الآلاف تحركوا جنوبا على طريق صلاح الدين هربا من مجمع الشفاء في شمال غزة، وهو طريق الخروج الوحيد للمدنيين الفارين من الحصار المشدد ومن خطر الموت البطئ الذي يواجههم رويدا بسبب نقص جميع مستلزمات العيش.
رحلة الموت كما نوصفها في التقرير التالي، مشاهد من الجثث المرماه على جنبات المخرج الوحيدة للجنوب يواجهها الأحياء، ظنًا منهم أنهم يلحقون بها .. لم لا؟ وقوات الاحتلال تقصف كل شبر في القطاع دون اعتبار لقوانين الحرب الدولية.
معاناة المحاصرين في مجمع الشفاء
عانى أهالي غزة المحاصرين في مجمع الشفاء على مدار أكثر من 30 يوما من حصار مشدد ومغلق لا ماء ولا أكسجين ولا وقود ولا غذاء ولا كهرباء ولا إنترنت. لتعلن الأطقم الطبية في المجمع عدم قدرتها على إسعاف المرضى، حيث توفى عشرات المصابين بسبب نقص الأكسجين والإمكانيات. وتكثيف الحملات الجوية والبرية عليها.
أطفال يموتون داخل مجمع الشفاء
النزوح من مجمع الشفاء
كان النزوح الجماعي من مجمع الشفاء قسرا وإجبار من قوات الإحتلال للفلسطينيين المتواجدين داخله، وإجبارهم على الخروج منه مشيا على الأقدام بهدف تهجير منطقة شمالي قطاع غزة من أي سكان، خاصة بعد فشلها في العثور على أنفاق تحت مستشفى الشفاء.
ويقول المدير العام لوزارة الصحة بغزة في تصريحات تليفزيونية إن الاحتلال طلب إخلاء مجمع الشفاء من الجرحى والمصابين، وأن 5 أطباء لا يزالون في مجمع الشفاء للإشراف على عملية تنسيق خروج الجرحى، و120 جريحا.
يؤكد أن مشاهد التوجه للجنوب مزرية تماما وأن الأطفال الخدج لا يزالون داخل المستشفى: نحن على تواصل مع الصليب الأحمر بشأنهم وحتى اللحظة قطعنا مسافة 2 كلم مشيا والمنطقة مدمرة بالكامل .. نسمع الجرحى ولا نستطيع مساعدتهم والناس يموتون.
إخلاء مجمع الشفاء
أجبر جيش الاحتلال الإسرائيلي عبر مكبرات الصوت، المتواجدين في مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة من مرضى ومصابين ونازحين وطاقم طبي على إخلائه عبر مخرج واحد.
كما أمرهم بالتوجه مشيا على الأقدام نحو شارع الوحدة ومنها إلى شارع صلاح الدين ومن ثم إلى الجنوب.
وأكدت مصادر طبية في غزة بأن 150 مريضا من الحالات الصعبة لا يزالون داخل المجمع لصعوبة خروجهم.
وصف العديد من الأطباء عملية الخروج بالصعبة، إذ أجبروا على رفع الرايات البيضاء والطرق لم تكن سهلة وصعب التعرف عليها بسبب عملية التخريب الواسعة في البنية التحتية فلم تعد الشوارع كما كانت.
وحاصرت قوات الاحتلال مجمع الشفاء على مدار تسعة أيام ودمرت الأجهزة الطبية فيها كما تسبب في استشهاد مصابين وعدد من الأطفال الخدج.
وتعرضت عدة مباني من مجمع الشفاء للقصف عبر طائرات الاحتلال ومدفعيته، بعد أن كانت قد دمرت مبنى قسم القلب القديم في الجهة الغربية منه.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
