قبل يومين فقط ، من قرار شركة إيسترن كومباني ، اليوم الأحد، برفع أسعار جميع أنواع السجائر والمعسل ، بما يترواح من جنهين الى ثلاثة، خرجت فتوى ليست بالجديدة من دار الافتاء عن تحريم التدخين ، واعتباره من مبطلات الصوم.. فهل تدفع موجات الغلاء التي طالت السجائر وغيرها من صنوف التبغ.. المدخنين إلى انتهاز فرصة شهر رمضان ، في التوقف عن تلك العادة السيئة المرحمة شرعا ، كما وصفتها دار الإفتاء.
عادة سيئة محرمة - ارتفاع اسعار السجائر
كشفت دار الإفتاء مؤخرا ، حكم التدخين خلال الصيام، موضحة أن التدخين مع كونه عادة سيئة محرمة شرعًا، وتضر بصحة الإنسان، فهو أيضًا مُفْسِدٌ للصوم، موجِبٌ للقضاء.
وقالت الإفتاء عبر موقعها الإلكتروني في فتوى سابقة: التدخين مع كونه عادة سيئة محرمة شرعًا، وتضر بصحة الإنسان، فهو أيضًا مُفْسِدٌ للصوم، موجِبٌ للقضاء؛ لأن الدخان الناتج عن حرق التبغ يتكاثف داخل الأنف وينزل إلى الصدر، فيكون جِرْمًا دخل جوفًا، فيحصل به الفطر.
فتاوي التحريم
و كانت أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية أكدت، مسبقا، أنه منذ أن ظهر التدخين وأفتى كثير من العلماء بتحريمه رغم عدم اكتشاف الأضرار التي تم اكتشافها في العصر الحالي، من علماء الحنفية والشافعية والملكية والحنابلة، وأوضحت أمانة الفتوى أن مدار حكم التدخين على الضرر فإن تحقق الضرر الذي تمنعه الشريعة الإسلامية تم تحريمه بناء على قاعدة الضرر يزال ودفع المفسدة مقدم على جلب المصلحة
واستشهدت الدار بحديث أم سلمة رضي الله عنها: ' نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر'، وبناءً عليه أكدت الدار أنه يُعلم أن الشرع حرم الضرر البالغ، والتدخين يصيب الإنسان بالضرر البالغ كما أقر بذلك الأطباء، ويحرم الشرع كل مادة مفترة، والتبغ وكل النبات الذي يدخن يفتر أعصاب الإنسان، وحرم الشرع الشريف إضاعة المال، وهي الإنفاق فيما لا فائدة له، بل فيما فيه ضرر فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: 'إن الله كره لكم قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال'، لذا أكدت الدار في ختام فتاواها أن التدخين عادة سيئة محرمة شرعًا، على من ابتلي بها أن يتوب عنها.
حكم التدخين
وذكرت دار الإفتاء أن حرم الإسلامُ على الإنسان كلَّ ما يَضُرُّ بالبَدَن حِسِّيًّا أو مَعنَوِيًّا، وقد قال ربنا تبارك وتعالى:﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾ [الأعراف: 157]، فالطيبات هي كل ما عاد على الإنسان بالنفع الحسي أو المعنوي أو لم يضره، والخبائث كل ما ضرَّ الإنسان حسيًّا أو معنويًّا. وقال عَزَّ وجَلَّ: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195]، ولقد رُوِي عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «لا ضرر ولا ضرار» رواه أحمد في مسنده وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، ورواه مالك في الموطأ عن يحيى المازني رضي الله تعالى عنه، ورواه ابن ماجه عن عبادة بن الصامت، وقد ثبت طبيًّا أن التدخين بكل أنواعه مضرٌّ بصحة وبدن الإنسان، فيكون محرمًا.
إبطال الصوم
أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية ان التدخين في نهار رمضان يبطل الصيام، رغم بعض الفتاوى الشاذة التي أجازته للصائم في نهار رمضان باعتباره دخانا كالهواء والأتربة العالقة بالجو، وأكد علام أن الأصل في الأشياء الإباحة جاء ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج 'مكارم الأخلاق في بيت النبوة' مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد، اليوم، مضيفًا فضيلته أن الأصل في الأشياء الإباحة، ويحرم ما كان فيه ضرر، والتدخين لكونه عادةً سيئةً يجب الامتناع عنها فورًا لضررها على صحة الإنسان وعلى صحة الآخرين، وكذلك فالتدخين مُفْسِدٌ للصوم، موجِبٌ للقضاء؛ لأن الدخان الناتج عن حرق التبغ يتكاثف داخل الأنف وينزل إلى الصدر، فيكون جِرْمًا دخل جوفًا، فيحصل به الفطر.
حكم الشيشة
أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، في حديث صحفي سابق، أن الشيشة حرام مطلقًا، سواء للرجل أو المرأة، مؤكدًا أن التدخين بكافة صوره وأشكاله وأنواعه أقل ما يقال فيه أنه مكروه، فإن أدى إلى تبديد المال أو تهديد الصحة يكون محرمًا، مصححًا الاعتقاد الخاطيء بأنه محرم فقط على النساء، إذ أكد أن الشرع لا يفرق بين الرجل والمرأة في ذلك، فما نهي عنه في المخدرات والخمور والتدخين يسري على الرجل والمرأة.
حكم استخدام السجائر الإلكترونية للتخلص من التدخين
أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن التدخين محرم لما ثبت من ضرره، وعلى ذلك فحكم السجائر الإلكترونية يرجع إلى مدى الضرر الحاصل منها أو عدمه، مؤكدًا أنه إذا كان ضررها أزيد أو مساوي لها فهي ممنوعة شرعًا، فإن كان ضررها أهف وقصد بها العلاج فيجوز استعمالها لمن يستعين بها للإقلاع عن التدخين بمشورة المتخصصين من الأطباء وأهل الخبرة، مؤكدًا أنه من المقرر شرعًا أن من ابتلي ببليتين يختار أهونهما.
ثواب الإقلاع عن التدخين
مركز الأزهر العالمي للفتوى، أكد الشيخ محمد العليمي عضو لجنة الفتاوى الإلكترونية بالمركز أن المقلع عن التدخين سواء كان تجنبًا لغضب الله أو خوفًا على صحته، فكلاهما يثاب عليه المسلم إذ أن الإنسان مأمور من الله بالحفاظ على صحته، قائلًا أن الله أمرنا بالمحافظة على النفس البشرية فقال: ' وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا'.