قال فضيلة الدكتور عبد الفتاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن رمضان شهر الخير وسيد الصائمين ﷺ كان في هذا الشهر الفضيل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود ما يكون حين يأتيه جبريل فيدارسه القرآن، وهذا أمر تتعلم الأمة منه بابًا في الجود والكرم والسخاء والعطاء، وهي أخلاق إسلامية وخصال نبوية اتصف بها سيد الأنبياء وخاتم المرسلين سيدنا محمد ﷺ.
وأضاف فضيلته، خلال درس التراويح يوم الخميس الخامس عشر من رمضان بالجامع الأزهر، أنَّ الأمة التي تتأسى بنبيها وتقتضي به حريُّ بها أن تضرب المثل الأعلى في جانب الجود والكرم، وبخاصة وهي تعيش شهر الجود والكرم، والله تبارك وتعالى جواد كريم، فلتتخلق الأمة بأخلاق ربها، فالسخي قريب من الله، قريب من الناس، قريب من الجنة، فإذا أردت أن تدخل من باب الريان الذي يدخل منه الصائمون يوم القيامة ثم يغلق دونهم فلا يدخل منه أحد- فتخلق بأخلاق الجود والسخاء والكرم.
وأوضح عضو مجمع البحوث الإسلامية، أنَّ القرآن الكريم حافل بآيات تحث أمة الإسلام على التخلق بهذا الخلق الرفيع، وما أحوجنا أن يتحقق هذا الخلق بيننا في مجتمعنا وبين أفراد أمتنا، والنبي ﷺ يبين لنا في حديث صحيح جزاء الكرماء الأسخياء، الباذلين للمعروف، المطعمين الطعام، المواسين للمساكين، المكرمين للضيوف، فيقول ﷺ: «إنَّ في الجنَّةِ غُرفًا تُرَى ظُهورُها من بطونِها وبطونُها من ظُهورِها، قيل لمن هيَ يا رسولَ اللَّهِ فقالَ لمن أطابَ الكلامَ وأطعمَ الطَّعامَ وأدامَ الصِّيامَ وصلَّى باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ».
وأضاف فضيلته، أن الحديث النبوي به عقد منظوم من صفات وخلال لا بد وأن تتحقق في المسلم، وجُلها نحن نعيش زمنه، ونحن نرى اليوم الجامع الأزهر بقيادة ورعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، يطعم الطعام، والأزهر بذلك يحيي سُنة الأنبياء في إكرام الضيوف، وعلى رأسهم يحيي سنَّة نبينا محمد ﷺ الذي ضرب المثل في الجود والكرم والسخاء وكان أول إعلان له حين وصل مدينته أنه نادى في الناس: «أيُّها الناسُ أفْشوا السَّلامَ، وأَطعِموا الطَّعامَ، وصَلوا باللَّيلِ والناسُ نيامٌ، تَدْخُلوا الجَنَّةَ بسَلامٍ»، داعيًا أمة الصيام إلى التحلي بأخلاق الجود والكرم وإكرام الصائمين واليتامى والمساكين والأرامل والضيوف، فرمضان شهر الخير والجود.
ويواصل الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: (260 مقرأة- 52 ملتقى بعد الظهر- 26 ملتقى بعد العصر- صلاة التراويح بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث الإسلامية 20 ركعة يوميا بالقراءات العشر- 30 درسًا مع التراويح- صلاة التهجد بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث في العشر الأواخر- تنظيم 6 احتفالات متعلقة بمناسبات الشهر الكريم- 5000 وجبة إفطار يوميًّا للطلاب الوافدين).