سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، الضوء على تقرير 'المنتدى الاقتصادي العالمي' والذي أشار إلى أن أنظمة الرعاية الصحية سوف تستفيد في المستقبل من التطورات والتحسينات في مجالي التشخيص والعلاج، والمساعدة من خلال الأدوات الرقمية والذكاء الاصطناعي؛ ومع ذلك فإن اتجاهات الاقتصاد الكلي، وتعرض العاملين بها للضغوطات في ظل الأوضاع العالمية، وتزايد عدم المساواة، جميعها عوامل تهدد مستقبل نظم الرعاية الصحية العالمية.
وأفاد التقرير، بأن جائحة فيروس كورونا مثلت أكبر اختبار شهدته أنظمة الرعاية الصحية العالمية الحديثة على الإطلاق، فقد كشفت الجائحة عن تفاوتات صارخة وقضايا نظامية، تاركة العديد من الأنظمة مشوهة وتكافح من أجل التعافي لكنها أظهرت أيضًا فعالية طرق العمل الجديدة والأدوات الرقمية لمواجهة بعض التحديات التي تواجه أنظمة الرعاية الصحية، بالإضافة إلى ذلك، فقد عزز الابتكار من تطوير العلوم الطبية والأدوية وتوزيعها وتسليمها.
وأكد التقرير أن التحديات التي يواجهها قطاع الصحة والرعاية الصحية العالمي سوف تستمر في المستقبل، ومن تلك التحديات على المدى القريب نقص القوى العاملة في مجال الرعاية الصحية وقضايا سلاسل التوريد والتحديات المتعلقة بتغير المناخ وعدم استقرار الاقتصاد الكلي، في حين تشمل التحديات طويلة الأجل الطلب المتزايد على الخدمات، وزيادة فجوة التمويل، ونقص الحوافز للابتكار، والوصول المتغير إلى العلاجات المتقدمة.
الاتجاهات العالمية الحالية في مجال الصحة والرعاية الصحية
وقد أبرز التقرير الاتجاهات العالمية الحالية في مجال الصحة والرعاية الصحية، وهي:
1- زيادة الإنفاق على الرعاية الصحية والاستثمار، حيث يُعتقد أن الإنفاق العالمي على الرعاية الصحية قد نما بأكثر من 40% بين عامي 2018 و2022، ليصل إلى 12 تريليون دولار، وفي الوقت نفسه، وصلت استثمارات الرعاية الصحية أيضًا إلى مستويات قياسية في السنوات الأخيرة، مع الاهتمام بمجالات، مثل: العلاج المناعي الجيني ولقاحات mRNA الجديدة لأمراض، مثل: فيروس زيكا والملاريا.
2- التقدم العلمي إلى جانب تنامي الاستثمار في مجالات الرعاية الصحية: وهناك أيضًا تقدمًا في علاج الأمراض وتشخيصها، حيث يتزايد استخدام الطب الدقيق باستخدام المؤشرات الحيوية.
3- الابتكار الرقمي والذكاء الاصطناعي حيث أطلقت الجائحة العنان للتحول الرقمي السريع عبر الرعاية الصحية كما هو الحال مع القطاعات الأخرى، ففي عام 2021 تضاعفت الاستثمارات الرقمية في قطاع الرعاية الصحية تقريبًا لتصل إلى 57 مليار دولار، مع التركيز على الرعاية الصحية عن بُعد والصحة العقلية.
4- نماذج الرعاية البديلة: فمن المتوقع أن يتجاوز النمو في الإنفاق على توفير الرعاية الصحية والرعاية في المنزل، الإنفاق على الرعاية الصحية بجميع المجالات الأخرى تقريبًا، وسيتم استخدام هذا الاستثمار لتعزيز التشخيصات المنزلية وأنظمة توصيل الأدوية المنزلية وأجهزة مراقبة المرضى، على سبيل المثال.
5- نقص العاملين الصحيين والإرهاق: حيث أثرت الجائحة على العاملين في مجال الرعاية الصحية، وتفاقمت مشاكل الإرهاق، مما أدى إلى مغادرة العديد من المهنيين للقطاع بالإضافة إلى انخفاض التوظيف.
6- اتساع التفاوتات فقد سلطت الجائحة الضوء على تفاوتات كبيرة في تغطية الرعاية الصحية، لاسيما النساء والأطفال والمراهقين، حيث تأثرت البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل بشكل خاص بانقطاع خدمات الرعاية الصحية الأساسية، وتحتاج توفير الرعاية الصحية في المستقبل إلى التركيز على سد هذه الثغرات وجعل الرعاية الصحية ميسورة التكلفة ومتاحة للجميع.
7- تدهور مستويات الصحة النفسية: فالصحة النفسية السيئة هي قضية تزداد تفاقمًا في المجتمعات على نطاق أوسع، حيث قللت الأنظمة إلى حد كبير من أهميتها مقارنة بالصحة البدنية، في حين أن الطلب المكبوت على الدعم، والتأخير في التدخل يؤدي إلى تفاقم المشكلة، فقد تركت العزلة والتوتر وعدم اليقين والخسارة على نطاق واسع أثناء عمليات الإغلاق بصماتها على كثير من الناس.
8- قضايا الاقتصاد الكلي: فالتحديات التي يشهدها الاقتصاد العالمي تنتقل أيضًا إلى أنظمة الرعاية الصحية، فالتوترات الجيوسياسية وارتفاع أسعار الطاقة والتضخم وقضايا سلاسل التوريد كلها عوامل تؤدي إلى زيادة التكاليف والاحتكاك في نظام الرعاية الصحية، وفي الوقت نفسه تؤدي المخاوف البيئية وأزمة المناخ إلى تفاقم العديد من الظروف الصحية وانتشار بعض الأمراض، كما تخلق تحديات فيما يتعلق باستدامة القطاع.