تنقل قناتي القرآن الكريم والسنة النبوية شعائر صلاة الجمعة الثانية من صفر، من المسجدين الحرام والنبوي الشريفين.
الكعبة
فضل الصلح بين المتخاصمين
أكد الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن رسول الله ﷺ حرص على وحدة المسلمين وأكد على إخوانهم ، وأمر على أن الصلح بين المتخاصمين من أفضل الأعمال, فقال: «ما عمل ابن آدم شيئا أفضل من الصلاة وصلاح ذات البين وخلق حسن» (شعب الإيمان), بل باشر ﷺ بنفسه حين تنازع أهل قباء فندب أصحابه وقال: «اذهبوا بنا نصلح بينهم» (البخاري), وكذلك كان أصحابه رضوان الله عليهم، فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوصي من يوليه ويقول: «ردوا الخصوم حتى يصطلحون فإن فصل القضاء يحدث بين القوم الضغائن» (سنن البيهقي), والسلف رحمهم الله كانوا حريصين على هذا الخير ساعين فيه, يقول الإمام الأوزاعي رحمه الله: ما من خطوة أحب إلى الله عز وجل من خطوة في إصلاح ذات البين، وكان الرجال العظام والمشايخ وأصحاب الجاه في السابق من أفراد كل قرية يندبون أنفسهم لهذا العمل ويعتبرونه من تمام الشرف والعز.وقال علي جمعة، لم يقتصر الصلح على المسلمين فيما بينهم, بل شمل أبناء الوطن الواحد ولو كانوا غير مسلمين, اقتداء بما فعله النبي ﷺ, حين باع ليهودي تمرا بثمن معلوم على أن يسلمه له بعد مدة, فاستعجل اليهودي التمر قبل حلول الأجل, وعامل رسول الله ﷺ بما لا يليق, حتى هم عمر بن الخطاب بإيذائه, فخاف الرجل, وقال النبي لعمر: «أنا وهو كنا إلى غير هذا منك أحوج, أن تأمرني بحسن الأداء, وتأمره بحسن التباعة, اذهب به يا عمر فاقضه حقه وزده عشرين صاعا من تمر مكان ما روعته» (سنن البيهقي).
الصلاة في الحراموتابع: في هذا الزمان تتأكد أهمية السعي لإصلاح ذات البين الذين كان وظيفة الأنبياء والعلماء والصالحين, والذي كان عادة للمشايخ وكبار القوم, وكان هدفا ومقصدا لكل صالح مصلح محب للخير بين الناس, ومريد لجلب المودة والتآلف بين القلوب.
وقال إن الله عز وجل شرع في دينه من الأحكام ما يؤدي إلى تماسك المجتمع, وندب إليها, وسن رسول صلى الله عليه وسلم ما يزيل الضرر عن الفرد والمجتمع, وحث المسلمين على التمسك بوحدة مجتمعهم, وأكد أن الطريق إلى ذلك التماسك بين فئات المجتمع المختلفة هو اتباع السبل التي ندب إليها الله تعالى ورسوله ﷺ, ومن أهمها السعي بالإصلاح بين الناس, مع إخلاص النية وإيكال الأمر إلى الله تعالى والتيقن من أن التوفيق بيده (وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) [هود:88].