أكد الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، أن الحج يغفر الذنوب جميعها، حتى ولو كانت ترك الصلاة، أو اغتصاب أرض وممتلكات الغير، لكن بشروط.
الحج يغفر الذنوب جميعًا
وعن الحج، قال الدكتور علي جمعة إن الحج يغفر الذنوب جميعًا، لكن بشرط عدم العودة لهذه الذنوب، وذلك جاء ردًا على سؤال لأحد متابعيه قال: 'هل الحج يغفر جميع الذنوب بما فيها ترك الصلاة؟'
وأجاب الدكتور علي جمعة عن سؤال الحج، في فيديو بثه عبر حسابه بالفيس بوك، فقال: 'نعم الحج يغفر جميع الذنوب، حتى في حالة عدم الصلاة، فإذا كان الشخص الذي حج لم يكن يؤدي الصلاة، فالحج يغفر عدم صلاته، ولكن بعد أن ترجع من الحج إياك أن تترك الصلاة، ويجب أن تبدأ صفحة جديدة مع ربنا'.
وحذر علي جمعة من العودة للذنب الذي كان يفعله المرء قبل الحج فقال: 'من الضروري عدم العودة لترك الصلاة مرة أخرى بعد الحج، وتقول أنا سأحج كل عام وسأترك الصلاة وسأغسل ذنوبي كل عام في الحج، هناك من يفعل ذلك، لكن أحذر من الاستهانة بالدين 'إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتا'.
الحج يغفر ذنب مغتصب الأرض
وعن الحج ومغفرة ذنب مغتصب الأرض، قال علي جمعة: 'الحج يغفر كل الذنوب بشرط أن ترجع فلا تذنب، أي تبدأ حياة جديدة، وكذلك من اغتصب قطعة أرض من أشقاءه في الميراث، فالحج يغفر اغتصاب للأرض بشرط عند العودة من الحج على المغتصب أن يعيد الأرض لأشقاءه، لأن الشخص سافر ولم يرجع الأرض التي اغتصبها'
وأضاف علي جمعة 'إما إذا اعتقد أن الحج كل عام سيغنيه عن إعادة الأرض المغتصبة لأشقائه، فإن هذا الشخص يكون مستهين بالدين'
وقال: 'إن القضية قضية التعامل مع الله، فلتبحث عن القلب الضارع لله، والمتعلق به سبحانه وتعالى، والمراقب لخلجات نفسه له سبحانه وتعالى، فالحج يغفر كل الذنوب، لكن عند العودة، تبدأ حياة جديدة، تجدد حياتك مع الله وتصلى الفرائض'.
أما من حج وأراد عدم أداء الصلوات السابقة عليه فقال علي جمعة: 'إن الصلاة السابقة على المرء والتي لم يؤدها لعدة سنوات هي دين على الإنسان، وذلك في رأي الأئمة الأربعة، وعليه أن يؤديه ويعيده مع كل صلاة يصلي الإنسان صلاة أخرى، وإذا كنت ذكي مع الله فلتفعل ذلك، لأن الصلاة السابقة التي يؤديها المرء عما فاته أفضل من صلاة النافلة 'السُنة'، فالفريضة أعلى في الثواب وأفضل'.
وأضاف: 'وما تقرب إليّ عبدًا أحب مما افترضته عليه' فمع صلاة الظهر يؤدي أربعة ركعات وستحصل على 1000 ثواب أكثر من السنة، فعليك أولًا سداد الدين عليك، وتطلب الأعلى في الأجر، والذكاء مع الله يكون في حديث الأئمة الأربعة'.
قضاء الصلوات السابقة لتاركها
وفي حالة عدم المقدرة على أداء الصلوات السابقة قبل الحج فقال علي جمعة: 'وإذا لم يستطع المرء أداء الفروض عليه بعد العودة من الحج، فنقلد من أجاز، فهناك من يقول إن 'اللي فات مات'، لكن الأئمة الأربعة يقولون إن الصلاة الفائته تُقضى، لأنها دين، وابن القيم والإمام أحمد قالوا 'ما فات مات' مستعينين بآية 'إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا'.