حددت وزارة التربية والتعليم العديد من الإجراءات المقرر تطبيقها خلال العام الدراسي الحالي، للتغلب على أزمة نقص المعلمين والمعلمات، داخل المدارس، ومن ضمنها فتح باب التطوع لمن يرغب فى العمل شريطة أن يكون التخصص مطلوب ،ولا يشارك المتطوع فى أعمال الامتحانات أو وضع الأسئلة، و التعاقد مع معلمين جدد للعمل بالحصة بالمدارس وفق احتياجات كل مدرسة، بحيث يبلغ سعر الحصة الواحدة 20 جنيها، مع السماح للمديريات والإدارات التعليمية بالتعاقد مع المعلمين الذين لديهم خبرة لسد احتياجات المدارس من أعضاء هيئة التدريس فى التخصصات التي تتطلب معلمين.
وقد تم الإعلان عن الإجراءات الجديدة قبل بداية العام الدراسي، إلا أننا حتى الأن ومعد بداية المدارس منذ عدة أيام، لازلنا نجد عجزًا واضحًا في المدرسين داخل المدارس، مع استمرار المعاناة التي تتكرر كل عام، تزامنًا مع عزوف الكثير من خريجي كليات التربية للعمل بنظام الحصة، وما بين هذا أو ذاك أصبحت المدارس تعاني من النقص الواضح في المعلمين، وهو ما أثار التساؤلات لدى الكثيرين، وما هو المستقبل الذي ينتظر العملية التعليمية، خاصة في ظل التحديات التي تشهدها؟
لجنة تعليم النواب
قالت الدكتورة ' جيهان البيومي' أن مديرين الإدارات التعليمية هم من يسألوا بشكل مباشر عن سد العجز من المدرسين داخل المدارس، وهم المسؤولون بشكل مباشر بحل الأزمة، حيث كان من اللازم توفير كافة الإجراءات الخاصة بعمل المعلمين بالتطوع أو بالحصة قبل بداية العام الدراسي، وكان لابد عليهم من مخطابة الوزارة بشكل مباشر والتنسيق معها، في حالة عدة القدرة على القيام بذلك، لسرعة الانتهاء من هذه العملية والترسيخ لها قبل ذلك بفترة زمنية.
طلاب داخل المدرسة
وأضافت عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، في تصريحات خاصة لجريدة ' أهل مصر ' أن عزوف طلاب كلية التربية عن العمل بالحصة، يمثل عائق كبير، خاصة في ظل التعويل عليهم، لكن يمكننا التغلب على هذه المشكلة من خلال خريجي كليات الآداب مثلًا، حيث أن هناك العديد من الخريجين يريدون العمل بنظام الحصة، وهذا يمكن العمل عليه بكفاءة عالية والتعويل عليه من أجل سد الحاجات داخل المدارس، والارتقاء بالعملية التعليمية خلال الفترة المقبلة.
تعليق الخبراء
وقال الدكتور ' حسن شحاتة ' أن التطوع بالعمل داخل المدارس أمر وطني لدعم العملية التعليمية واستمرارها، وهو واجب على كل من يتوافر به الشروط، تم اللجوء إليه لسد الحاجة من المعلمين، نظرا لوجود أزمة داخل المدارس من ناحية ووجود أزمة لدى الدولة في دفع مرتبات المعلمين من ناحية أخرى، لكن بشكل عام يوجد معلم متوافر بكثرة، ويمكنه أن يؤدي رسالته على أكمل وجه حال توافر الإمكانيات التي تساعده على ذلك.
وأضاف الخبير التربوي في تصريحات خاصة لجريدة 'أهل مصر' أن عزوف الخريجين عن العمل بنظام الحصة يرجع إلى المقابل الزهيد الذي تم وضعه من قبل الإدارات التعليمية، فالمعلم يمكن أن يؤدي 5 حصص في اليوم الواحد، وبالتالي يبلغ راتبه في الأسبوع الكامل نحو 500 جنيه، ويكون راتبه شهريا نحو 2000 جنيه، وهذا شيء غير مقبول وغير مجازي للمجهود الذي يتم بذله من قبل المعلم.
وتابع ' شحاته' أن العزوف عن التطوع للعمل داخل المدارس أو حتى العمل بنظام الحصة يمثل مشكلة كبيرة، فهو يضرب العملية التعليمية في مقتل، ويهدد تواجد المدارس، لأن العملية التعليمية ماهي إلا معلم فإذا غاب المعلم غابت العملية برمتها، لذا فإننا نطالب بتوفير الدعم من خلال جميع وسائل الدعم المتاحة، للمقدرة على التغلب على هذه الأزمة والخروج بالعملية التعليمية إلى بر الأمان، والعمل على تعيين الكفاءات من خريجي كليات التربية وتوفير جميع الاحتياجات لهم.