شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، في القمة العالمية للحكومات بإمارة دبي فى الإمارات العربية المتحدة، وبحضور نحو 20 رئيس دولة وحكومة وأكثر من 250 وزيرا ورؤساء نحو 80 منظمة دولية، وعدد كبير من خبراء الاقتصاد الدوليين ورؤساء الشركات العالمية، حيث شارك الرئيس في مائدة مستديرة للشركات المليارية وجلسة حوارية ولقاءات كبار المستثمرين.
وكان في استقبال الرئيس السيسي لدى الوصول الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وأعقب ذلك لقاء بين الزعيمين في قصر الشاطئ بأبو ظبي، تقدم الرئيس في مستهله بخالص التعازي في وفاة المغفور لها الشيخة مريم بنت عبد الله بن سليم الفلاسي، سائلاً الله عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته ويلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.
وأوضح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء شهد كذلك تأكيد خصوصية العلاقات المصرية الإماراتية الوثيقة، والتي تنعكس على التنسيق المستمر بين البلدين الشقيقين، بما يساعد على دعم استقرار المنطقة العربية وإقليم الشرق الأوسط. كما تناول اللقاء سبل مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية، وتنمية أطر التعاون في مختلف المجالات.
السيسي
المائدة المستديرة للشركات المليارية
وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في 'المائدة المستديرة للشركات المليارية'، وذلك على هامش المشاركة في فعاليات القمة العالمية للحكومات بإمارة دبي، وبحضور مسئولي عدد من كبريات الشركات الناشئة المليارية في تطبيقات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتجارة الإلكترونية والإدارة المستدامة للموارد.
وقد شهد اللقاء حواراً مفتوحاً مع ممثلي الشركات الذين أبدوا اهتماماً بالعمل فى مصر أو التوسع فى مشروعاتهم القائمة، حيث أكد الرئيس حرص مصر على التواصل المستمر مع المستثمرين للتعرف على المشاكل والمعوقات التي تواجههم والعمل على حلها وتذليل كافة العقبات أمامهم، مشيراً إلى أهمية دور القطاع الخاص، خاصةً الشركات الناشئة ورواد الأعمال، وذلك كقاطرة للتنمية المستدامة من خلال الاستثمارات ونقل المعرفة لاسيما الحديثة والتكنولوجية.
كما تم في هذا الصدد استعراض جهود الدولة لجذب الاستثمارت وتشجيع ريادة الأعمال، فضلاً عن مناقشة آفاق التعاون والمشروعات المستقبلية الممكنة بين مصر والحضور من الشركات والمؤسسات، وذلك في ضوء التقدم المحرز على مستوى الإصلاح الاقتصادي الهيكلي وتهيئة البنية التشريعية والمؤسسية لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى مصر، إلى جانب ما تتمتع به مصر من مقومات كقوى بشرية وبنية أساسية مؤهلة تم تحديثها والتوسع فيها خلال السنوات الماضية، ومصادر متنوعة للطاقة وسوق ضخمة
كما شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في جلسة 'تمكين القطاع الخاص ودور الصندوق السيادي المصري'، وذلك على هامش فعاليات القمة العالمية للحكومات بإمارة دبي، وبحضور ممثلي عدد من الشركات العائلية الكبرى، إلى جانب السادة محافظ البنك المركزي، ووزراء الخارجية، والتخطيط والتنمية الاقتصادية، والتعاون الدولي، والمالية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتجارة والصناعة، والمدير التنفيذي لصندوق مصر السيادي.
وصرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء شهد قيام الوزراء باستعراض الآليات والفرص الاستثمارية المتاحة في مصر في كافة القطاعات، وكذلك قيام المدير التنفيذي لصندوق مصر السيادي بعرض أنشطة ومشروعات الصندوق في مختلف المجالات.
وأوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس حرص على إبراز الجهود الحالية للدولة على كافة الأصعدة لتحفيز القطاع الخاص وتوفير فرص للشراكات الاستثمارية التي تحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف، فضلاً عن الإجراءات التي تم اتخاذها لتعزيز الإطار المؤسسي الداعم للاستثمار، وعلى رأسها إقرار سياسة ملكية الدولة، التي تهدف إلى تعزيز الحياد التنافسي، وإنشاء صندوق مصر السيادي كأحد الآليات لدفع الشراكة مع القطاع الخاص المحلي والأجنبي، وذلك تحقيقاً لأهداف استراتيجية الدولة التنموية التي تعتبر القطاع الخاص شريكاً أساسياً في مسيرة التنمية، وبما يتوافق مع خطة الإصلاح الهيكلية للاقتصاد والقطاعات ذات الأولوية في هذا الإطار، وفى مقدمتها قطاعات الزراعة والصناعة والخدمات والصحة والتعليم والسياحة.
مصر تحظى بمكانة خاصة لدى الشعب الإماراتي
كما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي.
وصرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أكد ما تحظى به مصر وشعبها من مكانة خاصة لدى الشعب الإماراتي، مثمناً دور مصر الرائد في الدفاع عن القضايا العربية، وبمواقف القيادة السياسية المصرية وسياستها الحكيمة على الصعيدين الداخلي والدولي.
وقد شهد اللقاء تأكيد الاعتزاز بمتانة العلاقات الأخوية والروابط التاريخية بين البلدين وشعبيهما الشقيقين، وعمقها على كافة الأصعدة، لاسيما مع إمارة دبي، بما انعكس إيجاباً على كثافة التنسيق المتبادل إزاء القضايا ذات الأولوية، وصولاً إلى تحقيق الأهداف والمصالح المشتركة للجانبين.
كما أكد الرئيس أن تقدم وازدهار إمارة دبي ودولة الإمارات يشكل تجربة تنموية ملهمة لكافة المنطقة، معرباً عن التقدير للدعوة المميزة لمصر كضيف شرف في القمة العالمية للحكومات في دبي، والتي تساهم في توليد أفكار خلاقة تمثل سبيلاً ملهماً لمواجهة مختلف التحديات الإقليمية، مؤكداً سيادته أن الحرص المصري على المشاركة بها من خلال وفد رفيع المستوى برئاسة الرئيس يعكس عمق العلاقات المميزة بين البلدين الشقيقين، والتي تمثل أساساً هاماً للحفاظ على الأمن والمصالح العربية في المنطقة.
كما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي في دبي مع السيدة كريستالينا جورجييفا، المدير العام لصندوق النقد الدولي.
وصرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء تناول استعراض أوجه العلاقات بين مصر وصندوق النقد الدولي، لاسيما في ضوء برنامج التعاون بين الجانبين لاستكمال تنفيذ مسيرة الإصلاح الاقتصادي المصري.
وقد ثمن الرئيس المشاركة المثمرة والتعاون البناء بين الحكومة المصرية وصندوق النقد الدولي لمواصلة تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي الشامل، مؤكداً في هذا السياق حرص مصر على الاستمرار في تعزيز الإصلاحات الهيكلية المتعلقة بالسياسات المالية والنقدية وتعظيم دور القطاع الخاص، بما يساعد على توفير مناخ إيجابي لكافة المستثمرين وأسواق المال العالمية حول الاقتصاد المصري، ويعزز من فرص الاستثمار والآفاق الواسعة التي تتيحها.
من جانبها؛ أشادت جورجييفا بأداء الاقتصاد المصري وما أظهره من قدرة على الصمود واستيعاب التداعيات السلبية الناجمة عن جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية، أخذاً في الاعتبار الرؤية التنموية التي تسعى الدولة المصرية لانتهاجها تحت قيادة الرئيس من أجل مواصلة تحسين المؤشرات الكلية للاقتصاد المصري، ومن ثم تطلع صندوق النقد الدولي إلى مواصلة علاقات التعاون المتميزة مع مصر ودعمه للإصلاحات الاقتصادية بها.
كما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي في دبي مع الدكتور محمد الجاسر، رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية.
وصرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء شهد مناقشة أطر التعاون القائم بين مصر والبنك في القطاعات ذات الأولوية لعملية التنمية الجارى تنفيذها في مصر على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، وخاصةً في ضوء الدور المهم الذي قام به البنك خلال السنوات الماضية كشريك في العملية التنموية في مصر.
كما تم التباحث بشأن الجهود المصرية لتحقيق الإصلاح الاقتصادي، والتي ساهمت في صمود الاقتصاد في مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية، ومواصلته النمو وتعظيم الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
كما تم التباحث بشأن الجهود المصرية لتحقيق الإصلاح الاقتصادي، والتي ساهمت في صمود الاقتصاد في مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية، ومواصلته النمو وتعظيم الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
كما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي في دبي مع نجلاء بودن، رئيسة وزراء الجمهورية التونسية.
وصرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء شهد استعراض سبل دفع العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات.
وقد أكد الجانبان عمق الروابط التي تجمع بين البلدين والحرص على الارتقاء بالتعاون المشترك في مختلف المجالات، وذلك لمصلحة الشعبين الشقيقين، مع تشديد الرئيس في هذا الصدد على دعم مصر لكافة جهود التنمية والإصلاح بتونس تحت قيادة الرئيس 'قيس سعيد'، فضلاً عن الاستعداد الكامل لنقل التجربة المصرية في تنفيذ المشروعات التنموية والإصلاحات الاقتصادية والإدارية إلى الأشقاء في تونس.
كما تم التشاور بشأن أبرز القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم التوافق على تكثيف التنسيق والمتابعة بين الجانبين في هذا الصدد خلال الفترة المقبلة.
السيسي
أبرز تصريحات الرئيس السيسي خلال الجلسة الحوارية
وجاءت أبرز تصريحات الرئيس السيسي خلال الجلسة الحوارية فى القمة:
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الجلسة الحوارية أن محمد بن زايد آل نهيان لعب دوراً محورياً في تحقيق استقرار الوضع المصري في عام 2013 كما قاد أيضاً جهود دعم الأشقاء العرب.
وقال الرئيس السيسي إن محمد بن زايد آل نهيان ساعد بشكل كبير في استقرار الوضع المصري حيث زار مصر سنة 2013، وكان يعلم احتياجاتها، حيث أمر بتحويل سفن تحمل سلعاً بترولية حيوية بالبحر المتوسط إلى مصر، لمساعدتها في أزمتها' مؤكداً أن استقرار الوضع المصري منذ سنة 2013 تحقق من خلال وقوف الإمارات والأشقاء العرب معها، داعياً الدول الشقيقة إلى أن لا يسمحوا للمغرضين بالتأثير على الروابط الأخوية بين الدول.
وأضاف الرئيس السيسي أن مصر واجهت الكثير من التحديات المصيرية منذ عام 2011 أبرزها حالة الفوضى التي مرت بها والتي كلفتها نحو 450 مليار دولار، فضلاً عن أعباء الزيادة السكانية التي بلغت 25 مليون نسمة ليصل إجمالي عدد السكان إلى 105 ملايين نسمة، بعد أن كان 81 مليون نسمة قبل 10 سنوات.
وأكد الرئيس السيسي أن المصريين عاشوا حالة من التفكك واليأس بعد 2011 بسبب المؤامرات التي حيكت من قبل أعداء الدولة، إلا أنها تمكنت من القضاء عليها وتحقيق التنمية'.
وذكر الرئيس السيسي أن التجربة المصرية في تحقيق النجاح والنهوض يجب تُحكى للناس ليدركوا كيف عملت الدولة على مواجهة التحديات والقضاء عليها كل منها بشكل منفرد.
وأشار الرئيس السيسي إلى أن مصر عانت كثيراً من الإرهاب خلال السنوات الأخيرة إلا أنها نجحت من خلال جهودها في القضاء عليه كلياً إلى أن أصبح من الماضي كذلك وفرت مناخاً يتسم بالاستقرار الأمني'، مؤكداً أن الدولة اعتمدت منهجية خاصة لحل المشكلات ومواجهة التحديات من خلال المبادرات والأفكار الخلاقة.
وذكر الرئيس أن قطاع الكهرباء شهد تحدياً كبيراً في بداية التجربة المصرية بعد أحداث يناير 2011 حيث أنفقت مصر 1.7 تريليون جنيه لتحسين قطاع الكهرباء.
وقال أصبح لدى مصر الآن القدرة على الربط الكهربائي مع عدة دول من دول الجوار، مثل السعودية واليونان وليبيا، وغيرها من الدول، الأمر الذي لم يكن ممكناً لولا الطفرة التي حققتها مصر خلال السنوات الأخيرة في هذا القطاع.
وأضاف الرئيس من أكبر التحديات التي واجهتها مصر أيضاً بطء التنمية العمرانية حيث ظل الشعب المصري على مدار 150 عاماً يعيش على 5% فقط من المساحة الإجمالية بمحاذاة نهر النيل الأمر الذي سبب كثيراً من التحديات وتعمل الدولة على تخطي هذا التكدس من خلال بناء 24 مدينة ذكية جديدة ومشاريع بنية تحتية مطورة، وتستهدف الوصول بهذه المساحة إلى 12% من إجمالي مصر الإجمالية.
وحول واقع القطاع الصحي في ة مصر أوضح الرئيس السيسي أن الدولة المصرية حققت إنجازاً كبيراً في تطويره وتحسينه مشيراً إلى أن الشعب المصري كان يعاني من انتشار فيروس الكبد الوبائي 'سي' على نطاق واسع إلا أن هذا المرض أصبح حالياً من الماضي وتم القضاء عليه نهائياً، من خلال البرامج والمشروعات الصحية التي نفذتها الدولة.
وأشار إلى حالة من الثقة تولدت بين الشعب المصري وقيادته بعد النجاحات التي تحققت مؤكداً أن هذه الثقة مستهدفة منذ نحو عام من قبل المغرضين لهدمها ويتم العبث في المساحة بين القيادة والشعب.
وقال الرئيس أن إنشاء شبكة الطرق والبنية التحتية التي نفذتها الدولة المصرية نجحت في منع هدر نحو 8 مليارات دولار كانت تستهلك بسبب الزحام المروري وحرق الوقود.
وأضاف الرئيس أن الجهاز الإداري في مصر كان يعاني من الترهل والتراجع بعد عام 2011 حيث تم توظيف نحو مليون ونصف المليون شخص، الأمر الذي تعمل الدولة على علاجه من خلال توفير فرص تقضي من خلالها على البطالة كلياً.
كما تطرق الرئيس للحديث عن العاصمة الإدارية الجديدة في مصر مؤكدا أنها تقاد بفكر جديد مختلف يتوافق مع رؤية وتوجه الدولة المستقبلية حيث عملت الدولة على التوسع العمراني لحل أزمة التكدس في منطقة محدودة نتج عنها الكثير من المشكلات.