اعلان

المفتي: استغلال الدين من قِبل المتطرفين أمر ترفضه الشريعة الإسلامية

مفتي الجمهورية يتلقي بالممثل السامي للأمين العام للأمم المتحدة
مفتي الجمهورية يتلقي بالممثل السامي للأمين العام للأمم المتحدة

قال الدكتور شوقي علام- مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: 'إننا نسعى مع الأمم المتحدة لمكافحة خطاب الكراهية وإظهار الصورة الحضارية للإسلام؛ وذلك من خلال الاتفاق على شراكة استراتيجية بين دار الإفتاء وتحالف الحضارات في الأمم المتحدة'.

وأضاف أن استغلال الدين من قبل المتطرفين أمر مرفوض تماما، وترفضه الشريعة الإسلامية رفضا قاطعا، مشيرا إلى أن تصدر غير المؤهلين وغير المتخصصين للحديث عن الإسلام تضعنا أمام تحد متزايد لنقل صورة الإسلام الصحيحة أمام العالم، حيث إنهم يلوون عنق النصوص الدينية ويفسرونها تفسيرات شاذة لا تتوافق مع منهج الإسلام الشامل ومقاصد الشريعة العليا التي تسعى إلى العمران وبناء جسور التواصل والسلام مع الجميع.

جاء ذلك خلال لقاء مفتي الجمهورية مع السيد مجيل موراتينوس الممثل السامي للأمين العام للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، بحضور سعادة السفير أسامة عبد الخالق مندوب مصر الدائم في الأمم المتحدة، وذلك على هامش مشاركة فضيلة المفتي في فعاليات 'منتدى بناء الجسور بين الشرق والغرب' الذي عقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.

تفعيل الحوار للتشجيع على التسامح

ودعا المفتي خلال اللقاء إلى ضرورة تفعيل الحوار على أرض الواقع وتحويله إلى مبادرات ومشروعات مشتركة، وألا يظل حبيس الجدران داخل قاعات المؤتمرات فحسب، مؤكدا أن الحوار الديني أداة قوية في تعزيز السلام ونزع فتيل الأزمات.وأوضح فضيلته أنه من خلال تشجيع التفاهم والتسامح والتعاون بين أتباع الأديان المختلفة، يمكن للحوار الديني أن يساهم في خلق مجتمع أكثر سلاما واستقرارا حيث يعيش الجميع بسلام واحترام.

وأضاف أن خطابات الكراهية هي أحد معوقات العيش المشترك، فهي خطابات سامة تؤدي إلى تعزيز الانقسامات والتمييز بين الأفراد والمجموعات، وتثير العداء والعنف والتعصب داخل المجتمعات، بل قد تدفع ببعض الأفراد إلى ارتكاب أعمال عنف وتطرف وجرائم مروعة تستهدف الآخرين.

مفتي الجمهورية يتلقي بالممثل السامي للأمين العام للأمم المتحدة

دور دار الإفتاء المصرية في مواجهة التطرف

وأشار المفتي إلى أن دار الإفتاء المصرية كانت حريصة على مواجهة كافة أشكال العنف والتطرف، فأنشأت عام 2014 مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، الذي تطور ونمى حتى أصبح مركز سلام لدراسات التطرف، وقد صدر عن مرصد الدار ما يزيد عن 700 تقرير يحلل الخطاب المتطرف ويبين أسبابه ويضع الحلول لهذه الظاهرة الخطيرة.

وقال فضيلة المفتي: 'إن المواجهة الفكرية الجادة سوف تقضي على ظاهرة التطرف والإرهاب من جذورها، وتدعم جهود الاستقرار الأمني والاقتصادي في كافة دول العالم، وسوف توفر علينا كثيرا من الخسائر في الدماء والأرواح التي تزهق في المواجهات الأمنية أو في العمليات الإرهابية'.

كلمة السيد مجيل موراتينوس الممثل السامي للأمين العام للأمم المتحدة

من جانبه قال السيد مجيل موراتينوس الممثل السامي للأمين العام للأمم المتحدة لتحالف الحضارات: إن الحوار والتواصل الحضاري يجب أن يكون له دور محوري في هذه الجهود، لأنه يمكنه أن يمهد الطريق لفهم أعمق وتعاون أكثر فعالية بين الشعوب وأتباع الأديان والثقافات المختلفة، حيث يعدُّ التواصل الحضاري وسيلة لتعزيز التعايش السلمي وتعبئة الجهود المشتركة لبناء مجتمع عادل ومتسامح.

وأكد على أهمية تكثيف الجهود المشتركة للتصدي لخطابات الكراهية والتطرف وتعزيز قيم التعاون والتسامح والاحترام المتبادل، وهو يعمِّق الحوار بين الشعوب ويوسع نطاق التعاون الدولي لمواجهة هذه التحديات، بهدف بناء مستقبل يسوده السلام والتعايش السلمي.

كما أوضح أن التعاون الفعَّال بين الدول والمؤسسات الدينية والبحثية التي تهتم بمواجهة ظاهرة التطرف يعدُّ أمرًا حاسمًا في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة. ودعا إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة خطابات الكراهية والتطرف، من خلال تبادل الخبرات والمعلومات والممارسات الناجحة في هذا المجال.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً