الكبير والتقدير المتبادل بين الدولتين الصديقين، خاصةً في ظل متانة العلاقات التاريخية الممتدة بين مصر والهند ومدى تميزها، مع الإعراب عن اهتمام مصر المتبادل بتطوير تلك العلاقات والارتقاء بها في كافة المجالات، واستمرار التنسيق والتشاور السياسي بين البلدين واستكشاف أوجه التعاون بينهما.
وذكر المتحدث الرسمي أن المباحثات شهدت تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، حيث أشاد رئيس الوزراء الهندي تطلع بلاده لتعزيز الاستثمارات المتبادلة في العديد من القطاعات وتعظيم حجم التبادل التجاري بين البلدين الصديقين من خلال مشاركة الشركات الهندية في تنفيذ المشروعات القومية العملاقة في مصر.
وقد رحب الرئيس بتعظيم التعاون مع الجانب الهندي في مختلف المجالات في ضوء ما تملكه الدولتان من امكانات كبيرة تتيح فرص متنوعة واعدة للتعاون، خاصةً على مستوى التعاون العسكري والاقتصادي والتجاري السياحي والثقافي، إلى جانب التعاون في قطاعي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وإنتاج الأدوية والأمصال.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن المباحثات تطرقت كذلك إلى مختلف تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أشاد رئيس الوزراء الهندي في هذا الصدد بالدور الإيجابي الذي تقوم به مصر في إطار العمل على التسوية السياسية لمجمل الأزمات القائمة في محيطها الإقليمي، فضلاً عن جهودها في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف وإرساء مبادئ وقيم قبول الآخر وحرية الاختيار والتسامح.
وعقب اللقاء؛ شارك الزعيمان في مراسم تبادل عدد من مذكرات التفاهم والتعاون بين البلدين الصديقين في مجالات تكنولوجيا المعلومات، والأمن السيبراني، والشباب والرياضة، والإذاعة، والثقافة، كما تم عقد مؤتمر صحفي مشترك بين الجانبين، حيث ألقى الرئيس كلمة بهذه المناسبة.
كما شارك الرئيس عبد الفتاح السيسى بعد ظهر اليوم في نيودلهي في اجتماع موسع لرؤساء كبرى الشركات الهندية ورجال الاعمال الهنود، وذلك بمشاركة بيوش جويال وزير التجارة والصناعة بجمهورية الهند، إلى جانب عدد من كبار المسئولين الهنود وممثلي الجهات الحكومية المعنية المختلفة وكبرى الاتحادات والغرف التجارية والصناعية في الهند، وبحضور السادة وزراء الخارجية، والكهرباء والطاقة المتجددة، والتخطيط والتنمية الاقتصادية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أعرب عن ترحيبه بلقاء اعضاء مجتمع رجال الاعمال والتجارة في الهند الامر الذي يجسد روح التعاون المتميز بين البلدين، مؤكداً حرص مصر على المزيد من تطوير علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري مع الشركات الهندية وتنمية الاستثمارات المشتركة للمساهمة في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية في مصر، وذلك في إطار من العمل المشترك لتعظيم المصالح المتبادلة والاستغلال الأمثل للفرص المتاحة.
كما أشاد الرئيس بالتطورات الإيجابية التي شهدتها العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين خلال الفترة الماضية، موضحاً في هذا الصدد ما توفره المشروعات العملاقة الجاري تنفيذها فى مصر من فرص استثمارية متنوعة، وفى مقدمتها محور تنمية منطقة قناة السويس، والذى يتضمن عدداً من المناطق الصناعية واللوجستية الكبرى، وهو ما يوفر فرصاً واعدة للشركات الهندية الراغبة في الاستفادة من موقع مصر الاستراتيجي، كمركز للإنتاج وإعادة تصدير المنتجات إلى مختلف دول العالم، التي تربطنا بالعديد منها اتفاقيات للتجارة الحرة، لاسيما في المنطقتين العربية والأفريقية.
وأوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس أكد كذلك أن الصمود والصلابة التي أظهرها الاقتصاد المصري مؤخراً في القطاعات التنموية المختلفة، إنما تعكس الإرادة القوية لدى الدولة، على تحقيق التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن علاقات الصداقة المتميزة بين البلدين هي المظلة الحقيقية لدعم جهود تطوير التعاون المشترك في المجالات الاقتصادية المختلفة من خلال توافر الإرادة السياسية اللازمة لذلك، مع استعداد مصر لتحقيق التكامل الصناعي مع الشركات الهندية وتعزيز نموها من خلال تأسيس شراكات ناجحة تقوم على توطين الصناعات.
من جانبهم؛ أعرب وزير التجارة ورجال الأعمال الهنود عن سعادتهم بلقاء الرئيس في هذا الحدث الهام، حيث تمثل المائدة المستديرة المصرية الهندية للأعمال فرصة كبيرة لتعزيز أواصر الصداقة بين البلدين، مؤكدين تطلعهم لبحث إمكانات تعظيم التعاون الثنائي، خاصةً مع توافر العديد من المجالات والفرص الاستثمارية الواعدة في مصر، لاسيما في قطاعات الصناعات الدوائية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والصناعات الدفاعية، والبنية التحتية، والبترول والغاز الطبيعي، والكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة، فضلاً عن استغلال المزايا التي تمنحها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، إلى جانب تعزيز التبادل التجاري بين البلدين في المنتجات الزراعية.
كما أشاد الحضور من الجانب الهندي بالمتابعة الشخصية الحثيثة والدورية للرئيس للإجراءات المتخذة لتسهيل عمل الشركات الهندية في مصر، وبالصمود والصلابة الملحوظة في الاقتصاد المصرى، والمدعومة بالجهود والإجراءات التى تتبناها الحكومة المصرية لتعزيز وتيرة عملية التنمية، خاصةً مع تنفيذ العديد من المشروعات القومية العملاقة، والتي من شأنها تقديم مصر كشريك تنموي هام على الساحة الدولية.
وقد شهد اللقاء حواراً مفتوحاً مع كبار رجال الأعمال الهنود، والذين أكدوا ترحيبهم بتكثيف التعاون مع مصر لتحقيق المصالح المشتركة للجانبين، مع استعراض خططهم للاستثمار فى مصر، والتشديد في هذا الصدد على أهمية تعزيز التواصل بين ممثلي القطاع الخاص في البلدين لتشجيع الشركات الهندية الرائدة على تعزيز استثماراتها واستكشاف فرص جديدة للاستثمار ومواصلة دفع الحراك الاقتصادي في مصر، فضلاً عن دفع العلاقات الثنائية الاقتصادية والتجارية إلى آفاق أرحب تتلاقى مع طموحات الشعبين.
واستقبلت السيدة دروبادي مورمو، رئيسة جمهورية الهند تستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى في قصر 'راشتراباتي بهافان' الجمهوري بنيودلهي
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن رئيسة الجمهورية الهندية رحبت بالرئيس، معربةً عن تقدير الهند لمصر على المستويين الرسمى والشعبى، واعتزازها بالروابط الممتدة التى تجمع بين البلدين الصديقين.
كما أشادت رئيسة الجمهورية الهندية بالتجربة التنموية الناجحة التي تشهدها مصر حالياً بقيادة الرئيس في جميع المجالات والمشروعات القومية الكبرى الجارى تنفيذها، مؤكدةً حرص بلادها على مساندة جهود مصر التنموية ودعمها فى كافة المجالات من خلال تبادل الخبرات والاستثمار المشترك.
من جانبه؛ أعرب الرئيس عن التقدير لحفاوة الاستقبال الهندي، مشيداً بعلاقات الصداقة المصرية الهندية التاريخية المتينة، وما بلغته من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة خلال الفترة الأخيرة، ومعرباً عن تطلع مصر لتعميقها وتعزيزها، لاسيما على المستويين الاقتصادي والتجاري، فضلاً عن تعظيم حجم الاستثمارات الهندية في مصر.
وقد أكد الرئيس في ذات السياق أن الاستثمارات الهندية لديها فرصة كبيرة حالياً للتواجد فى السوق المصرية للاستفادة من البنية التحتية الحديثة فى مصر وللنفاذ منها إلى الأسواق الأفريقية، خاصةً فى ضوء اتفاقيات التجارة الحرة التى تجمع مصر مع مختلف التكتلات الاقتصادية الإقليمية، مؤكداً سيادته الترحيب الشعبى فى مصر بالتعاون مع الهند وزيادة استثماراتها وأنشطتها التجارية.
وأضاف المتحدث الرسمي أن المباحثات تناولت عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث عكست المناقشات تفاهماً متبادلاً بين الجانبين إزاء سبل التعامل مع كافة الملفات، وقد أشادت رئيسة الجمهورية الهندية في هذا الإطار بالدور المحوري الذى تضطلع به مصر على صعيد ترسيخ الاستقرار فى الشرق الأوسط وأفريقيا، وكذلك دعم الحلول السلمية للأزمات القائمة بمحيطها الإقليمي.